وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والأمم المتحدة اللورد نظير أحمد في حديث خاص لـ«المغرب»: ما زال هناك الكثير من العمل من أجل تطوير العلاقات بين تونس والمملكة المتحدة

• نعمل معا من أجل تبادل الآراء والتجارب حتى نقاوم الإرهاب بشكل ناجع وفعال

تحدث وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والأمم المتحدة اللورد نظير احمد في هذا الحديث الخاص لـ «المغرب» على هامش زيارته لبلادنا عن واقع العلاقات بين تونس وبريطانيا مشددا على اهمية تطويرها على مختلف المستويات الامنية والاقتصادية والتعليمية . واكد ان تونس نجحت في انتقالها الديمقراطي وابرزت الانتخابات البلدية الاخيرة وصول المرأة الى مواقع متقدمة ..واكد ان بريطانيا تواصل دعمها لتونس مشيرا الى ان بداية عودة السياح البريطانيين تعتبر نقطة مضيئة على صعيد تطوير العلاقات بين البلدين. كما عبر اللورد البريطاني عن رؤية بلاده لما يحصل في المنطقة والعالم العربي .

• أولا ما اهداف زيارتكم الى بلادنا؟ وكيف ترون مستوى العلاقات بين تونس والمملكة المتحدة؟
في البداية اريد ان اعبر عن سروري لوجودي في تونس للمرة الثانية ، في الواقع زرت البلاد سنة 2015 وهذه زيارتي الثانية بصفتي الجديدة في الخارجية وأنا معني بعدد من المواضيع والمسائل ومنها مقاومة الارهاب والتطرف بشكل عام، مع التركيز على تنمية العلاقات والشراكات مع تونس واوجه التعاون بين بلدينا فيما يخص المصالح المشتركة لكل من الجمهورية التونسية والمملكة المتحدة.

• وكيف ترون تجربة تونس في مسارها الديمقراطي ؟
اود التركيز على اهمية الاستقرار فيما يتعلق بالحياة السياسية والديمقراطية. واود ان اشير الى نجاح الانتخابات البلدية التي تمت في الاونة الاخيرة ، وقد راينا ضمن هذه الانتخابات العديد من التيارات الحزبية تقود المعركة وتنجح في الانتخابات ، من بينها العديد من التيارات الوسطية التي خاضت الامتحان ونجحت في الانتخابات خاصة فيما يتعلق بنجاح المرأة في العديد من البلديات . تونس امام مواعيد انتخابية جديدة فهناك الانتخابات الرئاسية التي ستنعقد سنة 2019 وستقوم تونس بتركيز الاستقرار بشكل متزايد وهو مهم بالنسبة للانتقال الديمقراطي.

• لكن هذه الديمقراطية التونسية الوليدة تواجه صعوبات عديدة خاصة على المستويين الامني ( فيما يتعلق بمكافحة الارهاب) وايضا على المستوى الاقتصادي فكيف يمكن لبريطانيا دعم تجربة تونس ؟
اود في البداية الاشارة الى المسألة الاقتصادية او التجارية ، انتم تعلمون ان بريطانيا عملت كثيرا خاصة بعد الثورة على تمتين العلاقات التجارية وتمثل بذلك بزيارة الوزير المكلف بالتجارة البريطاني عديد المرات خلال السنوات الماضية . وتوحي الارقام المتعلقة بالتبادل التجاري بين البلدين بتزايد العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين المملكة المتحدة والجمهورية التونسية . ويبقى هناك المزيد من العمل من اجل تمتين التعاون الاقتصادي والتجاري بين بلدينا .
اما فيما يتعلق بالأمور الامنية ومكافحة الارهاب، فقد شهدت العلاقات بين البلدين ايضا تعاونا في هذا المجال، ولعل من دلائل نجاح التعاون هو عودة السياح البريطانيين لتونس بعد الاحداث التي تعرضت لها السياحة في تونس خلال السنوات الفائتة. وكما تعلمون فان الوجهة التونسية شعبية جدا في بريطانيا ويتجه الكثير من السياح البريطانيين من جميع مناطق المملكة المتحدة لزيارة تونس . لكن يبقى هناك المزيد من العمل الذي سنبذله لدعم السياحة التونسية. اما النقطة الاخيرة المتعلقة بالتطرف والارهاب فهي ليست ظاهرة تنحصر في تونس بل هي مسألة دولية ونحن نعمل معا من اجل تبادل الآراء والتجارب حتى نقاوم هذه الظاهرة بشكل ناجع وفعال .

