بعد يومين من قدوم الشاهد للبرلمان: الطبوبي يلتقي محمد الناصر للبحث عن سبل تجاوز التوترات الاجتماعية الخانقة

بعد يومين من قدوم رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى البرلمان من خلال مشاركته

في اجتماع استثنائي لمكتب مجلس نواب الشعب، كان لمحمد الناصر رئيس البرلمان لقاء مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بطلب من الأخير، لقاء لئن دام ساعة إلا ربع فإنه تناول العديد من ملفات الساعة في علاقة خاصة بالوضع العام بالبلاد لاسيما في ظل التوترات الاجتماعية الخانقة في كل المجالات التي باتت تنبئ اليوم بكثير من المخاطر، وفق تصريح الطبوبي، مضيفا أن عامل الوقت مفيد جدا لإيجاد الحلول لمختلف الملفات الحارقة وكذلك العمل التشاركي مع مختلف الأطراف الفاعلة في البلاد.

يأتي اللّقاء بعد اعتذار الطبوبي في وقت سابق عن حضور جلسة الاستماع صلب لجنة الشباب والشؤون الثقافية بسبب التزاماته ومشاركته في اجتماع لجنة الخبراء للأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج خلال ذات اليوم، مع الإشارة إلى أن الجلسة كانت مخصصة للاستماع إلى كل من الطبوبي ووزير التربية حاتم بن سالم والكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي حول أزمة التعليم الثانوي ومحاولة تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف ليتم إلغاؤها بعد اعتذار كل من الطبوبي وبن سالم، فالطبوبي نزل بثقله في هذا الملف، ليلتقي في مناسبة أولى بـ3 وزراء وهم وزير المالية ووزير التربية ووزير الشؤون الاجتماعية الأسبوع الفارط وفي مناسبة ثانية بـ6 وزراء في محاولة لحلحلة الأزمة وتجنب المزيد من التعقيدات والتصعيدات.

العدالة الانتقالية لا تختزل في الأشخاص
وفق بعض المصادر المطلعة فإن نور الدين الطبوبي كان قد عبر عن تمسك اتحاد الشغل بما جاء في بنود المكتب التنفيذي الموسع بعد اجتماعه أول أمس حول ضخ دماء جديدة في للتشكيل الحكومي وحول التعاطي مع المؤسسات العمومية والمفاوضات الاجتماعية، واستنكر الاتهامات التي وجهت لرئيس المجلس وندد بخطابات الكراهية في وقت يعتبر فيه الناصر شخصية وطنية مواقفه مشهود بها عبر التاريخ إلى جانب وقوفه في صف الشعب والشغالين في أحلك الفترات التي مرت بها البلاد. هذا وقد أبلغ الطبوبي الناصر دعوة الاتحاد لفتح حوار وطني حول مواصلة مسار العدالة الانتقالية التي لا تختزل في الأشخاص، مبينا أن تشكيل هيئة الحقيقة والكرامة منذ تكوينها تشوبه تجاذبات سياسية كان قد نبه منها الاتحاد، واعتبر أن قرار المجلس سيادي في ما يتعلق بعدم التمديد للهيئة والمهم الحفاظ على حقوق الضحايا وجبر أضرارهم ومحاسبة الجناة. كما اعتبر الطبوبي وفق ذات المصادر أن المجلس مؤسسة دستورية دورها مهم في الأزمة الاجتماعية والاحتقان الذي تمر به البلاد، وهذه الجلسة تدخل في إطار التشاور مع رئيس البرلمان للبحث عن سبل تجاوز هذه الأزمات.
قبل لقائه محمد الناصر، كان الطبوبي قد التقى بقصر الضيافة بقرطاج بـ6 وزراء في علاقة بأزمة التعليم الثانوي، لقاء دام حسب الطبوبي إلى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس ويندرج في إطار سعيه إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المعنية بالمسألة، مشددا على أن الاتحاد قام بخطوة مهمة وقد استجابت الهيئة الإدارية لقطاع الثانوي لموقف المركزية النقابية ولم تصدر أي قرار وأبقت على الهيئة مفتوحة في محاولة لإعطاء الفرصة للطرف الآخر للحوار لكن دون شروط مسبقة ولكن مازالت سلطة الإشراف إلى حدّ كتابة هذه الأسطر تستبسل في موقفها.

تحديد الأولويات
الطبوبي تحدث أيضا خلال لقائه بمحمد الناصر عن لجنة الخبراء التي تعمل حاليا على تحديد الأولويات فيما تبقى من الفترة النيابية إلى غاية انتخابات 2019، على امتداد 20 شهرا، مؤكدا أن الإتحاد سيكون له رأي مع المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية الممضية على وثيقة قرطاج لبلورة التصورات للمرحلة القادمة في تركيبة الحكومة، فالاتحاد بالرغم من عدم استكمال اللجنة الفنية أشغالها وضبط الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحكومة ورفعها إلى قادة الموقعين على وثيقة قرطاج للمصادقة على وثيقة قرطاج 2 ، مازال يتمسك بالتعديل الوزاري وبيان المكتب التنفيذي الموسع أول أمس كان واضحا، حيث جدد دعوته إلى ضرورة ضخّ دماء جديدة في مفاصل الدّولة وبالخصوص في مستوى التشكيل الحكومي، على قاعدة صياغة البرامج القادرة على حلّ المسألة الاجتماعية ومعالجة الأزمة الاقتصادية بكفاءات تتحلّى بالخبرة ونظافة اليد والقدرة على المبادرة والولاء لتونس. فالاتحاد مازال يشدد على أن نتائج عمل الحكومة كان سلبيا جدا وكل المؤشرات حمراء خاصة ذات العلاقة بالوضع الاقتصادي إلى جانب التصنيفات الأخيرة من قبل الاتحاد الأوروبي للبلاد، أوضاع جعلت اتحاد الشغل يطلق صيحة فزع ويدق ناقوس الخطر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115