قبل انطلاق الحملة الانتخابية بأربعة أيام: الكل يراهن على الاتصال المباشر..

• النهضة دون حملة وطنية، النداء يركز على الحملات الجهوية .... الاتحاد المدني 6 اجتماعات وطنية...

المرزوقي ورقة الحراك الرابحة... التيار ينطلق من سوسة

أنهى الأحزاب والجبهات والمستقلون استعداداتهم لخوض الاستحقاق البلدي، قبل اقل من ثلاثة أيام عن بداية فترة الحملة الانتخابية، او هذا على الأقل ما يعلنه جزء هام منهم، يراهن على ان ينطلق بداية من السبت القادم في اقناع الناخبين بالتصويت لقائمته، وفي ذلك لكل منهم إستراتيجيته الاتصالية.

لا احد من المرشحين انتظر آجال الحملة الانتخابية، التي تبدأ في 14 من الشهر الجاري وتنتهي في 4 من ماي القادم، ليشرع في الدعاية لقائماته، سواء كانت وحيدة وهو حال المستقلين، ام قائمات عديدة كحال الأحزاب والائتلافات، الكل شرع منذ ان أعلنت الهيئة في مارس الفارط عن قبول الترشحات أوليا في حملة غير رسمية.

أمثلة هذا عديدة أبرزها حركة النهضة وتحركات رئيسها راشد الغنوشي في الجهات خلال الأسابيع الفارطة، أيضا حركة نداء تونس وتحركات قادتها واللقاءات التي عقدت تحت أسماء عديدة، إضافة الى مرشحي الاتحاد المدني، وقائمات مستقلة وجدت ضالتها للتعريف بنفسها في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الفضاءات العامة.

في ظل هذه التحركات لم يغب عن اي منهم الاستعداد لموعد 14 افريل الجاري، كل وفق تصور خاص به، يتقاطع مع البعض ويختلف في تفاصيل، من ذلك ما تبنته حركة النهضة في حملتها الانتخابية، فوفق المتحدث الرسمي باسمها، عماد الخميري، الحركة وضعت استراتيجية تتناسب مع طبيعة الانتخابات البلدية.

الحركة تعتبر ان طبيعة الانتخابات البلدية، انتخابات قرب، تجعل من الحملة مختلفة عن التشريعية او الرئاسية، فالحملة الناجعة تقوم على انشطة وبرامج وخطاب يركز على البلديات والمحليات، لهذا يقول الخميري ان «كل جهود الدعاية ستكون مركزة على النشاط المرتبط بالمحليات» من مقاربة تتبناها النهضة تجعل من المحلي يسبق المركزي.

اذ لن تعقد الحركة اي اجتماع وطني، ولن تنظم اي فعالية تعلن بها انطلاق حملتها،فهي تفضل على هذا القيام باجتماعات جهوية واطلاق يد القائمات والهياكل الجهوية في حملتهم، مع التصويت بالتركيز على الاتصال المباشر بالمواطنين أينما كانوا، والاستماع لمشاغلهم.

هذا التقديم لن يحول دون ان يتحرك المركز، فالمقر المركزي للنهضة سيحتضن بعض الانشطة، على غرار الندوات الصحفية والنقاط الإعلامية لتقديم تطورات ومعطيات عن حملة النهضة في المحليات. كما ان الحركة ستصدر بيانا وطنيا تقدم فيه رؤيتها للعمل البلدي وتصورها للحكم المحلي.

حركة النهضة ستستعمل كل الأدوات الاتصالية في حملتها الانتخابية، ملصقات، مطويات واجتماعات، لكن في حدود سقف الإنفاق المحدد من قبل هيئة الانتخابات، هذا ما ختم به عماد الخميري تقديم خطة حركته في الحملة الانتخابية.

هذه النقطة يشترك فيه كل من حركة النهضة وحركة نداء تونس التي قال المتحدث باسمها منجي الحرباوي ان نفقاتهم في الحملة محددة بالسقف الذي وضعته هيئة الانتخابات، لكن هذا التحديد لم يمنع النداء من الاستعداد لحملته الانتخابية، فالحزب قام خلال الاسابيع الفارطة باستكمال المجالس الجهوية والمحلية، حيث تنقل قادته في مختلف الجهات ليشرفوا على العملية.

لكن الجولة لم تكن فقط لاستكمال هياكل الحزب بل الوقوف على الاستعدادات للحملة الانتخابية، التي قول الحرباوي أنهم باتوا على «أهبة الاستعداد والنصر سيكون حليفهم وحليف قائمتهم».

من استعدادات النداء، ضبط رزنامة انشطة القائمات، حيث ستطلق كل قائمة حملتها بمفردها دون ان يكون للحزب نشاط مركزي، فالحركة وان قررت عقد اجتماع وطني فإنها لم تحدد بعد متى او اين، مقابل انتهائها من الاستعدادات للاجتماعات الجهوية، التي سيشارك فيها قادة الحركة مع كل المرشحين في بلديات الجهة. النداء على غرار النهضة استكمل استعداداته اللوجستية وانهى عملية طبع ملصقاته ومطوياته كما أعلن الحرباوي.

