تونس تترأس القمة العربية الـ 30 بعد اعتذار البحرين: الباجي قائد السبسي : نستضيف القمة التزاما بالقضايا العربية العادلة

أعلن الرئيس الباجي قائد السبسي عن استضافة بلادنا للقمة العربية القادمة

في دورتها الـ30 في مارس2019 ، بعد اعتذار البحرين..جاء ذلك في ختام زيارته للسعودية ومشاركته في اعمال القمة العربية الـ 29 والتي استضافتها مدينة الظهران شرقي السعودية ..واكد قائد السبسي ان لا مناص من استضافة تونس للقمة العربية بعد اعتذار مملكة البحرين، انطلاقا من التزام تونس الصادق بالدفاع عن قضايانا ومصالحنا المشتركة. وكان من المقرر أن تترأس البحرين القمة المقبلة، إلا أنها قدمت اعتذارها اول أمس دون ذكر الاسباب. والمعلوم ان المنطقة امام مفترق في ظل ما تشهده من احداث دموية وحروب في اعقاب ما يسمى بـ«الربيع العربي» .

وبذلك تكون أول قمة عربية تعقد خلال عهد الرئيس قائد السبسي وثالت قمة عربية تستضيفها بلادنا بعد قمتي 1979 و2004.  وقد أعرب قائد السبسي عن أمله في أن تحقق القمة العربية القادمة تحولا نوعيا لتعزيز العمل العربي المشترك، مؤكدا على ضرورة التعاون كمغرب عربي لإنجاح فعالياتها.

كما تطرق رئيس الجمهورية في كلمته امام القمة الى عديد الازمات التي تؤرق المنطقة لعل اهمها فلسطين ، وما يجري في ليبيا ، اضافة الى الوضع في سوريا واليمن. ولئن لم يشر صراحة الى الازمة الخليجية الا انه شدد على «أهمية المعالجة السّريعة والجِذْريّة للأزمات والنّزاعاتِ السائدة في المنطقة،داعيا إلى مضاعفة الجهود لتجاوز ما يُعيقُ تطويرَ التعاوُن الاقتصادي» . مبديا قلقه مما يجري في المنطقة ورأى «ان عديد الأحداث والتطوّرات الخطيرة. تَعَمَّقَتْ حِدَّتُها بسبب الارتباك في تطويقها وفي معالجة أسبابها وتداعياتها» . واشار الى انه رغم اهمية هذه الاجتماعات واللّقاءات، فإنها تظلّ غيرُ كافيةٍ إنْ لم تُفضِ إلى قراراتٍ ونتائجٍ ملموسةٍ قادرةٍ على تغيير أوضاعنا نحو الأفضل.»

مسؤولية تاريخية
واضاف في كلمته :«هذه الأمّة.. هي اليوم أمام مسؤولية تاريخيّة لانتشال المنطقة من أَزَمَاتِها وتَحْصينِها إزاء ما يتهدَّدُها من مخاطر التصدّع والإرهاب والعنف». واكد انه لا يمكن بلوغ ذلك دون تعميق ايماننا بقيمة العمل العربي المشترك بوصفه الإطار الأمثل للتّعاطي النّاجع والبنّاء مع قضايانا من موقع المبادرة والفعل، بما يضمن تحقيق التسويات السياسية

المنشودة عن طريق الحوار والتوافق وتغليب المصالح الوطنية العليا.».

ودعا قائد السبسي الى تفعيل الدّور العربي في معالجة أوضاع المنطقة والدّفاع عن قضايا شعوبها وفي صدارتها القضية الفلسطينية العادلة التي طال أمدها بشكل لم يَعُدْ مقبولاً.

