رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري لـ«المغرب»: وزارة الدفاع تشترط أن تتكفل الهيئة بنقل 30 ألف جندي إلى مراكز الاقتراع و6 مليون دينار لقاء الخدمات المقدمة

2 مليون دينار كلفة الحملة التحسيسية بين الإرساليات القصيرة والومضات الاشهارية

أسبوع فقط يفصلنا عن انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية و29 يوما عن موعد الاقتراع للمدنيين و22 يوما بالنسبة للأمنيين والعسكريين، والكل يسارع الخطى استعدادا لهذه المحطة الانتخابية البارزة سواء على مستوى الأحزاب السياسية المشاركة فيها التي وجهت كافة انشغالاتها واهتماماتها نحو التحضيرات للحملة أو على مستوى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتي من المنتظر أن تعلن الأسبوع القادم عن حملتها التحسيسية للانتخابات البلدية، حملة خصصت لها الهيئة ميزانية بـ2 مليون دينار بين المعلقات الاشهارية والومضات التحسيسية في الوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة والإرساليات القصيرة على الهواتف الجوالة واللقاءات الاتصالية المباشرة وذلك من أجل التحسيس بأهمية هذه المحطة والتشجيع على المشاركة بكثافة يوم الاقتراع الموافق لـ6 ماي 2018.

لئن تسارع هيئة الانتخابات الخطى من أجل إنجاح كافة مراحل الانتخابات البلدية فإنها وجدت أمامها بعض الصعوبات خاصة مع مراكز التكوين المستمر التابعة لوزارة التربية لتزامن مرحلة تكوين أعضاء مكاتب الاقتراع مع فترة تكوين الحاصلين على «الكاباس» إلى جانب صعوبات مع وزارة الدفاع التي اشترطت على أن تتكفل الهيئة بنقل 30 ألف جندي إلى مراكز الاقتراع، وهي غير قادرة لوجستيا على توفير ذلك وفي هذا الشأن طالبت رئيس الحكومة بالتدخل وحلّ هذا الإشكال إضافة إلى ذلك فإن الوزارة قد اشترطت 6 مليون دينار تكاليف الخدمات التي ستقدمها والحال أن الهيئة قد رصدت 4 مليون دينار فضلا عن صعوبات مع الشركة التونسية للملاحة على مستوى كراء 70 حاوية وقد طالبت وزير النقل بالتدخل والتسريع في حلّ الإشكالية.

حملة تحسيسية كاملة
رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري أكد لـ«المغرب» أن مجلس الهيئة مازال لم يجتمع بعد للنظر في مسألة الحبر الانتخابي ومن المنتظر أن يجتمع يوم الاثنين القادم، مشيرا إلى أن الهيئة تعكف حاليا على التحضير للحملة التحسيسية للانتخابات البلدية والتي ستكون عبر عدة طرق وهناك مخطط كامل لهذه المرحلة، الإرساليات القصيرة على الهواتف الجوالة والومضات التحسيسية في الإذاعات والتلفزات والصحافة المكتوبة وذلك عبر المعلقات الاشهارية في الشوارع وعبر اللقاءات المباشرة المركزية والجهوية، وقد رصدت الهيئة ميزانية بـ2 مليون دينار لهذه الحملة. وأضاف المنصري أن الهيئة على مستوى عملها اللوجستي بصدد طباعة الأوراق الانتخابية في إطار تثبيت القائمات المترشحة النهائية من ناحية الترتيب والتسمية والرمز، وسيتم طباعة 350 ورقة اقتراع مقسمة على 350 دائرة بلدية وهذه المسألة تتطلب جهدا كبيرا ومتابعة دقيقة خاصة على مستوى التدقيق في عدد القائمات ومتابعة طباعتها وتوزيعها على كامل الإدارات الفرعية ثمّ من الإدارات الفرعية إلى الدوائر البلدية.