الاتحاد المدني، بدوره استكمل استعداداته، حيث اشار عصام الشابي، احد قياديي الاتحاد والامين العام للحزب الجمهوري، إلى انهم سيستعملون كل الادوات الاتصالية المعتمدة في الحملات الانتخابية وسيكون التركيز على الاتصال المباشر، لكن مع خاصية تتعلق به وهي التنسيق بين احزابه للتحرك معا.

التنسيق بين احزاب الاتحاد المدني هدفه التكامل في الحملة الانتخابية والدعاية للقائمات، وسيكون للاتحاد 6 اجتماعات وطنية، وصفها الشابي بـ«المهرجان الوطني» في الحملة الاولى للاعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية والاخير لاختتامها، وهذه الاجتماعات ستكون بكل من تونس وصفاقس والمنستير وبنزرت ، المهدية وسيدي بوزيد.

كما ان الاتحاد سيوحد خطابه الانتخابي، بين قائماته وقائمات الاحزاب المكونة له التي ترشحت في دوائر اخرى ليقع التركيز على أهمية حصول التغيير في تونس وان هذا التغيير يجب ان ينطلق من البلديات، لذلك هم يحثون التونسيين على المشاركة عبر التصويت في الانتخابات.

هذا وستتضمن المطويات التي ستوزعها قائمات الاتحاد عنصرين، الاول يتضمن بعدا وطنيا موحدا لكل القائمات وجانبا خصوصيا يتعلق ببرنامج عمل يخص البلدية المتقدم اليها، وقد انتهى الاتحاد من طباعة معلقاته ومطوياته كما اشار الشابي.

حزب افاق تونس، بدوره انتهى من استعداداته بعد جولة في الجهات قامت بها قيادات الحزب، كما اشار وليد صفر نائب رئيس الحزب، الذي شدد على ان لحزبه اكثر من حملة، فهم سيكونون جزءا من حملة الاتحاد المدني ولهم حملتهم الحزبية كما لهم حملة لدعم قائمات مستقلة تضم ابناء الحزب او مقربين منه. هذه الحملات الثلاثة يقول وليد صفر ان الاستعداد لها مختلف في بعض التفاصيل، فلكل بلدية استراتيجيات مختلفة حتى وان كانت الانشطة الدعائية هي ذاتها.

من جانبه لايزال التيار الديمقراطي ينهي لمساته الاخيرة على الاستعدادات، حيث قال الامين العام للحزب غازي الشواشي ان الحزب في مرحلة الانتهاء من صياغة البرنامج والبيان الانتخابي والمطويات، التي ستقدم وفق كل قائمة.

لكن المؤكد ان الحزب سيعقد اجتماعا وطنيا يوم السبت القادم في سوسة يعلن فيه انطلاق حملته سيشارك فيه كل مرشحي الحزب في القائمات الـ67 وسيوزع اثره بيان يتضمن رؤية الحزب للانتخابات والسلطة المحلية. لاحقا ستنطلق القائمات واعضاؤها في حملتهم الانتخابية في محلياتهم. ووفق الشواشي كل دائرة لها برنامج عمل خاص بها يراعي خصوصية الجهة، لكن جميع القائمات ستركز على العمل الميداني والاتصال المباشر بالمواطنين.

حراك تونس الارادة بدوره انتهى من ضبط استراتيجية حملته الانتخابية، التي سيكون رئيسها المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية السابق، مشاركا في جل فعالياتها، حيث قال عماد الدايمي الامين العام للحراك، ان المرزوقي سيشرف على جملة من الاجتماعات الشعبية في الحملة الانتخابية.

الدايمي الذي اشار الى ان الحملة ستكون ميدانية بالاساس، اكد ان قيادات حزبه ستتنقل الى الجهات لدعم القائمات المرشحة باسم الحراك، وذلك وفق رزنامة نشاطات محددة، اما مضمون الخطاب الانتخابي فشدد الامين العام انه ينقسم لجزئين، احدهما يتعلق بما هو محلي واخر وطني.

في المحور الوطني يقول الدايمي ان حزبه سيركز في خطابه على الافكار الكبرىالمتعلقة بالسلطة المحلية وأهميتها، والفرق بين حزبه وبقية الاحزاب في الدفاع عن تكريس هذه السلطة.

اربعة ايام ويتغير نسق الحياة اليومية للتونسي على وقع الانتخابات البلدية وحملة المترشحين، وهم أكثر من 2000 قائمة، في ظل ازمات متتالية تعيشها البلاد قد تنعكس سلبا على الحملات الانتخابية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115