الطبوبي يردّ على خطاب الشاهد في تجمع عمالي بسوسة: «اخترت المعركة ونحنُ لها.. وخطابك يعكس عنترية أكثر من اللازم»

انطلق الاتحاد العام التونسي للشغل أمس في حملته للردّ «المزلزل» على الحملات

التي تستهدفه وكذلك للدفاع عن القطاع العام وردا على الحملات الداعية لبيع المؤسسات العمومية، من خلال تنظيم تجمع عمالي في ولاية سوسة، تجمع واصل فيه الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي هجومه على رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورفع فيه من حدة لهجته وذلك ردا على الخطاب الذي ألقاه أول أمس في مجلس نواب الشعب خلال جلسة عامة للحوار مع الحكومة، تصعيد يؤشر على أن البلاد قادمة على مواجهة بين الطرفين في مرحلة دقيقة وحساسة جدا كل المؤشرات الاقتصادية باتت «حمراء»، مرحلة تقتضي التوحد ووضع اليد في اليد لمحاولة الإنقاذ بدل تعميق الأزمة.

شكلت التصريحات الهجومية المتتالية للطبوبي منعرجا حاسما في العلاقة بينه وبين الشاهد، فالمعركة باتت معركة اجتماعية وفق الطبوبي وسط انسداد الحوار ويبدو أن خطاب الشاهد في البرلمان أول أمس والبرنامج الإصلاحي الذي قدمه يخص الصناديق الاجتماعية والمؤسسات العمومية قد زاد في توتير الأجواء لتكون لغة الوعد والوعيد هي التي تخيم على خطاب الطبوبي في التجمع العمالي بسوسة، علما وأن هذا التجمع يندرج في إطار الحملة التي كان قد أطلقها الاتحاد منذ فترة للدفاع عن القطاع العام وتجنيد العمال للدفاع عن مؤسساتهم وتثمين العمل والتصدي للخوصصة وإعادة تقديم مقترحات لإعادة الهيكلة والحوكمة والتسيير، تجمعات عمالية ستتوج في الأخير بتجمع عام وطني، مازال تاريخه لم يحدد بعد لكن على الأرجح قد يكون بين موفى أفريل المقبل أو غرة ماي بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشغل.

«نقابي ونحب بلادي»
أشرف أمس نور الدين الطبوبي على تجمع عمالي بسوسة رفعت خلاله العديد من الشعارات على غرار «لا تتطاولوا على الاتحاد فهو عصي عليكم» و«مستعدون للنضال من أجل مبادئ حشاد» و»نعم للعدالة الجبائية» وغيرها من الشعارات، وفي كلمة ألقاها الأمين العام أمام عدد كبير من النقابيين أكد أن الحكومة اليوم أطلقت حملة لبيع المؤسسات عوضا عن حملة للدفاع عن مستقبل الأجيال القادمة، مرددا «نقابي ونحب بلادي.. نقابي حر وما نبيعش بلادي..نقابي ونموت على بلادي ونكررها وأقولها بصريح العبارة 70 ألف خط أحمر ضدّ التفويت في القطاع العام وأهلا وسهلا بكم في المعركة الحقيقية من أجل استحقاقاتنا الوطنية وتريدون التحدي بالقوة فنحن لها وسنكون لها والتحدي بيننا ولن نترك لكم الفرصة للعبث بمصالح البلاد وقلناها للمرة الألف نريد حوارا مسؤولا مع رجالات الدولة بأتمّ معنى الكلمة رجال لهم القدرة على إيجاد الحلول والبدائل والتحدي والتقدم بالبلاد». هذا وأضاف الطبوبي أن الاتحاد لا يريد حوار التخاذل وكان أول من نادي منذ سنوات بإصلاح القطاع العام وإصلاح الصناديق الاجتماعية ووضع ملف صندوق الدعم على طاولة الحوار، فالاتحاد له دراسات في هذا الشأن وله ثقة فيما يطرحه لكن شريطة أن يكون هناك حوار مسؤول وجاد، وتساءل عن مصير مجلس الحوار الاجتماعي الذي كان قد صادق عليه مجلس نواب الشعب منذ فترة، مضيفا أن التجمعات العمالية انطلقت من سوسة وستكون في جميع الولايات دفاعا عن تونس على غرار صفاقس وبنزرت والقيروان وقابس وقفصة وغيرها من الولايات دفاعا عن مكاسب هذا المجتمع.

