أمطار طوفانية.. حمى غرب النيل.. جنون البقر..وأنفلونزا الطيور والخنازير في الأفق: رقعة تخوفات المواطنين وقلقهم باقية وتتمدد

لئن مازالت مخلفات كارثة الأمطار الطوفانية المسجلة في بعض الولايات والتي بلغت أقصاها في ولاية

نابل تلقي بظلالها إلى اليوم وتتزايد تخوفات المواطنين من عودتها، فقد اتسعت دائرة قلقهم وتخوفهم بظهور أمراض وبائية في البلاد كحمى غرب النيل في كل من سوسة وباجة والقيروان والتي نتجت عنها إلى حدّ كتابة هذه الأسطر حالة وفاة مؤكدة وحالة وفاة أخرى مشتبه فيها، توفي صاحبها قبل إجراء التحاليل الضرورية للتأكد من مدى إصابته بالمرض، و3 حالات إصابة، حالتين في ولاية سوسة والثالثة في ولاية باجة، و13 حالة مشتبه فيها في انتظار نتائج التحاليل، علما وأن العدد مرشح للارتفاع إضافة إلى جنون البقر مع إمكانية تسجيل أمراض أخرى لاسيما الأنفلونزا الموسمية وانفلونزا الطيور والخنازير التي تبرز مع فصل الشتاء، وضعية جعلت وزارة الصحة خاصة في حالة استنفار مع الرفع في أقصى درجات اليقظة واستباق المشاكل والصعوبات والمخاطر الصحية في ظل عودة ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر الحشرات واحتمال نزول كميات أخرى من الأمطار خلال الأيام القادمة.

لا حديث هذه الأيام إلا عن مخلفات الأمطار الطوفانية وظهور حمى غرب النيل المرض الفيروسي الذي ينتشر عبر البعوض والحشرات وأعراضه لا تظهر عند نسبة كبيرة من المصابين به في حين أنه يمكن أن يتطور عند بعض المصابين، ووفق إنصاف بن علية المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة فإن 90 بالمائة من الحالات لا تكون لها علامات خطيرة و10 بالمائة من الحالات قد تظهر عليها علامات على غرار الصداع والطفح الجلدي وارتفاع الحرارة وألام في العضلات وفي الرقبة لكن 1 بالمائة فقط منها قد تتسبب الحمى في التهاب السحايا والدخول في غيبوبة أو الوفاة، فهذا المرض الوبائي لا علاج له ولا لقاح إلا أن مسكنات الألم قد تكون مفيدة، ولكن مقاومته وفق بن علية تستدعي بالضرورة اتخاذ تدابير وقائية على غرار جهر الأودية والمستنقعات لمنع تكاثر البعوض الذي يمثل الناقل الأول للفيروس.

خطة عمل صحية عاجلة
عقد يوم أمس مجلس جهوي للصحة في ولاية نابل بعد 10 أيام من الأمطار الطوفانية وذلك في محاولة لاستباق تفشي الأمراض الوبائية والمخاطر الصحية التي قد تنجر عن الفيضانات وفق ما أكده وزير الصحة عماد الحمامي في تصريحات إعلامية، مجلس أقرّ في اختتام أشغاله خطة عمل صحية عاجلة لفائدة الولاية ينطلق تنفيذها يوم غد الأربعاء 3 أكتوبر الجاري في إطار مخطط ابيض أو يوم جهوي للصحة للتدخل الشامل لتفادي انتشار الأمراض وحدوث حالات عدوى وتفشي الأمراض. خطة العمل حسب المديرة العامة للصحة نبيهة برصالي فلفول تقوم على تعزيز منظومة المراقبة الوبائية وتكثيف أنشطة التقصي والرفع من درجة اليقظة إلى جانب انجاز مسح لمخافر البعوض الناقل للأمراض وتفعيل الخطة الشاملة لمقاومته مع التدخل لجهر الأودية وتسريح مجاري المياه بالتنسيق مع وزارات الشؤون المحلية والبيئة والفلاحة والتجهيز والبلديات ودعم خدمات الطب الاستعجالي وتعزيز اليقظة وحملات التثقيف الصحي بالوسط المدرسي وخارجه.