• تونس اليوم تعتبر اكثر استقرارا بالنسبة لعديد الدول في العالم العربي التي تعيش اضطرابا ، الا تعتقدون ان التدخلات الاجنبية كان لها دور سلبي على مستوى تأجيج العنف والحروب في المنطقة خاصة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها؟
كما تعلمون الوضع يختلف من بلد لآخر ، فتونس بلد افريقي عربي واسلامي فعوامل الاستقرار الموجودة ليست نفسها في بلدان اخرى التي عاشت مثل هذا الاضطراب كما ذكرتم العراق سوريا ليبيا . فالعامل الاول هو داخلي بالأساس ويتعلق بمدى امكانية مقاومة حالة عدم الاستقرار. اما النقطة الثانية فتونس نجحت في مسار التحول الديمقراطي وهذا يوفر ارضية صلبة لبقاء مثل هذا الثبات والاستقرار في بلد يقع في سياق متغير ومتحول . اما النقطة الثالثة فتتعلق بحقوق الانسان ..لقد رأينا في تونس ان هناك تحولا ديمقراطيا ولكن كذلك وفي نفس الوقت هناك تثبيت لحقوق الانسان وهو عنصر مهم من شأنه ان يسهل عملية الاستقرار وثبات الوضع الداخلي .
بالطبع هناك مسائل اخرى تتعلق بمسألة استقطاب الشباب للانضمام الى الحركات المتطرفة مثل داعش ومشكلة عودة او رجوع المقاتلين الاجانب مثلما هو الامر في تونس والمملكة المتحدة . ونحن نعمل معا من اجل مجابهة مثل هذه القضايا والمشاكل بما يضمن بقاء عوامل الاستقرار في البلاد.
بالنسبة للتدخل الخارجي او الاجنبي في البلدان العربية ، نحن كمملكة متحدة لا ندير ظهرنا لواجبنا كدولة ، ونعمل على المستوى الثنائي والمتعدد الاطراف، سواء في اطار الامم المتحدة او مختلف الاطر الاخرى، من اجل خدمة القيم وما يتصل بضمان الاستقرار في هذه الدول ..فنحن مثلا نعمل في تونس في مجال دعم التعليم العالي وهناك مثلا عمل عظيم يقوم به المركز الثقافي البريطاني وزرت العراق اكثر من مرة ونعمل مع الحكومة العراقية ومختلف الاطراف العراقيين لخدمة الصالح العراقي فيما يتصل بهذه المجالات ...

• زرتم فلسطين قبل سنوات في اطار فك الحصار عن غزة فما رأيكم صراحة في صفقة القرن وفي القرار الامريكي بنقل السفارة الامريكية الى القدس ؟
اريد ان اؤكد اننا نحتاج الى مزيد من الوقت لنرى ما هو محتوى صفقة القرن ، ليس لدينا من المعلومات ما يمكننا من الحكم لها او عليها فدعينا ننتظر ..لكن اريد ان اؤكد موقف المملكة المتحدة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية او الوضع في الشرق الاوسط ، نحن نعتقد ان الحل الافضل والوحيد بالنسبة للفلسطينيين والاسرائيليين هو قيام الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية مع وجود عاصمة لكلا الدولتين في القدس . وقمت شخصيا بزيارة غزة والخليل والضفة الغربية وكان لي اتصالات مع عديد الاطراف هناك وقمت بالطبع بزيارة اسرائيل . وكنا قد عبرنا كمملكة متحدة عن قلقنا بان هذا الوضع لا يمكن حله الا بحل الدولتين دولة فلسطينية واسرائيلية تعيشان معا مع ضمان احترام الجميع .لقد شهدنا في الاونة الاخيرة عملية هدم لأحياء ومخيمات لبدو فلسطينيين وقد اعربنا -وليس بمجرد بيان وارد او صادر عن وزارة الخارجية -بل على عين المكان فقد كنت هناك واعربنا عن اسفنا لحدوث مثل هذا الهدم.
اما بالنسبة لنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، فالمملكة المتحدة اعربت عن اسفها لمثل هذه المبادرة ونحن نعتبر ان هذه الخطوة لا تخدم السلام في المنطقة ونؤكد ان الحل المناسب والباقي هو قيام الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية .
لنرجع الى تونس في علاقة مع هذا الموضوع ، عندما اتناقش مع العديد من الاشخاص ارى نوعا من فقدان الامل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين .لكن اذا رأينا مدى التعايش الموجود بين الجالية اليهودية والمسلمين التونسيين لا يمكن الا ان نعرب عن املنا بان تكون مثل هذه العلاقات الجيدة مثالا او هدفا اسمى لايجاد نفس العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين اي علاقات تقوم على الاحترام والتعايش.. ونفس الشيء موجود في المملكة المتحدة ونرى التعايش بين مختلف الجاليات بما فيها الجالية اليهودية والمسلمة والافضل ان نبقى مؤمنين بامكانية الحل والتعايش .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115