Print this page

غدا في قصر قرطاج : الضبابية تكتنف مصير حكومة الشاهد

منذ اسبوع كانت الاحزاب تتجنب الكشف بصراحة عن موقفها من ملف «الحكومة»، رغم انها لم تكن تتوانى عن التلميح بأنّ مصير الحكومة سيكون

بيدها لا بيد إتحاد الشغل وان الملف سينظر اليه بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات، لكن « حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر»، لتصدر النتائج ويكون موقف الاحزاب اضعف مما كانت عليه، لتختلط الاوراق اكثر ويصبح المشهد «ضبابي» لا أحد يمكنه النظر ابعد من موقع قدمه، في ظل احتمالات متضاعفة.

يوم غد ومن الساعة العاشرة صباحا يتوافد الامناء العامون للأحزاب الـ5 والمنظـــمات الأربع، للجلوس إلى طاولة رئيس الجمهورية وفتح ملفين، الاول مصير الاتفاقات المبرمة بين الاتحاد والحكومات السابقة والثاني مصير حكومة الشاهد وأعضائها.

ملفان اجل حسم ثانيهما الى ما بعد الانتخابات البلدية، والقصد من هذا التأجيل ان يتعزز موقف نداء تونس وحركة النهضة بالنتائج الايجابية التي كان القائمون على الاحزاب يفترضون انهم سيحققونها قبل ان تحمل لهم النتائج ما حذروا منه.

نتائج قدمت حركة النهضة على حساب النداء وبفارق هام، اذ تراجع الحزب الاول في الانتخابات التشريعية 2014 الى المركز الثاني وخسر اكثر من ثلثي قاعدته الانتخابية، وهو ما دفع بالمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي الى الاعلان «عن فهمه للرسالة» وتعهده بالشروع في الاصلاح.

رسالة قائد السبسي الابن وقبلها النتائج اضعفت موقع النداء في طاولة المفاوضات لصالح طرف رئيسي بها، وهو اتحاد الشغل الذي ادرك القائمون عليه انهم اكبر مستفيد من ضعف النداء و»خشية» حركة النهضة، التي عبرت عنها بتصريحاتها اثر الاعلان عن النتائج.

فرئيس الحركة وقادتها «يخشون» نصرهم على حلفهم/غريمهم النداء اكثر مما يخشاه النداء ذاته، ليلعنوا تباعا ان لا شيء تغير وان الحركة ملتزمة بالتوافق وان نتائج الانتخابات التشريعية لا تجبها إلا انتخابات تشريعية إن تعلق الامر بهذا الملف.

حركة النهضة التي تخشى من بروزها كقوة «كبرى» لا منافس لها، ستكبح جماح نفسها لتجنب تداعيات الانتخابات البلدية عليها، ولهذا فهي وبخيارها ستجنب البروز كخصم لاتحاد الشغل في المفاوضات وستحاول مسايرة الاحداث للخروج بأخف الاضرار.

مواقف الحركتين، النهضة والنداء، يدركه الطرفان الاساسيان في المعادلة، رئاسة الجمهورية واتحاد الشغل، فان كان الاول سيضعف تاثيره اكثر على حسم الامور، في ظل تغير في قائمة الاولويات في قائمته، وسيحرص على عدم خسارة اتحاد الشغل الذي بات يهدد بالخروج من وثيقة قرطاج (انظر مقال دنيا حفصة)، ليضاعف الضغط على الجميع ويدفعهم الى الزاوية لأخذ ما يريده.

اتحاد الشغل الذي راقب عن كثب لقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد بسفراء الدول السبع الكبرى بتونس، يعى ان اللقاء حسم مسألة الشاهد، فالأخير سيظل ولكن كيف ومع من هو ما يريد الاتحاد ان يحدده ويحدد قائمة المغادرين من التشكيل الحكومي.
الاتحاد يدرك اليوم ان المعادلة في صالحه، لكن هذا قد ينقلب عليه ان تشدد اكثر او رفع سقف المطالب الى حدود «تهين» بقية الجالسين معه إلى طاولة المفاوضات.

المشاركة في هذا المقال