حالات معزولة ولا ترتقي إلى درجة الوباء
وفق فلفول فإن أكثر من 35 فريقا فنيا سيعاضدون المجهود الجهوي لولاية نابل في التوقي من المخاطر الصحية، وستعطى الأولوية إلى المعتمديات المتضررة على أن تتم تغطية كل المعتمديات في الأيام القريبة القادمة بتدخلات تشمل الصرف الصحي وحفظ الصحة والرقابة والتثقيف مع مواصلة تعقيم المحلات والمدارس. هذا وأكدت إنصاف بن علية المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة في تصريح لـ«المغرب» أن حمى غرب النيل ليست حالة وبائية، مشيرة إلى أن حالات الإصابة المسجلة إلى حد الآن تبقى حالات معزولة ولا ترتقي إلى درجة الوباء، وقد سبق وأن سجلت البلاد حالات إصابة بالفيروس في سنوات 1997 و2003 و2012، وتراوحت حالات الإصابة بين صفر حالة في 2016 و2017 و 37 حالة سنة 2012 وقد كان من المنتظر أن تشهد السنة الجارية حالات إصابة بسبب التغيرات المناخية وتهاطل الأمطار الغزيرة وارتفاع في درجات الحرارة، وهناك إلى حدّ الآن 3 إصابات مؤكدة و13 حالة مشتبه فيها وبقية الحالات التي تمّ الإبلاغ عنها كانت نتائج التحاليل فيها سلبية إضافة إلى تسجيل حالة وفاة مؤكدة في ولاية سوسة وحالة وفاة ثانية مشبه فيها.

إجراءات الوقاية من الفيروس
كما شددت على أن وزارة الصحة أمضت في شهر جويلية الماضي اتفاقية مشتركة مع وزارة الفلاحة تم خلالها التذكير بسبل رصد هذا المرض والوقاية منه ونفس الشيء مع وزارة البيئة، مضيفة أن الوزارة بصدد رصد ومراقبة الحالات مع التأكيد أن الوقاية تكمن في مكافحة البعوض عبر تجنب ركود المياه بالمحيط وجهر الأودية وشفط المياه وإزالة البرك والأوحال وتنظيفها وتطهيرها وردم المستنقعات وإحكام غلقها وإزالة الأوعية المتروكة المملوءة بالمياه مع وضع الشبكات الواقية من الحشرات على النوافذ والأبواب وارتداء الملابس الفضفاضة التي تغطي قدر الإمكان الجسم للاحتماء من لسعات البعوض إلى جانب استعمال المواد المنفرة له على غرار المبيدات ولكن تبقى مكافحة البعوض من أبرز الإجراءات للوقاية من هذا الفيروس.

حالة اشتباه بمرض جنون البقر
وبالنسبة إلى الاشتباه في وجود إصابات بجنون البقر، أكدت محدثتنا أنه تمّ تسجيل حالة وحسب التشخيص الذي قام به الطبيب المباشر فان الوفاة كانت بسبب مرض وراثي ولكن للتأكد من إصابته بجنون البقر رفضت عائلته القيام بالتحاليل الضرورية ولهذا السبب تمّ تبويبها في حالة الوفاة المشتبه في اصابتها بالوباء ولكن رغم

ذلك قامت الوزارة بالتدخل الضروري على عين المكان.

لجنة طوارئ
ويشار إلى أنه تمّ بعث لجنة طوارئ بمدينة مساكن بعد ان وقع تداول خبر الاشتباه بتسجيل إصابات بحمى غرب النيل تلقت البلدية مراسلة مساء الجمعة الفارط من مدير المستشفى الجهوي بمساكن تؤكد تسجيل حالات إصابات بالفيروس، وفق تصريح إعلامي لرئيس بلدية مساكن محمد علية، مشيرا إلى أن حالات الإصابة المسجلة إلى حد الآن «هي حالات معزولة ولا ترتقي إلى درجة الوباء»، وقد تمّ في هذا الإطار رش المدينة بالمبيدات بالإضافة إلى رش وادي الشرقي ووادي المالح بالأدوية في انتظار مداواة المستنقعات على مستوى طريق الموردين والكنايس. هذا وأفاد رئيس قسم طب الأمراض السارية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، منير بن جماعة بأنه تم تسجيل 3 حالات وافدة على المستشفى يشتبه في إصابتها بفيروس حمى غرب النيل ولا يمكن جزمه إلا بعد إرسال التحاليل اللازمة إلى معهد باستور بالعاصمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115