حركة مشروع تونس: عندما يتحاشى مرزوق الاتهامات بربط الحزب الجديد بشخصه...

أعلن امس المنشقون عن حركة نداء تونس عن نتائج الاستشارة الوطنية الموسعة التي افضت الى تسمية مشروعهم السياسي بحركة مشروع تونس. وخلال الندوة التي وقع الاعلان فيها عن اسم الحزب تحاشى محسن مرزوق الظهور بمفرده في واجهة الحزب الجديد

قدر الامكان وترويج صورة جماعية لهذا المشروع السياسي الذي انضم إليه عدد من الشخصيات المعروفة على رأسها وزير التعليم العالي في عهد بن علي الصادق شعبان.

الاعلان عن «حركة مشروع تونس» حزب المنشقين عن نداء تونس والمنضمين إليهم كان بين منزلة الاجتماع بالإطارات والندوة الصحفية ولكن بخلاف الكشف عن نتائج الاستشارة الوطنية الموسعة وعلى رأسها اسم الحزب الجديد اهم ما يمكن ملاحظته هو محاولة الابتعاد بالمشروع السياسي الجديد عن شخص محسن مرزوق وترسيخ صورة الحزب الجماعي غير المرتبط بشخص بعينه وكان هو اكثر الحريصين على ذلك.

فعرض نتائج الاستشارة الوطنية الموسّعة تولتها احدى المنتميات لحركة مشروع تونس ليُفسح المجال بعد ذلك للصحافيين واسئلتهم وكان في الاعتقاد ان محسن مرزوق كعادته سيكون في المنصة للإجابة ولكنه خيّر البقاء جانبا وسط نواب الكتلة الحرّة ليتداول عدد من النواب والقيادات على المنصة والاجابة على الأسئلة وخاصة ما تفاداه محسن مرزوق عديد المرات، أي الوقوف وراء المنصة وتُلتقط صور له منفردا وتُرفق بإعلان حركة مشروع تونس.

رفض الاجابة من وراء المنصة
وحتى سؤال احدى الزميلات بخصوص تصريحات واتهامات عبد الستار المسعودي لمحسن مرزوق بالانفراد بالقرار والسعي وراء تحقيق طموحه الشخصي بكل الوسائل اجاب عنه النائب في الكتلة الحرّة عبادة الكافي رغم طلبها ان يُجيب محسن مرزوق عن السؤال الذي استجاب في البداية.

ولكن بعد طلب المصورين الصحفيين منه الإجابة من وراء المنصة رفض وقال «سي عبادة من سيجيب» وهو ما حصل حيث قال النائب عن حركة مشروع تونس «لن نمنع أحدا من الحديث عن مرزوق او غيره ولكن ما أؤكده هو ان القرار يُتخذ بشكل ديمقراطي ولا يوجد اتجاه لأي كان للانفراد بالرأي».

يبدو ان هناك اتفاقا او توجها الى الإبتعاد عن شخصنة الحزب الجديد في محسن مرزوق وخاصة من طرف محسن مرزوق ذاته في العلن على الاقل، فمنذ اندلاع الصراعات داخل حركة نداء تونس لم يكن المعارضون لما أُعتبر آنذاك توجّه حافظ قائد السبسي نحو الاستيلاء على الحزب من مجموعة الـ32 نائبا واغلبهم حاليا نواب في الكتلة الحرّة وغيرهم من القيادات راضين ابدا على تسميتهم بشقّ محسن مرزوق.

وبعد الاعلان عن الانفصال والاتجاه الى تكوين حزب جديد لم يُخف نواب الكتلة الحرة تململهم من الحديث معهم على اساس أنهم مجرّد منتمين لمشروع محسن مرزوق وملتفين حول شخصه ودائما ما يردون بانه مشروع جماعي وليس رهين شخص بعينه وهو ما حاول مرزوق الذهاب فيه امس خلال الاعلان عن نتائج الاستشارة الوطنية الموسعة عبر تحاشي الظهور في صورة الباحث عن الأضواء والوقوف في الواجهة بمفرده.

صراع الارث البورقيبي
يوم كشف المنشقين عن حركة نداء تونس على نتائج الاستشارة الوطنية الموسعة واسم الحزب المتمثل في «حركة مشروع تونس» كما هو معلوم يتزامن مع مؤتمر قصر هلال الشهير سنة 1934 وقع اعلان هذا التاريخ منذ 10 جانفي الماضي خلال الاجتماع الشعبي بقصر المؤتمرات ولكن بعده اعلنت جمعية حفظ التراث البورقيبي عزمها على احياء تلك الذكرى في المنستير وبحضور عديد الشخصيات الدستورية والتجمعية.

ففيما كان المنشقون عن النداء يعلنون عن اسم حزبهم الجديد كان عدد من الشخصيات التجمعية والدستورية يحيون ذكرى مؤتمر قصر هلال وهو ما تعتبره القيادات المنشقة عن النداء محاولة للتشويش عليهم رغم انهم يتحاشون التصريح بذلك فمحسن مرزوق في اجابته عن سؤال «المغرب» بالخصوص اعتبر ان الارث البورقيبي واحياء أي من التواريخ المفصلية المرتبطة بمسيرته السياسية ليس حكرا على أي كان ولكنه استدرك ليقول «على كل نحن معنا أنس العياد».

ما يقصده محسن مرزوق بوجود انس العياد خلال الاعلان عن نتائج الاستشارة الوطنية الموسعة هو ان انس يمكن ان يكون رمزا لمؤتمر قصر هلال فذلك الاجتماع الشهير الذي جمع الحبيب بورقيبة وعددا من شباب الحزب الدستوري كان بمنزل عائلته فهو حفيد أحمد عياد، فاجتماع «دار عياد» شهد انشقاق بورقيبة ومن معه وولادة الحزب الدستوري الجديد وهو ما عُرف بمؤتمر قصر هلال وحفيد احمد عياد من المنضمين للمشروع السياسي الجديد للمنشقين عن حركة نداء تونس.

الشخصيات التي انضمت لحركة مشروع تونس
اعلن النائب عن الكتلة الحرة وليد الجلاد خلال الندوة الصحفية عن قائمة الشخصيات التي التحقت بحركة مشروع تونس وتضم القائمة كلا من الصادق شعبان والحبيب مباركة وعبد الحفيظ الهرقام وسليم التلاتلي وعفيف الهنداوي ورياض سعادة وثامر سعد ومحمد شرايطة والطاهر كمون ومحمد صالح المومني وصالح الحاجي وضو معيز وعادل كعنيش وعدنان بلحاج عمر وفاطمة بلعيد وليليا شاوش وريم الشواشي وفاتن بن عمر وعايدة مرجان وأنس عياد.

وقال الجلاد إنّ هذه القائمة هي على سبيل الذكر لا الحصر وأنّه سيتمّ الكشف قريبا عن قائمة ثانية لعدد من الشخصيات التي يرجح أن تلتحق بالحزب. ومن المنتظر أن يعلن عن قائمة المؤسسين يوم 20 مارس 2016 في تونس الكبرى ،حسب ما صرّح به وليد جلاّد الذي شدّد على أنّ الحركة الجديدة هي مشروع يراد من خلاله تلبية أمل جميع التونسيين دون الوقوع في أخطاء الماضي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115