الطبوبي من قابس: «السنة البيضاء خط أحمر..الحكومة توظّف ملف التعليم لتأليب الرأي العام..»

يبدو أن الأزمة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة قد دخلت منعرجا جديدا وليس هناك

أي مؤشر يوحي بحلها في القريب العاجل، ولا يزال الأمين العام نور الدين الطبوبي يكرر نفس الخطاب مع تصعيد أكثر مع كل مؤتمر جهوي أو تجمع عمالي، وفي كل خطاب يذكر فيه بأسباب الخلاف مع الحكومة وسبب دعوته إلى ضخ دماء جديدة فيها والذي يعود حسب تعبير الطبوبي إلى النتائج السلبية الموجودة وتفكك أجهزتها، فخطاب الأمين العام خلال المؤتمر العادي 24 للاتحاد الجهوي للشغل بقابس أمس لا يختلف عن الخطابات السابقة، نفس اللغة التصعيدية ونفس المحاور التي تمثل نقاط خلاف كبرى بين الطرفين من أزمة التعليم الثانوي إلى ملف عمال الحضائر والمفروزين أمنيا والآلية 16 والآلية 20 إلى جانب وثيقة قرطاج 2 وملف المؤسسات العمومية والصناديق الاجتماعية، ملفات خلافية متعددة ولكن الخطاب واحد.

الطبوبي خلال خطابه في المؤتمر بقابس أكد أن هناك هوة وبونا شاسعا حول الخيارات الجوهرية للبلاد بين الاتحاد والحكومة، مشيرا إلى أن الاتحاد قد توسم في البداية الخير في الحكومة لكن عندما تبينت الحاجة لضخ دماء جديدة كان واضحا في موقفه ولم تكن غايته استهداف أي طرف واعتبر أن الاتحاد يمثل قوة بناء ودفع إلى الأمام واقتراح وليس قوة خراب وأنه لا ينافس أي أحد في المواقع ولا في الانتخابات.

الاتحاد هو خيمة الجميع..
كل الأطراف الموجودة من أحزاب ومنظمات تجمع على أن هناك فشلا ذريعا، فالمسؤول يتم تقييمه بالنتيجة والمسؤول الناجح هو الذي يعمل على تذليل الصعوبات عوض البقاء في البكاء والنواح، فالبلاد اليوم في حاجة إلى مسؤولين لهم القدرة على مصارحة الشعب بالحقيقة، مشددا على أن الاتحاد ليس حزبا سياسيا وهو ليس في نفس الوقت من الأغبياء بل إن قيادات الاتحاد لها من النضج السياسي الكافي لرسم الأهداف. وأضاف الطبوبي أن الاتحاد هو خيمة الجميع والشجرة التي تظلل على الجميع وهو ملك الشعب وما هو العيب في أن يكون مسيّسا ولكن المسؤولية عقلية وذهنية حقيقية، مشيرا إلى أنه مهما كانت الاختلافات لا يمكن بأي حال من الأحوال شيطنة المربي وتأليب التلميذ والشعب عليه، قائلا «نحن ملتزمون بإنجاح السنة الدراسية كلفنا ما كلفنا وهذا وعد من مناضلي ومناضلات هذا القطاع الذي يتعرض إلى حملات شيطنة، فالاتحاد متمسك بإيجاد الحلول الجذرية التي تحفظ مكانة المربي وتنجح السنة الدراسية، وقد قلت ذلك خلال اجتماع مع رؤساء الكتل بمجلس النواب الشعب وأكدت أن خلافنا اليوم مع الحكومة مبدئي في التصورات وتوجهات الإصلاحات الكبرى والصحة والتعليم والتفويت وغيرها من الخلافات..».