وطالب المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه، بضرورة تحمّل مسؤولياتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل والدفع باتجاه تحقيق السّلامِ العادلِ والشّاملِ والدّائِمِ الذي يمكّن من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السّلام العربية.
كما تطرق رئيس الجمهورية الى الازمة الليبية معتبرا انه «من منطلق واجب المسؤولية وما يجمع الشعبين التونسي والليبي من روابط تاريخية عريقة ووشائج قربى متينة، تَقدّمْنَا بمبادرةٍ، بالتنسيق مع الشقيقتين الجزائر ومصر، لمساعدة الإخوة الليبيين على تجاوز الخلافات وتحقيق التسوية السياسية الشاملة عن طريق الحوار والتوافق ودون إقصاء، في إطار

المسار الأممي ووفق مقتضيات الاتّفاق السياسي الموقّع في الصخيرات». واكد التزام بلاده بمواصلة بذل كلّ الجهود في التقريب بين وجهات نظر الأطراف اللّيبية والمساعدة على استكمال بقية مراحل مسار التسوية وبناء مؤسّسات الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق بما يحفظ وحدته وسيادته.

وركز رئيس الجمهورية في كلمته على ضرورة انهاء الازمة الانسانية الرهيبة التي تعيشها سوريا وطلب التحرك الفاعل لمساعدة الشعب السوري على استعادة أمنه واستقراره..ولئن لم يعلن عن شجب تونس للعدوان الثلاثي على سوريا فانه اكتفى بالتعبير عن انشغال تونس لتدهور الأوضاع على الساحة السورية بعد الضربات العسكرية التي جدت ضدّ أهداف سورية، وشدد على ان تونس مع الحل السياسي في سوريا . وقال:«نؤكد رفضنا القاطع لاستعمال كل أنواع الأسلحة المحظورة دوليا من أيّ جهة كانت» . وذلك في اشارة الى الاتهامات الدولية للنظام السوري باستخدام الاسلحة الكيمائية في دوما.

اما بخصوص الازمة اليمنية فشدد على إِدانَة تونس الشّديدة للهجمات الغاشمة التي استهدفت أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة، مُؤكّدين حِرْصَ تونس على أمن المملكة الذي هو من أمننا جميعًا.» اذ يبدو جليا ان خطاب الباجي قائد السبسي عبّر عن خط الاعتدال الذي اتسمت به الدبلوماسية التونسية.. موضحا رؤية تونس لقضايا المنطقة مؤكدا على اهمية وحدة الشعوب والدول لمواجهة الاخطار المحدقة بالمنطقة.

وكان لرئيس الجمهورية لقاءات على هامش القمة مع كل من رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح. والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .. وأثنى رئيس الجمهورية على مستوى التعاون المتواصل والتنسيق المستمر بين تونس والجزائر في كافة المجالات التي تهم العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي صدارتها الوضع في ليبيا.

غياب للازمة الخليجية
واللافت في القمة هو غياب الازمة الخليجية اذ لم يتم التطرق اليها في حين كانت ايران حاضرة بقوة من خلال ادانة القادة «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتباره انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبدإ حسن الجوار وسيادة الدول». 

وندد البيان الختامي ايضا بالتصعيد العسكري بالغوطة الشرقية بدمشق. كما لم يتم التطرق الى موقف واضح ازاء الضربات الغربية على سوريا. وكانت فلسطين حاضرة من خلال التأكيدات على حق فلسطين بالسيادة على كافة الأراضي المحتلة العام 1967 بما فيها القدس الشرقية.  وأعاد القادة التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق «مبادرة السلام» العربية لعام 2002 بكافة عناصرها.  واشار البيان الختامي ايضا الى رفض المجتمعين قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها إليها، كما أدانوا السياسة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية.

على وقع سقوط الصواريخ الامريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا، جرت فعاليات هذه القمة التي ظلت وفية لسابقاتها من القمم فيما يتعلق بتبني الخطاب التقليدي القائم على الادانة والشجب والتأكيد على وحدة «العمل العربي المشترك» دون نتائج ملموسة على ارض الواقع في خضم الحروب والأزمات المحتدمة في المنطقة..بل ان لعبة المحاور الاقليمية هي الطاغية والنزاعات باتت هي السمة الأبرز في المشهد الراهن ..ولم يخرج البيان الختامي بإدانة واضحة للعدوان الغربي على سوريا ، باعتبار ان الضربات العسكرية استهدفت ارضا عربية في حرب كبرى تدور رحاها على الساحة السورية..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115