رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري لـ«المغرب»: «لـم أتصرف من تلقاء نفسي في مسألة الحبر الانتخابي والهيئة ستتكفل فقط بمصاريف النقل والباقي على الدولة»

• الهيئة مازالت تتشاور مع وزارة الدفاع حول المبلغ المالي والتسبقة المالية ونقل الجنود
مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية التي لم تعد تفصلنا عنها سوى 23 يوما، وانطلاق غدا

ماراطون الحملات الانتخابية للأحزاب المشاركة فيها، تنكب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على الاستعداد الجيّد لإنجاح هذه المحطة الانتخابية في جميع مراحلها من تكوين الأعوان والمنسقين إلى طباعة سجل الناخبين وتعليقه في كل مراكز ومكاتب الاقتراع وكذلك أوراق الاقتراع، ولئن تمكنت الهيئة من حلّ عديد الإشكاليات التي اعترضتها خاصة منها الحبر الانتخابي والجدل الكبير الذي أحدثه ومازال إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، ذلك أن عددا من أعضاء الهيئة أكدوا أن قرار إعادة الحبر الانتخابي كان قرارا منفردا من رئيس الهيئة دون العودة إلى مجلسها، فإنها مازالت تعترضها بعض الصعوبات مع وزارة الدفاع ولم تتوصل معها إلى إبرام الاتفاقية بسبب اختلاف وجهات النظر في عدد من النقاط.

لا تزال هيئة الانتخابات تتشاور مع وزارة الدفاع بخصوص بعض النقاط الخلافية الموجودة في نص الاتفاق في علاقة خاصة بالمبلغ المالي المخصص لقاء الخدمات التي ستقدمها، ذلك وفق رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري لـ«المغرب» فإن الوزارة تشترط 6 مليون دينار ولكن الهيئة رصدت فقط ميزانية بـ4 مليون دينار، مشددا على أن هذه المسألة مازالت محلّ تشاور بين الطرفين إلى جانب أيضا قيمة التسبقة المالية وكيفية نقل الجنود إلى مراكز الاقتراع لتأمينها، فالوزارة تشترط أن تتكفل الهيئة بهذه العملية والحال أن الهيئة غير قادرة على ذلك.

تكليف وزارة الخارجية بالاتصال بشركة في الصين
بالعودة إلى ملف الحبر الانتخابي المثير للجدل في الفترة الأخيرة، أكد محمد التليلي المنصري أنه في إطار لقائه برئيس الحكومة يوسف الشاهد من أجل حلّ بعض الإشكاليات مع بعض الوزارات، طرحت مسألة الحبر الانتخابي في النقاش بالنظر إلى وجود عدة ضغوطات وتجاذبات من قبل عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني الذين أجمعوا تقريبا على ضرورة إعادة الحبر الانتخابي، مشيرا إلى أنه شرح لرئيس الحكومة الأسباب الموضوعية التي أدت إلى إلغاء الهيئة للحبر ليؤكد له أنه سيحاول توفير هذه المادة وإعلام الهيئة بالجديد في الموضوع قصد عرض المسألة على مجلس الهيئة، وأضاف المنصري أنه تولى بعد ذلك إعلام مجلس الهيئة بفحوى اللقاء مع رئيس الحكومة وبالتطورات الخاصة بمسألة الحبر الانتخابي وعندما وقع إعلامه بالجديد في هذا الشأن والمتمثل في تكليف وزارة الخارجية بالاتصال بشركة في الصين في إطار العلاقات الدولية التي تجمع بين البلدين، وقد وافقوا على توفير هذه المادة على أن تتكفل الهيئة بمصاريف النقل.

أكثر من 60 ألف دينار..كلفة النقل
كما أكد أنه قام بعرض كل هذه المسائل على مجلس الهيئة لإبداء الرأي والنقاش واتخاذ القرار المناسب في الغرض بما يعني أنه لم يتصرف من تلقاء نفسه وأعلم المجلس والأعضاء بكل الخطوات التي قام بها، وأن الدولة هي من ستتكفل بمصاريف التوريد في حين أن الهيئة ستتكفل فقط بمصاريف النقل والبالغ كلفتها 25 ألف دولار أي أكثر من 60 ألف دينار، مبينا أن عملية توريد الحبر في حال تكفلت به الهيئة فإنه يتطلب وقتا، ذلك أن الهيئة ملزمة بإتباع إجراءات الصفقات العمومية والقيام بطلب عروض دولي وبتكفل الدولة بعملية التوريد فإنه تمّ اختزال جميع الإجراءات لربح الوقت، علما وأن الحبر الانتخابي سيكون في تونس يوم 25 أفريل الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن عضو الهيئة عادل البرينصي قد أكد أن أعضاء الهيئة ليسوا ضدّ إعادة الحبر لكنهم يتحفظون على طريقة تصرف رئيس الهيئة وتنسيقه مع الحكومة بخصوص هذه المسألة دون العودة إلى مجلس الهيئة.

تعليق القائمات الأولية لأعضاء مكاتب الاقتراع
وبالنسبة إلى آخر استعدادات الهيئة، قال إن الهيئة منشغلة حاليا بتكوين المنسقين الجهويين وانتداب أعضاء مكاتب الاقتراع وتمّ أمس تعليق القائمات الأولية وفتح باب الاعتراضات، مشددا على أن الهيئة انطلقت في ماراطون التحضيرات اللوجستية المتمثلة في طباعة الأوراق الانتخابية ومحاضر الاقتراع ومحاضر الفرز، مع الإشارة إلى أن الهيئة أنهت طباعة السجل الانتخابي لـ350 مركزا و359 مكتب اقتراع للأمنيين والعسكريين وأكثر من 11 ألف مكتب وحوالي 5 آلاف مركز للمدنيين يوم 6 ماي مع وجود خصوصية بالنسبة للأمنيين والعسكريين تتمثل في عدم تعليق السجل الانتخابي بالمراكز فقط سجلات خاصة بالمكاتب، أما المدنيون فسيتم تعليق السجلات بمراكز الاقتراع يوم الاقتراع فقط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115