على مشارف جبال ورغة الوعرة: الفوج 14 مشاة ميكانيكية ينزل بكل ثقله وعتاده

خمسة وثلاثون كيلومترا على الحدود التونسية الجزائرية، على مشارف جبال ورغة في الكاف العالي ومرصد الغابات وساقية سيدي يوسف و«جبل الأجبال» ومائدة يوغورطة وواد ملاق وحمام ملاق، كنا نتواجد أمس الأول في منطقة «الدباديب» وهو ميدان المناورات

والرمي الوطني الذي تستعمله الوحدات العسكرية وفي بعض الأحيان الوحدات الأمنية، حيث استضافنا الفوج 14 مشاة ميكانيكية المتواجد هناك بكل ثقله وعتاده وذخيرته وشراسته.. ورافقنا دورية عسكرية تمشّط وتراقب الجبال الوعرة بالحديد والنار.. ذلك هو الفوج 14 مشاة ميكانيكية، أسود تزأر في الجبال وتدحر العدو دحرا..

إن اختبؤوا في مغاور الجبال كالغيلان، إن تواروا بين الأشجار والغابات كالضواري، إن تسللوا بين الصخور في جنح الليل أو في وضح النار فإن الفوج 14 مشاة ميكانيكية بالمرصاد يقتلع العدو ويترصده ويدحره ويفتك به فتكا، فتراب تونس وجبالها وغاباتها ومواطنوها في عيون جيش تونس وتحت حمايته.. وعاجلا أو آجلا مآل العدو وهذيانهم بالخلافة ستتلاشى بقبضة من نار لا تبقي أي إرهابي ولا تذر.. وإنما البقاء للوطن ولرايته ترفرف عاليا في عمق الجبال..

مهمة الدوريات الحدودية
رافقنا دورية برية حدودية تتنقل بين الجبال الوعرة، دورية مجهزة بأسلحة حربية متطورة، تمشط الجبال شبرا شبرا.. ورغم أنّ طبيعة المنطقة وعرة وقاسية، فإنّ الجيش الوطني استأنسها وألف بها.. يقول آمر الفوج 14 مشاة ميكانيكية الذي نتحفظ على ذكر اسمه « هنالك دوريات حدودية على طول الشريط الحدودي من طبرقة إلي بن قردان، دوريات برية مشتركة أو بحتة، أما مهمة الدورية البرية هي التواجد على الميدان والمراقبة والرصد لكل التحركات الموجودة على الشريط الحدودي وجمع المعلومات والاستطلاع والتفتيش، وبالطبع بعث الطمأنة في نفسية المواطنين خاصة على الشريط الحدودي والتدخل لفائدتهم.. كذلك التدخل في الحالات الطارئة لفائدة مراكز الحرس الحدودية المتقدمة والتدخل ضد أي تسللات واعتراض السيارات المشبوهة، في مسالك التهريب والمناطق الخطرة المتواجدة في الشريط الحدودي» ..

تمرين بالذخيرة الحية بكامل تفاصيله
بعدما رافقنا دورية حدودية مع الفوج14 مشاة ميكانيكية، قامت وحدة عسكرية بتمرين بالذخيرة الحية في منطقة «الدباديب»: ميدان المناورات والرمي الوطني، هذا التمرين يتمثل في وقوع كمين مفترض ضد الدورية الأمنية، وكيفية رد الفعل بالذخيرة الحية ودحر العدو، هذا التمرين لم يكن بمناسبة قدومنا للمنطقة، بل هو وغيره من التمارين يقام بصفة دورية ومنتظمة.. وقد عكس هذا التمرين صلابة وجاهزية الفوج واستعداده الدائم أما أي خطر مرتقب..الجيش الوطني في تلك الجبال الوعرة، لا يترقب العدو، ولا ينتظر قدومه، بل يعمل على عنصر المفاجأة والمباغتة، إستراتيجيته الهجوم ثم الهجوم.. وبالطبع عندما انتهى التمرين، تم افتراض أنّ هنالك جندي مصاب، لذلك رأينا فريقا عسكريا طبيا مجهزا بكامل المعدات الطبية اللازمة..

البطولة توصيف حقيقي..
مساحة جبال ورغة 12 كيلومترا على 4 كيلومتر، قد تبدو هذه المساحة صغيرة غير أنّ طبيعتها القاسية من ارتفاعات ومنحدرات وغابات كثيفة، تجعل من التعقّب أمرا صعبا ودقيقا، قد نستمع أحيانا إلى القبض على إرهابي فلان وهروب علان، وقد يقول قائل كيف استطاع أن يهرب، قد تكثر التأويلات وكل يستعرض تحاليله، غير أنّ المطلّع على طبيعة الميدان الشائكة، سيدرك أن المنحدرات وعرة جدا، الثنايا الجبلية ملتوية جدا، فالأرض غير مكشوفة وليست منبسطة، فمن الطبيعي أن تكون عملية القبض على الإرهابيين الأعداء عملية صعبة، لذلك نقول إن كل عملية قبض أو قضاء على إرهابي هي عملية بطولية عن جدارة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115