في الذكرى الخامسة لرحيل مختار اليحياوي: تحذير القضاة من السلطة والأحزاب واللوبيات

يوم امس نقل على لسان القيادي بحركة النهضة سمير ديلو تصريح حمل إدانة لحركته كما باقي الاحزاب الباحثة عن السيطرة على الاحزاب،

قبل ان يصحح الرجل ما نسب اليه بقوله انه لم يدن أي طرف ولا أي حزب بل حذر القضاة من ان معركتهم في السابق كانت مع السلطة ولكنها اليوم باتت مع السلطة واللوبيات والاحزاب.

في مداخلته امس في ندوة نظمتها جمعية القضاة وموضوعها استقلال القضاء، وذلك بمناسبة احياء الذكرى الخامسة لرحيل مختار اليحياوي، قال سمير ديلو القيادي في حركة النهضة وعضو مجلس النواب ان معركة إصلاح القضاء مستمرة وان تغييرت عناصرها والفاعلون فيها.

وقد شدد على أن الخطر اليوم في تونس على استقلال القضاء لم يعد متأتيا من السّلطة الحاكمة فقط - كما كان في السّابق - بل من السّلطة الحاكمة ومن اللّوبيّات والأحزاب، وهنا شدّد على ان قوله هذا يصدر عنه وهو منتم لحزب حركة النهضة. معتبرا ان أن معركة إصلاح القضاء متواصلة وليست معركة القضاة فحسب.

ديلو الذي قال للقضاة ان معركتهم لم تعد مع سلطة تنفيذية او تشريعية بل مع كل الفاعلين في المشهد السياسي ومع الحكم ومع اللوبيات المتتنفذة، قال في تصريح لـ«المغرب» ان ما صدر عنه تحذير للقضاة فقط وليس ادانة لاية جهة او أي حزب، مذكرا انه قال في الندوة «أقول لكم أيّها القضاة، لا تحذروا فقط من السّلطة، بل من كلّ من قد تكون له مصلحة في أن لا يكون القضاء مستقلاّ .. وهم كُثُر ..»

تمسك ديلو بان ما قاله يندرج في سياق التحذير وانه غير مسؤول عن أي تأويل كان ذلك في مداخلته والتي القاها في فعليات الذكرى الخامسة لفقيد القضاء والمحاماة مختار اليحياوي التي نظمتها جمعية القضاة التونسيين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بحضور عائلته وعدد من أصدقائه من المحامين والقضاة وخاصة ممن خاضوا معه تجربة 18 أكتوبر 2005.

بين ما نطق بيه ديلو وما فهم هناك خيط رابط وهو أن حركة النهضة التي ينتسب اليها والتي تندرج في خانة الاحزاب التي حذر القضاة من انها –أي الاحزاب –التي لا تحبذ استقلالية فعلية للقضاء.

حركة النهضة التي ترتبط بها تجربة الترويكا ومحاولات توظيف القضاء والهيمنة عليه في فترة تقلد رئيس كتلتها الحالي نور الدين البحيري منصب وزير العدل بين 2012و2014 وما جد من احداث كشفت تدخل الحكومة والنهضة في القضاء خلالها. تجربة الترويكا التي انتهت في 2014 لازالت حاضرة في رواسب اغلبها متعلق بالمنظومة القضائية وبشبكة العلاقات التي نسجهتها الحركة عبر رجالاتها.

وبذلك وان لم يكن سمير ديلو قد قصد حركته بقوله انه يحذر القضاة من ان معركتهم لتحقيق استقالايتهم التامة والفعلية مستمرة وان خصومهم هم السلطة والاحزاب واللوبيات، فان تاويل القول علىانه تحذير من حزبه ايضا ممكن وان كان التحذير غير مباشر وغير صريح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115