أسبوع على حرب الشاهد وقائد السبسي الابن: الوقت يفاقم الغموض ... النهضة والاتحاد في نفس مواقعهما والرئاسة تراقب بصمت

مر أسبوع منذ أعلن رئيس الحكومة حربه على المدير التنفيذي لنداء تونس،

في هذه الفترة تطورات عدة جدت لتؤثر على سير الأحداث ومجرى الحرب بين الرجلين اللذين يراقبان كل خطوات في المشهد بقلق، خشية أن يكون في غير صالحهما.
مساء الثلاثاء من الأسبوع الفارط، اطل رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليعلن الحرب على المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي ويعلن جملة من الإصلاحات التي ستشرع حكومته في تنفيذها إضافة للتحوير الوزاري.

أسبوع مر ومعه شهدت الساحة جملة من التطورات، سواء تلك التي عاشت على وقعها حركة نداء تونس أو بقية الأطراف المتداخلة في الملف، فالحركة التي حرص مديرها التنفيذي على ضبط أجهزة الحزب لضمان اصطفافها خلفه في الحرب، كان له مع المنسقين الجهويين لقاء انتهى إلى صدور بيان تواصل فيه شن الهجوم على الحكومة.
هجوم كان أول رد فعل رسمي من أجهزة الحزب على خطاب يوسف الشاهد، لكن هذا الرد لم يكن بتلك القوة لتقلب الكفة لصالح نجل الرئيس، فالمنسقون انقسموا إلى فريقين، اغلبهم اصطف خلف حافظ قائد السبسي والبقية اختاروا شن الهجوم على المدير التنفيذي ومجموعته. هذا الانقسام، يخشى من في الحزب ان يطال الكتلة، حتى وان كان تقييمه للانقسام بأنه محدود وسيقع مواجهته بقرارات وعقوبات تطال «المنحرفين».

مقابل هذا التخبط في الحركة وعدم وضوح الرؤية بشكل جلي للقائمين على النداء، اتجهت الأمور للهدوء وترقب التطورات، فهذا ما يصب في صالح مجموعة حافظ قائد السبسي ويريدون للأمور أن تستمر على هذا الحال، فهذا يصب في صالحهم.
إذ أن الوقت هو العنصر الذي يراهن عليه من هو في صف المدير التنفيذي، فهو يضعف الشاهد ويدفعه للقيام بحركة غير مدروسة، كما انه يدفع الفاعلين في الملف الى البحث عن حل للازمة السياسية والتي تتمثل في تعليق نقاشات وثيقة قرطاج2 وتعكر العلاقات بين الحكومة والاتحاد.

خيار تعزز مع تتالي صدور التصريحات والبيانات من حركة النهضة، التي جددت مرة أخرى تأكيدها على موقفها ودعوتها لاستئناف المشاورات المتعلقة بوثيقة قرطاج، موقف صدر بعد إعلان المنسقين المصطفين خلف المدير التنفيذي للنداء عن دعوة مماثلة وان كانت الأهداف تختلف.

النهضة التي تحرص على أن تكون فاعلا محددا هذه المرة في الأزمة بدورها تدرك ان الشاهد وحكومته قد فقدوا جزءا هاما من شروط بقائهما في القصبة، لذلك فهي لا تدافع عن الرجل بقدر دفاعها عن موقعها وخياراتها، وهذا ما يريد النداء استغلاله لتوجيه ضربة قاسمة للشاهد. خاصة وان النداء يدرك ان موقف اتحاد الشغل ظل على حاله وهو المطالبة برحيل الشاهد وحكومته.

الصورة العامة للمشهد في ظل هذه التطورات لم تحمل تغييرا جذريا للموازين، فالعنصر المحدد ظل على حاله يراقب دون اي تدخل في الملف، والقصد هو رئاسة الجمهورية، اذ ان الباجي قائد السبسي بكل الاكراهات المحيطة به لا يزال يعيد ترتيب أوراقه ليقرر خياره.
خيار يدرك رئيس الجمهورية ومن ينتظرونه انه سيكون حاسما في الصراع بين الرجلين، حافظ ويوسف، وان خياراته محكومة بجملة من التوازنات الداخلية والخارجية، الحزبية والسياسية. لذلك يبدو انه يتجه الى تأجيل الحسم إلى ما بعد منتصف جوان الجاري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115