«عنترية أكثر من اللازم»
الطبوبي بيّن أيضا أن الاتحاد منفتح على الإصلاح ولكن ما تطرق إليه رئيس الحكومة خاصة في الصناديق الاجتماعية أو في المؤسسات العمومية يعكس ‘’عنترية أكثر من اللازم ‘’، والاتحاد يجيبه’’ ماناش موخرين و ماناش راجعين ومرحبا بكم في هذه المعركة الاجتماعية باستحقاق’’، مشددا على أن هناك ‘’إجرام في حق القطاع العام اليوم ‘’، وقد تجند كافة العمال النقابيين للدفاع عن مستقبل مؤسساتهم. وأضاف في حال وجد الاتحاد أطرافا مسؤولة وتقبل بالحوار النزيه بعيدا عن كل المؤامرات، فإن يده ممدودة لإنقاذ البلاد أكثر من أي وقت مضى والاتحاد عندما دق نواقيس الخطر كان الجميع صامتا والحال أن البلاد وصلت إلى حالة يرثى لها وكل المؤشرات والأرقام والتصنيفات تدل على ذلك، مؤشرات هي حصيلة التذبذب واليوم الكل ضدّ الكل والكل يتهم الكل.

تجمعات عمالية ستتوج يتجمع في بطحاء محمد علي
قال الطبوبي، ردا على خطابه في البرلمان، إن «رئيس الحكومة بدأ يستعرض عضلاته، وتحدث عن برنامجه للصناديق الاجتماعية.. نقدر حماسة الشباب فيك، ولكن أنت اخترت المعركة والمعركة نحن لها وقدرنا أن نكون في قلب الأحداث وسنكون كذلك..وبدأنا من سوسة وسنواصل تجمعاتنا العمالية على أن تتوج بتجمع كبير في تونس العاصمة وسيكون الاتحاد كخلية نحل تعمل ليلا نهارا في كل المؤسسات وفي كل مقرات الاتحاد من أجل التصدي إلى هذا المشروع الخطير جدا». كما وجه الطبوبي انتقاداته إلى بعض نواب مجلس نواب الشعب وأكد أن الاتحاد ليس له ثقافة التملق ومهمته هي الدفاع عن مصلحة البلاد. وبين من جهة أخرى أن الجميع اليوم باتت أذهانهم متجهة نحو انتخابات 2019 دون وجود إرادة حقيقية في النهوض بالاقتصاد من خلال مجابهة الاقتصاد الموازي خاصة، مضيفا (لن تمروا نحن لها وإللي يحب يعمل بطولات على العمال والشعب نقول له نحن لها....أتحداكم أن تعلنوا عن قائمة المؤسسات العمومية التي سيتم التفويت فيها)، وأضاف في هذا السياق «لا مجال اليوم لخلق فتنة بين الشعب التونسي والاتحاد العام التونسي للشغل الذي سيفضح بعض الأطراف السياسية التي تبني حملاتها الانتخابية على حساب الأزمة الحاصلة بين وزارة التربية وقطاع التعليم الثانوي»، مؤكدا حرص مناضلي نقابة التعليم الثانوي على مصلحة التلاميذ وعزمهم على إنجاح السنة الدراسية.

واعتبر أن الحكومة تنوي التفويت في المؤسسات المهمة على غرار الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه. وندد بالهجمة التي يتعرض لها الاتحاد واتهامه بعدم الوطنية لأنه رفض التفويت في المؤسسات العمومية، وفق تعبيره، محملا الحكومة لوحدها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد والذي يتجلى، بالخصوص، من خلال مختلف المؤشرات الاقتصادية، مؤكدا أن كل مؤسسات وأجهزة الدولة ينخرها الفساد والرشوة. كما أعلن من جهة أخرى الدخول في مفاوضات اجتماعية في شهر أفريل القادم للقطاع العام والوظيفة العمومية من أجل تحسين المقدرة الشرائية. ويذكر أن رئيس الحكومة كان قد صرح في خطابه أمام نواب البرلمان أول أمس أن «اليوم وقفت الزنقة بالهارب لأن البلاد لم تعد قادرة على تحمل عدم الإصلاح ولأنّ كلفة عدم الإصلاح ستكون باهظة جدّا وأنا متمسّك بالذهاب إلى الإصلاحات مهما كان الثمن السياسي الذي سأدفعه ولن أكون شاهد زور، للمحافظة على موقعي».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115