بعد تصاعد التوتر بين أحزاب الائتلاف الحاكم : هل ينجح الفخفاخ في نزع فتيل الحرب ؟

يوم امس اطل الياس الفخفاخ رئيس الحكومة عبر قناة «فرنس24» ليتحدث عن جملة من الملفات الراهنة التي تواجهها البلاد

وهي تمضي لتجاوز «الكورونا» لكنه لم يعلن عن اي جديد فيها باستثناء موقفه من الدعوات لحكومة وحدة وطنية وأن اولويته رص صفوف حزامه السياسي قبل التفكير في توسيعه ليبشر بان الايام القليلة القادمة ستحمل نبأ سارا.

استهل هذا الاسبوع بدعوة من حركة النهضة لتوسيع الائتلاف الحكومي بهدف الانتقال الى حكومة وحدة وطنية تتجاوز هنات الحكومة الحالية المتمثلة أساسا وفق النهضة في حزامها السياسي غير المنسجم والمتناحر في الكثير من الملفات.
دعوة جاءت بعد ان احتدم الصراع بين اركان الائتلاف الحاكم خاصة حركة النهضة وحركة الشعب وتبادل الاتهامات والتصريحات الحادة بين الجانبين في وسائل الاعلام واساسا في البرلمان الذي بات ساحة معارك للكثير من الكتل صلبه اضافة للصراع المحتدم بينه وبين رئاسة الجمهورية، وخاصة الثلاثي النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة.
صراعات تجنب الياس الفخفاخ في حواره مع قناة «فرانس 24» التطرق اليها بشكل صريح خاصة بين البرلمان والرئاسة، بل شدد الرجل على ان النجاح النسبي الذي حققته تونس في مجابهة ازمة انتشار كوفيد -19 يعود جزء من الفضل فيه الى اللحمة والتعاون والانسجام بين مؤسسات الدولة، والقصد هنا كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان.
انسجام تحدث عنه الفخفاخ اعتبر انه سيكون من الضروري استمراره لخوض المعارك اللاحقة، وهي معركة القضاء على الفقر وتغيير المنوال الاقتصادي، حيث اكد ان تونس عليها ان تخوض هذه المعارك وان تغادرها منتصرة لتجنب الاسوإ، ولذلك فعلى القوي السياسية ان تتجنب الهوامش وتهتم بالاساسي. وهو كيفية مجابهة تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية جراء تداعيات انتشار العدوي بكوفيرد-19.

وقال الفخفاخ انه سيتجه في جوان القادم الى البرلمان ليقدم له تصوره في كيفية إدارة معركته، وانه قبل التوجه اليه سيعمل على تحقيق مسالة اساسية وهي «تقوية» الائتلاف الحكومي، وهنا يتحدث الرجل بشكل صريح عن الدعوات الموجهة اليه بتشكيل حكومة وحدة وطنية ويجيب عنها بان الاولوية ليست لتوسيع الائتلاف الحاكم بل لتمتينه وتمتين اللحمة بين مكوناته
مكونات تجنب الفخفاخ ان يبرز التناقضات بينها واقتصر على انها تمثل كل العائلات السياسية التونسية، وهذا كاف لجعلها حكومة وحدة وطنية وفق مفهومه الذي لا يقوم على «التوافق المغشوش» وجمع كل الاحزاب البرلمانية في حكومة وانما على تمثيل العائلات السياسية وإنشاء رابط ثقة بينها يمكنها من ادارة الحكم.
تعزيز روابط الثقة لم يتطرق اليها الفخفاخ كثير بل اشار اليها عرضا وهو يبشر التونسيين بان نهاية الاسبوع الجاري ستحمل مفاجأة تتعلق بالائتلاف الحاكم الذي سيشهد تمتينا للعلاقة بين مكوناته وفق ما المح اليه الرجل الذي تجنب القول صراحة ان حكومته اعدت وثيقة سياسية سيقع الامضاء عليها من قبل رؤساء الاحزاب السياسية الممثلة في الحكومة، تتضمن ما يمكن اعتباره ميثاقا للعلاقة بينها وما هو المسموح وما هو الممنوع.

وثيقة اشارت اليها عدة مصادر دون الكشف عن مضمونها الفعلي، الذي يتعلق بكيفية ادارة الخلافات بين الاحزاب وكيفية ادارة الاولويات الحكومية والعمل البرلماني، خاصة وان الائتلاف الحاكم تعثر في العيد من المرات من تمرير مشاريع قوانين ومرر بعضها بفضل اصوات المعارضة.
لقاء مرتقب في نهاية هذا الاسبوع يهدف من خلاله الفخفاخ على خفض حدة التوتر بين مكونات حزامه السياسي سيسبقه لقاء ثلاثي يجمع الرئاسات الثلاثة، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، لخفض حدة التوتر بين الرئاسة والمجلس، خاصة بعد التصريحات الاخيرة الصادرة من الجانبين والتي نالت بشكل او اخر من مشروعية الطرف الاخر.
مهمات صعبة يطمح الفخفاخ الى تحقيق النجاح فيها رغم ادراكه ان النجاح سيكون ظرفيا وان الخلافات بين المتصارعين ستستعر من جديد حربا بينهم قد يتمكن الفخفاخ من تاجيلها قليلا ولكنه لن يتمكن من نزع فتيلها كليا، مما ينبئ بان الرجل وحكومته سيمران بوقت عصيب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115