Print this page

صالح بلعيد المدير العام لشركة نقل تونس لـ«المغرب» : الاعتداءات الأخيرة «ضرب في العمق» والأعوان يعملون «وأيديهم على قلوبهم»

وضع الشركة صعب للغاية وديونها المتراكمة وصلت 800 مليون دينار

شهدت عربات النقل العمومي مع بداية شهر رمضان «هجمة» غير معتادة حيث تعمد المعتدون تكسير هذه الوسائل فضلا عن الاعتداء على السواق وترويع المواطنين، وبالرغم من ان الخسائر المادية قدرت ما بين 60 و70 الف دينار الا ان الاشكال يتعدى الجانب المادي للشركة الى اسباب هذه الاعتداءات غير المعزولة والمتزامنة في اكثر من منطقة ومحطة .

تمت السيطرة على هذه الاعتداءات خلال اليومين الاخيرين بعد تدخل الوحدات الامنية وتعزيز شركة نقل تونس للأعوان المكلفين بتامين وحراسة وسائل النقل وقد تم ايضا ايقاف عدد من المشتبه فيهم ، المدير العام لشركة نقل تونس صالح بلعيد قال في تصريح لـ«المغرب» إن الاعتداءات المتكررة على عربات النقل منذ بداية شهر رمضان كانت على الاغلب ممنهجة خاصة وأنها حدثت في نفس التوقيت وعلى أكثر من خط وهي شبيهة بالاعتداءات على المؤسسات التربوية .

لا يمكن ان تكون معزولة
وأشار بلعيد الى ان الشركة اعدت برمجة لشهر رمضان خاصة على الشبكة الحديدية وتم توزيع البرنامج على المسافرين من اجل تخفيض الضغط اوقات الذروة حتى ان الشركة ضغطت على عطل لاعوان من اجل توفير اكثر عدد ممكن من السفرات للمسافرين، «الا اننا فوجئنا في اول يوم من شهر رمضان (بهجمة) من الاعتداءات والتخريب» طالت كلا من المعدات والأعوان وحتى المسافرين وهي لا يمكن ان تكون معزولة لأنها تكررت على مدى خمسة ايام تقريبا وبنفس الطريقة والأسلوب في نفس التوقيت ومن نفس الفئات العمرية، قائلا : وبالتالى قلنا ان المؤشرات تؤكد انها غير اعتباطية وهناك نية لضرب المرفق العام اما خلفية هذه الاعتداءات فهى من مهام السلطات الامنية على تعبيره.
وقد عقدت الشركة جلسة مع السلطات الامنية ووضع دوريات خاصة خلال الليل حيث ترافق كل خط سيارة بها فريق مجهز يقوم بالاتصال بالأمن في حال وقع أي طارئ واعلام السائق ايضا ، الى جانب تركيز وحدات أمنية في عدّة محطات رئيسية ستتواصل إلى نهاية شهر رمضان في انتظار انتهاء التحقيق والكشف عن الاسباب الحقيقية لهذه الاعتداءات مبينا ان الشركة تعمل على تعزيز منظومتها الامنية منذ ثلاث سنوات حيث تم تكوين حوالي 60 عونا في وزارة الداخلية لتأمين وسائل النقل وحراسة التجهيزات والمستودعات الى جانب عزمها انتداب 50 آخرين.

الجهود ستتشتت
وأضاف بلعيد ان الاعوان اصبحوا يعملون «وأيدهم على قلوبهم» وكان التركيز في النصف الثاني من شهر رمضان الذي تكثر فيه الحيوية ، على البراكاجات والنشل والسرقة الا انه اليوم ستتشتت الجهود بين جانب السلامة وهذه الحوادث اضافة الى ذلك فان التمكن من توفير البلور على سبيل المثال اذا نفد المخزون يتطلب توفيره قرابة 6 اشهر لأنه مستورد والخسائر تتجاوز الضرر الذي لحق بالمعدات الى المداخيل والى تعطل مصالح المواطنين خاصة وان الشركة اضطرت الى التوقف بعض الوقت معتبرا ما حدث هو «ضرب في العمق» امام الاشكاليات التى تواججها الشركة.

إشكاليات ..
هذه الاشكاليات وفق المدير العام لشركة نقل تونس يمكن ان نذكر منها على مستوى الاسطول ، حيث تم امضاء صفقة بمبلغ جملي يقدر 180 مليون دينار ، من اجل اقتناء 494 حافلة على 3 سنوات ، وتم تسلم 66 حافلة وسيتم تسلم حوالي 65 حافلة خلال الايام القادمة ، إلا انه امام انزلاق الدينار فقد طالب المزود بتعديل الاسعار ولكن ذلك يتطلب اجراءات كبيرة ووقتا هذا إضافة الى عدم تمكن الشركة من توفير المبلغ وتقيدها بالعقد ، وهو ما قد يجعل الشركة غير قادرة على تامين العودة المدرسية القادمة كما يجب، علما وان الشركة تجاوزت الاشكال التقنى الذي كان موجودا .

عقلة على حسابات الشركة
وضعية الشركة اليوم كما وصفها بلعيد «صعبة للغاية « وديون الشركة المتراكمة وصلت الى 800 مليون دينار منها حوالي 200 مليون دينار للصندوق الوطنى للضمان الاجتماعي والذي قام في المدة الاخيرة بعقلة على حسابات الشركة ولكن تم ايجاد حل بالتراضي بين الطرفين في طريقة التسديد، وبقية المبلغ 600 مليون دينار بين ديون جبائية لفائدة الدولة حوالي 75 بالمائة والبقية 25 بالمائة لفائدة خواص ومزودين.

عدة أسباب
هذه الديون تعود لعدة اسباب منها عدم الترفيع في التعريفة منذ سنوات ، في حين أن الكلفة ارتفعت ، الى جانب تضاعف ظاهرة الترسكية ومتطلبات الصيانة.. ولذلك تتطلب الشكرة تدخلا عاجلا مشيرا الى ان وضعية اسطول المترو ان لم يعرف تدخلا سريعا فانه سيعرف نفس وضعية الحافلات، وقد قدمت الشركة برنامجا اصلاحيا وهي في انتظار مناقشة الملف وايلائه الاهمية.

الداخلية توضح اسباب الاعتداءات
خليفة الشباني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اوضح ان الاعتداءات قامت بها مجموعة من بينهم عناصر اعمارهم تتراوح بين 14 و17 سنة ونفرين تم الاحتفاظ بهم لان اعمارهم تجاوزت 18 سنة، وان هذه الاعتداءات تبين انها بسبب عدم انتظار السائق، او بسبب مسكهم دون تذاكر من قبل المراقبين مشيرا الى تركيز وحدات امنية فى المحطات «السوداء» وقد تمت السيطرة على الوضع.

المشاركة في هذا المقال