غلق باب تحيين السجل الانتخابي
الهيئة أنهت طباعة السجل الانتخابي لـ350 مركز و359 مكتب اقتراع للأمنيين والعسكريين وأكثر من 11 ألف مكتب و5 آلاف مركز للمدنيين يوم 6 ماي مع وجود خصوصية بالنسبة للأمنيين والعسكريين تتمثل في عدم تعليق السجل الانتخابي بالمراكز فقط سجلات خاصة بالمكاتب، أما المدنيون فسيتم تعليق السجلات بمراكز الاقتراع يوم الاقتراع فقط، وفق رئيس الهيئة، وأشار إلى أن السجل بعد طباعته لم يعد خاضعا للتحيين، فهذا الباب قد أغلق نهائيا، وعن تكلفة طباعة الأوراق الانتخابية والسجل الانتخابي، قال المنصري إن هذه التكلفة لا يمكن تحديدها حاليا في إطار الاتفاقيات الممضاة. وعن التمديد في فترة انتداب أعضاء ورؤساء مكاتب الاقتراع، صرح محدثنا أن الهيئة لاحظت وجود نقص في بعض البلديات فيما يقارب عن 20 دائرة بلدية وتسعى الهيئة عبر التمديد إلى تغطية هذا النقص كما أنها ستصل من خلال التمديدات إلى العدد الذي برمجته، 56 ألف بين أعضاء ورؤساء المكاتب الفرعية وقد تلقت الهيئة إلى حدّ الآن أكثر من 147 بالمائة من العدد المطلوب.

اقتراع مزدوج وفرز موحد
وبالنسبة إلى الاختلافات بين الانتخابات التشريعية والانتخابات البلدية، شدد المنصري على أن الانتخابات البلدية أصعب بكثير من الانتخابات السابقة، خاصة على مستوى الدوائر الانتخابية، فـ33 دائرة بعيدة جدا عن 350 دائرة وكذلك على مستوى الأعمال اللوجستية وحجم الانتدابات والتكوين والفرز والاقتراع وهذه المرة سيكون هناك موعدان للاقتراع، موعد خاص بالأمنيين والعسكريين وموعد خاص بالمدنيين بمعنى سيكون هناك اقتراع مزدوج وفرز موحد حفاظا على مستوى تصويت الأمنيين والعسكريين.

إشكاليات مع وزارة الدفاع وشركة الملاحة
رئيس الهيئة أكد من جهة أخرى أن الهيئة مازالت تعترضها صعوبات أخرى بالرغم من إمضائها الاتفاقية مع وزارة التربية خاصة مع مراكز التكوين المستمر لتزامن فترة تكوين الحاصلين على «الكاباس» مع فترة تكوين أعضاء مكاتب الاقتراع بالنسبة للهيئة ولا بدّ في هذه الحالة من تدخل وزير التربية لإيجاد حلّ لهذه المشكلة وإعطاء الأولوية لتكوين أعضاء مكاتب الاقتراع لمدة 10 أيام، مضيفا أن هناك صعوبات أخرى مع وزارة الدفاع الوطني، تكمن في إشكالية نقل 30 ألف جندي لتأمين مراكز الاقتراع على اعتبار أن الهيئة هي التي يجب أن تتكفل بنقل الجنود وهي ليست لها الإمكانيات اللوجستية لذلك، موجها دعوة لوزير الدفاع بتكفل الوزارة بنقل الجنود على أن تتكفل الهيئة في إطار الاتفاقية بدفع المبالغ المالية المرصودة للوزارة مثل ما تمّ سنة 2014 وانتخابات 2011 ، وشدد على أن هذه المسألة كانت من بين شروط التفاوض مع الوزارة وقد تمّ إعلامها بعدم قدرة الهيئة على تأمين تنقل الجنود إلى جانب توجيه رسالة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد تذكره فيها بضرورة حلّ هذا الإشكال، وبين أن الوزارة اشترطت رصد أموال لقاء الخدمات التي ستقدمها في حدود 6 مليون دينار ولكن الهيئة رصدت فقط ميزانية بـ4 مليون دينار ، وبالنسبة لوزارة التربية مازالت لم تضبط الميزانية الخاصة بها وتمّ إمضاء الاتفاقية في انتظار تحديد أجور خلاص حراس المدارس وموظفي التكوين المستمر. كما أن للهيئة صعوبات أخرى مع الشركة التونسية للملاحة في كراء الحاويات والهيئة تطلب من وزير النقل تسهيل مأمورية كراء 70 حاوية كي يستعملها الجيش لنقل المواد الانتخابية الحساسة لتفادي حدوث مخاطر على مستوى النقل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115