اتفاق حول 4 نقاط ثم تراجع عنها...
كما أوضح الطبوبي أنّ جزءا من المطالب القطاع مادية لكن جزءا كبيرا منها يندرج في إطار إصلاح المنظومة التربوية وقد سبق وأن أكدت في عدة خطابات أن سنة 2018 ستكون سنة المدرسة والصحة العمومية، مشددا على أن قام بعديد المساعي لحلّ الأزمة وعقد عدة لقاءات مع بعض الوزراء في قصر الضيافة وكذلك في وزارة الشؤون الاجتماعية وقد تمّ التوصل إلى اتفاق على 4 نقاط من أصل 5 نقاط أي أنه بقيت نقطة اختلاف واحدة وبين أنه أكد خلال لقائه برئيس الحكومة أنهم ليسوا أعداء وبينهما مصالح شعب وشغالين وهناك اختلاف وتباين في وجهات النظر وهناك ما يسمى بوثيقة قرطاج 2 واللجنة بصدد ضبط الأولويات لما تبقى من الفترة النيابية والاتحاد له رأي مثل الجميع في ملامح تشكيل الحكومة، كلية أو جزئية والاتحاد لا يدعي أنه يملك الحقيقة، وبالنسبة إلى ملف التعليم أكد رئيس الحكومة أنه سيتصل به بعد ساعتين من اللقاء لكن لم يتصل به ليتولى الاتصال به في اليوم الموالي والالتقاء به مرة أخرى في قصر قرطاج وتعهد بأن يردّ عليه بعد ساعة ونصف ونفس الشيء لم يتصل به.

تفاوض دون شروط
هذا وأشار الطبوبي إلى أنه حتى النقاط المتفق حولها على غرار التقاعد قد غيرت الحكومة موقفها، قائلا «تبا لمصداقية التفاوض». وعن لقائه برئيس البرلمان، قال الطبوبي انه طلب لقاء الوزراء الذين اتفقوا معه في كل المسائل ومستعد لعقد جلسة تفاوض دون شروط لكن ظهرت النوايا من خلال توظيف هذا الخلاف في ملف التعليم لشيطنة الاتحاد وتأليب الرأي العام عليه، وتابع قوله « ما ناش عاطين المُربّين.. لن نسلمهم.. مع بعضنا نختلف وننقد بعضنا في الاتجاه الصحيح.. ولله لا ريتها هذه الحكاية وإلا ما نقعدوا على الطاولة ونجد الحلول الضرورية..وماكمش باش تشكبو عليا وسننجح السنة الدراسية ». وبين أن هناك صراع على المواقع والتفكير بات متوجها نحو انتخابات 2019. واعتبر أن الاتحاد يمثل «قوة بناء ودفع إلى الأمام وليس قوة خراب كما يروج لذلك البعض ولن يكون بوسع أي كان أن يعيد المنظمة الشغيلة إلى المربع السابق»، حسب تصريحه.

الاتحاد يعمل كخلية نحل
الطبوبي أكد حرص اتحاد الشغل على إصلاح المؤسسات العمومية والرفع من قدرتها التنافسية، منبها إلى أن التفويت في القطاع العام يمثل خطا احمر ولافتا إلى ضرورة دراسة وضعية هذه المؤسسات حالة بحالة لحصر عجزها وإيجاد الحلول الناجعة لمعالجة الإشكاليات التي تواجهها، ليشدد على أن الاتحاد خير العمل كخلية نحل لشرح الأوضاع كاملة..وأتحدى الحكومة بأن تقدم قائمة للمؤسسات التي تعاني من صعوبات مالية وقائمة المؤسسات التي تريدون التفويت فيها، وبين أن نية الحكومة من وراء التفويت هو تعبئة موارد مالية للدولة.
فيما يتعلق بالمفاوضات الاجتماعية للزيادة في الأجور، ذكر الطبوبي أنها انطلقت في القطاع الخاص بجانبيها الترتيبي والمالي، وبالنسبة إلى القطاع العام فقد كونت الحكومة الوفد الخاص بها وكذلك الاتحاد في انتظار انطلاق المفاوضات، وشدد على أن الاتحاد يرفض املاءات صندوق النقد الدولي. الطبوبي تحدث أيضا عن اتفاق الاتحاد مع الحكومة بخصوص المفروزين أمنيا وعمال الحضائر والآلية 16 والآلية 20.

ملاسنات بين الوزراء
الطبوبي أكد أيضا أن الحكومة «أصبحت مفكّكة والملاسنات بين الوزراء أصبحت بارزة للعيان أمام أنظار القيادات النقابية في الجلسات وهذا ما دفعهم في الاتحاد إلى تجديد دعوتهم الى ضخّ دماء جديدة في مفاصل الدولة، مشبّها الوضع السياسي اليوم بـ«القلته المدردرة تنبعث منها روائح كريهة» ولكن قدر وميزة الاتحاد أن صوته عال ويقول الحقيقة ورفض أن يكون شاهد زور ولن يستهدف أحدا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115