تصعيد يقابله تصعيد أقوى، في الوقت الذي مازال فيه التلاميذ ينتظرون بشدة معرفة معدلهم للسداسي الأول ويستعدون لخوض امتحانات السداسي الثاني، وكل طرف يتمسك بموقفه وينفذ قراراته إلى الآخر على غرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي التي من المنتظر أن تنفذ يوم غد الأربعاء 28 مارس الجاري آخر قرارات هيئتها الإدارية القطاعية والمتمثل في إضراب حضوري في صورة لم تلب المقترحات الجديدة المتفق عليها في جلسة أمس بين الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي و وزراء، المالية والتربية والشؤون الاجتماعية، جزء من مطالبهم المادية،والتي من المنتظر أن يتم نقلها إلى رئاسة الحكومة للتشاور حولها، ووفق بعض المصادر فإن هناك تقدما كبيرا في الملف في انتظار موقف الجامعة مما تمّ الاتفاق حوله، والرؤية ستتضح أكثر اليوم.
احتدام الأزمة والصراع بين النقابة وسلطة الإشراف جعل الطبوبي يدخل على الخط ويجري العديد من الاتصالات واللقاءات على أمل التوصل إلى حلّ وإنجاح السنة الدراسية بالرغم من أن المركزية النقابية قد رفضت قرارات الهيئة الإدارية للجامعة خاصة منها حجب الأعداد لكن في نفس الوقت تتبنى مطالب المدرسين والمربين، والسؤال المطروح هل سيتمكن الطبوبي بعد لقائه مساء أمس 3 وزراء من امتصاص غضب النقابيين المنتمين للقطاع وبذلك إلغاء تحركاتهم الاحتجاجية وتسليم الأعداد إلى الإدارة أم أن الأزمة ستتواصل وبذلك يتم المضي قدما في اتخاذ تحركات نضالية جديدة تقرها الهيئة الإدارية للقطاع من أهمها سحب حجب الأعداد في السداسي الأول على السداسي الثاني عن الإدارة؟. ويشار إلى أن جامعة التعليم الثانوي تطالب بتمكين المدرسين من التقاعد المبكّر على قاعدة 30 سنة من العمل و55 سنة من العمر كما ينصّ اتفاق أكتوبر والترفيع في القيمة المالية للمنح الخصوصية للمدرسين وإصلاح المنظومة التربوية.
جامعة التعليم الثانوي تنشر تراتيب الإضراب
صباح يوم اللقاء المرتقب بين الطبوبي وحاتم بن سالم ومحمد الطرابلسي ورضا شلغوم، نشرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي على صفحتها الرسمية تراتيب الإضراب الحضوري المقرر غدا والذي سيشمل كافة المدرسين العاملين بالمدارس الإعدادية والإعدادية التقنية والنموذجية والمعاهد الثانوية والنموذجية وكافة مدرّسي التربية البدنية ومنهم مدرسو الرياضة بمن فيهم العاملين بالمدارس الابتدائية والمبيتات المدرسية ومراكز النهوض بالرياضة والأساتذة المكلفون بعمل إداري أو تربوي بإحدى المؤسسات التربوية والمصالح الإدارية، وينجز بمقرات العمل عبر عقد اجتماعات عامة بقاعة الأساتذة يتم خلالها التأكيد على مطالب القطاع، داعية الأساتذة إلى الالتحاق بالتجمعات العامة التي تعقد بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا أمام المندوبيات الجهوية للتربية. وشددت في بلاغ لها على ضرورة التحاق الأساتذة بمعاهدهم ومدارسهم الإعدادية والابتدائية بداية من الثامنة صباحا حتى وان كانوا لا يعملون يومها أو يعملون في الحصة المسائية أو مدعوين إلى حلقات تكوينية. وبالنسبة إلى المديرين والنظار فقد دعتهم إلى الإشراف على موكب تحية العلم ومراقبة عملية دخول التلاميد ثمّ الالتحاق بقاعات الأساتذة مع التدخل كلّما استوجب الأمر لحلّ أي إشكال قد يطرأ وعدم غلق أبواب المؤسسة التربوية والامتناع عن القيام بأي عمل ذي صبغة إدارية تتعلق بمشمولاتهم.
الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي مرشد إدريس أكد في تصريح لـ«المغرب» أن الجامعة ليس لها أي علاقة بجلسة أمس وضمت فقط الأمين العام للاتحاد و3 وزراء للنظر في مطالب المدرسين ونقل مقترحات جديدة للهياكل النقابية، مشددا على أن الجامعة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر مازالت ماضية في قراراتها ومازالت لم تتلق مقترحات تلبي مطالب القطاع وتستجيب إلى رغبات الهياكل النقابية وبذلك فإن الإضراب الحضوري ليوم غد مازال قائم الذات في انتظار ما سيقدم من مقترحات والتفاعل معها. وأضاف أن الجامعة متمسكة بقراراتها خاصة منها حجب الأعداد عن الإدارة مع العمل على إنجاح إضراب 28 مارس الجاري والتراجع عن أي قرار تمّ تضمينه في اللائحة المهنية الأخيرة المنبثقة عن الهيئة الإدارية القطاعية المنعقدة يوم 27 فيفري الماضي فإنه تتم العودة إلى سلطة القرار والدعوة إلى هيئة إدارية قطاعية جديدة للنظر في المقترحات والتي ستعقد مباشرة بعد إضراب يوم غد الأربعاء يعني في غضون الثلاثة أيام القادمة.
هيئة إدارية قطاعية مرتقبة
ووفق إدريس فإن الهيئة الإدارية هي سلطة القرار وهي قادرة على اتخاذ القرارات بعد تقييم المسار الفارط ورسم ملامح التعاطي مع الملف مستقبلا وكيفية التعاطي مع المقترحات التي ستقدم للجامعة. وأوضح أن الجامعة ستطالب المركزية النقابية بعقد هيئة إدارية لتقييم الوضع التربوي بشكل عام، مشيرا إلى أن لائحة 27 فيفري نصت بوضوح على سحب قرار حجب الأعداد عن الإدارة على السداسي الثاني أي أن الأساتذة مطالبون بإجراء الامتحانات وإصلاحها وإرجاعها إلى التلاميذ مع حجبها عن الإدارة. وبالنسبة إلى مصير التلاميذ، ذكر محدثنا أن التلاميذ قد تحصلوا على أعدادهم مع شرح للأولياء طريقة احتساب المعدلات انطلاقا من الأعداد المتحصل عليها، مشددا على أن معركة أهل القطاع ليست مع الأولياء ولا التلاميذ بل مع سلطة الإشراف وتمّ التأكيد في مناسبات عديدة على رفض قبول أي استهداف للسنة الدراسية ولن تكون الهياكل النقابية طرفا في جعل السنة الدراسية سنة بيضاء بل ستعمل على إنجاحها وإجراء الامتحانات في ظروف مناسبة بقدر تمسكهم بمطالبهم والتعاطي الايجابي مع أي مقترح يلبي رغبات القطاع ويأتي من طرف وزارة التربية.