أكثر من خمسة آلاف زائر هذا العام بالغريبة بجربة: احتفالات كبيرة بحضور شخصيات هامة وسط تنظيم أمني محكم

تعيش جزيرة الأحلام جربة منذ عدة أيام على وقع احتفالات الغريبة السنوية للطائفة

اليهودية وتعد هذه التظاهرة الدينية والسياحية بامتياز مناسبة حيوية يلتقي فيها أبناء الجزيرة من المسلمين واليهود مع زوارهم من مختلف بلدان العالم في وئام لا نظير له ويبرز التوافق الديني مع الدنيوي عندما ينتزع منهما التطرف والمغالاة .

وشهدت منطقة الرياض بجربة أمس الأول فعاليات بدء الزيارة السنوية للغريبة، بتواصل وصول وفود إلى جانب شخصيات وزوار من عديد البلدان الأجنبية منها كبير أحبار موسكو وكبير أحبار لندن وكبير أحبار باريس، ، وسط توقعات ببلوغ عدد الزائرين خمسة ألاف زائر، بزيادة قدرت بألفي زائر مقارنة بالسنة الماضية وهو ما يؤكد استعادة الغريبة لموقعها في الجزيرة وفق بيريز الطرابلسي، رئيس هيئة الغريبة الذي ثمن مناخ الأمن والاستقرار في البلاد، كعامل أساسي لعودة زيارة الغريبة لسالف عهدها. وتميزت جربة بحسن الأداء الأمني واستتبابه بفضل اليقظة البالغة لأعوان وإطارات وزارة الداخلية.

وكانت جربة أمس الأول بحق محطة ثرية تجمع فيها عديد الضيوف من الشخصيات الدينية من تونس وعدد من البلدان الأوروبية ومن ممثلي البعثات الدبلوماسية، أجمعوا على رمزية هذه المناسبة وعمق دلالاتها وثراء أبعادها الوافدون على الجزيرة يتقدمهم رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الذي تولى افتتاح محطة تحلية مياه البحر بالجزيرة وهو انجاز اقتصادي كبير سيسمح للجزيرة بالحصول على اكتفائها الذاتي من المياه الصالحة للشرب والاستعمال المختلف.

وقد أدى رئيس الحكومة زيارة عشية الأربعاء لمنطقة الرياض بجربة ،حيث بيعة الغريبة وحضر انطلاق فعاليات الزيارة السنوية وحرص رئيس الحكومة من خلال تصريح للصحافة على توجيه رسالة قوية للعالم من جربة التي تمثل صورة حقيقية لتعايش الأديان، مشددا على أنها رسالة حب وسلام وتونس، أرض التسامح والسلام».
وأضاف الشاهد أن تجربة التعايش هذه «فريدة في العالم، فالاحترام بين الأديان هو منهج تونس ذات ثلاثة ألاف سنة من الحضارة، منفتحة على الآخر وهي أيضا بلد سياحي آمن ، بذلت الحكومة فيه جهودا جبارة من أجل استتبابه بالاستثمار في تكوين الأمنيين، مما حقق النتائج الراهنة.

واعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عثمان بطيخ أن رمزية هذه المناسبة تكمن في ذلك التعايش السلمي الفريد للأديان وهو جوهر الدين الإسلامي، دين التسامح والتعايش والوسطية والاعتدال مشددا على أن الأديان تجمع ولا تفرّق .

وأكد «موشي صباغ» الحبر الكبير للبيعة اليهودية بباريس لـ«المغرب» أنه يزور تونس للمرة الأولى وأنه فوجئ بيوم الفرح واللقاء هذا حيث يجد نفسه مطمئنا في هذه الأجواء المفعمة بالسلم والأمن والإخاء بين المسلمين واليهود هنا في جربة رغم ما يحاول التطرف الديني أن يشيعه بين الناس والشعوب . الاحتفال هو صورة لتأكيد المعاني الحقيقية للأديان السماوية الرافضة للعنف والتطرف في علاقة بالسياسة في عالم اليوم حيث سيطرت الكراهية بين الناس دون سبب عوضا عن التناغم والحب والسلم باعتبارهما فضائل الدين الحقيقية.

أما الإمام الفرنسي من أصل تونسي حسن الشلغومي إمام مسجد «مدينة درانسي» ومدير المركز الإسلامي بها فقد شدد على القول باعتباره تونسيا وعربيا ومسلما أن تونس، هذه الأرض هي شعلة أمل، وجربة اليوم تقول أن التعايش بين البشر ممكن.
وأضاف كرهنا العنف ومعاداة الآخر والتسويق للتعارض بين الحضارات والديانات باعتباره مشروعا مشبوها لأن الإنسان، هو خليفة الله على الأرض وهو وحده الذي سيفصل في ما يبدر بينهم وهذا شأن لا دخل فيه للإنسان مسلما كان أو علمانيا أويهوديا او غير ذلك .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115