تجري اتصالات مع نداء تونس لتجميع وتشكيل كتلة برلمانية: هل تعيد حركة تحيا تونس تأسيس النداء التاريخي؟

منذ الإعلان عن استطلاعات سبر الآراء بعد الخروج من مراكز الاقتراع، كشفت الأحزاب الوسطية وخاصة تلك المنتمية لفضاء النداء التاريخي،

أنها في طور المراجعة واستخلاص الدروس وغيرها من التصريحات التي تمهد لإطلاق مبادرة سياسية قد تنتهي بجمع أحزاب النداء التي فازت مجمعة ب21 مقعد في المجلس الحالي، فحزب تحيا تونس التابع لرئيس الحكومة يوسف الشاهد والذي تحصل في الانتخابات التشريعية حسب النتائج الأولية على 14 مقعدا في البرلمان سيركز كامل اهتمامه على توحيد العائلة الوسطية في انتظار أن يقرر اليوم الخميس خلال مجلسه الوطني إن كان سيشارك في الحكومة أو سيصطف في المعارضة.

حسب تصريحات لقيادات حركة تحيا تونس فإن الحركة اختارت عدم المشاركة في الحكومة المقبلة مع التركيز على توحيد العائلة الوسطية وجمعها، وحسب تصريح إعلامي للأمين العام سليم العزابي فإن الحركة انطلقت في إجراء اتصالات مع الأحزاب من نفس العائلة السّياسية بينها نداء تونس للتجميع في البرلمان وتشكيل كتلة، مشددا على أن الحزب يسعى إلى طيّ صفحة الخلافات وتجميع العائلة السياسية بالبرلمان وهي أيضا غير معنية بتشكيل الحكومة ، معلنا أن يوسف الشاهد سيلتحق برئاسة الحزب بعد إنهاء مهمته في رئاسة الحكومة.

تحيا تونس بين المشاركة في الحكم والمعارضة
في الوقت الذي يتداول فيه خبر التحالف بين حركة النهضة وتحيا تونس وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي في مجلس نواب الشعب الجديد، تؤكد قيادات من الحركة على غرار سليم العزابي ومصطفى بن أحمد وحامد المغربي...أن الحركة اختارت البقاء خارج منظومة الحكم وسيتم اتخاذ القرار النهائي خلال اجتماع مجلسها الوطني اليوم الذي سينظر في مسألتين أساسيتين، الأولى الاصطفاف في المعارضة أو المشاركة في الحكومة وثانيا اتخاذ موقف نهائي بخصوص المرشح الذي ستدعمه في الانتخابات الرئاسية في الدور الثاني بين قيس سعيد أو نبيل القروي. وقد أكد في هذا الصدد مصطفى بن أحمد نائب رئيس الهيئة السياسية لحركة تحيا تونس لـ«المغرب» أن القرار يعود إلى مؤسسات الحركة وسيجتمع المجلس الوطني اليوم ولكن توجه الحركة من خلال الحملة الانتخابية أنه من غير الممكن تحت أي عنوان كان مواصلة الالتقاء والتحالف مع حركة النهضة نظرا للاختلاف الكبير في التوجهات المجتمعية الكبرى.

المجلس الوطني يتخذ اليوم قراره النهائي
وأشار بن أحمد إلى أن توجه الحركة أن يكون في المعارضة ويبقى هذا التوجه مجرد مقاربة إلى حين اتخاذ المجلس الوطني القرار النهائي لأنه يبقى سيد نفسه، مشددا على أن توحيد العائلة الديمقراطية وعودة النداء التاريخي ليس الهدف منه توحيد الأجزاء بل إعادة بناء عميق للعائلة الديمقراطية التقدمية التي تحتاج إلى قوة واحدة ونتائج الانتخابات التشريعية زادت تأكيد هذه الحاجة لتجاوز التجزئة والصراع الزعاماتي، وأضاف أن هناك 3 قوى موجودة، الأولى المحافظة والتي عمودها الأساسي حركة النهضة والعائلة الإسلامية والثانية العائلة اليسارية والتي للأسف تضررت كثيرا خلال الانتخابات على أمل أن تنهض لأن لها دورا مهما في الحياة السياسية في البلاد والمسار الانتقالي وثالثا العائلة الديمقراطية التقدمية الوسطية التي هي امتداد للحركة الوطنية والحداثية.

بين الدستوري الحر وتحيا تونس
وشدد بن أحمد على أن البلاد تحتاج إلى قوى واضحة التي تحمل مشاريع وبرامج واضحة واعتبر أن الصراعات الموجودة قد مزقت الساحة وأحدثت ضبابية كبيرة ولذلك فإن الحركة لا بدّ أن تتخذ الخطوة الكبرى في اتجاه الانجاز ولا بدّ من المصالحة مع الفئات الشعبية الواسعة والمهمشة والتحاور معها في مواقعها، والأطراف المعنية بتوحيد العائلة الوسطية هي التيارات المعروفة التي تعتبر امتدادا للحركة الوطنية ولدولة الاستقلال من تحيا تونس إلى مشروع تونس إلى البديل التونسي إلى الحزب الجمهوري إلى التكتل والحزب الدستوري الحر...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115