اتحاد الشغل في حالة استنفار: لقاءات ماراطونية مع الفاعلين السياسيين.. تجمّع ضخم مرتقب للردّ «المزلزل» على الحملات المستهدفة للاتحاد وللقطاع العام

• الطبوبي يلتقي ماجول والمحافظة على السيادة الوطنية أبرز المحاور

سارعت أحزاب المعارضة بعد دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى ضرورة إجراء تقييمات لعمل الحكومة وضخ دماء جديدة فيها إلى طلب عقد لقاء مع أمينه العام نور الدين الطبوبي، بعضها عقد هذا اللقاء على غرار حركة الشعب والتيار الديمقراطي والجبهة الشعبية والحزب الجمهوري وحركة مشروع تونس وحركة تونس أولا وبعضها مازال في طور الانتظار، لقاءات كان محورها الأساسي وفق تصريحات إعلامية لعدد منهم الوضع الخطير في البلاد في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمؤشرات السلبية التي تؤكد فشل الحكومة في تنفيذ التزاماتها وسط غياب رؤية واضحة في العمل الحكومي، مع الإشارة إلى أن الطبوبي كانت له لقاءات أخرى مع حركة النهضة وكذلك مع عميد المحامين عامر المحرزي ورئيس منظمة الأعراف سمير ماجول.

على امتدادا الأسابيع الأخيرة الفارطة والأسابيع القادمة، حركية كبيرة داخل المركزية النقابية، فمن ناحية يعكف الطبوبي على عقد العديد من اللقاءات التشاورية مع الأحزاب السياسية ومن ناحية ثانية يعدّ ورقة تتضمن مقترحاته لعمل وأولويات الحكومة، تصور ينطلق من المحاور الموجودة في وثيقة قرطاج مع التعمق فيها أكثر عبر إضافة مقترحات أخرى إلى جانب اقتراح محاور أخرى غير موجودة في الاتفاق، محاور تخص مثلا قطاعي الصحة والتعليم وهما من أكثر القطاعات المثيرة للجدل في الساحة بالنظر إلى الاختلافات الموجودة بين النقابات التابعة لها وسلطة الإشراف أي وزارتي الصحة والتربية، ومن ناحية ثالثة يستعد لتنظيم تجمّع عمّالي ضخم بولاية سوسة يوم السبت القادم دفاعا عن القطاع العمومي.

وجهات النظر متقاربة
بالعودة إلى اللقاءات التي يقوم بها الطبوبي، فقد التقى يوم أمس الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق الذي كان مرفوقا برئيس الكتلة البرلمانية للحركة عبد الرؤوف الشريف وعضو المكتب التنفيذي محمد الفاضل محفوظ وعضو المكتب السياسي أيمن البجاوي، لقاء حسب ما جاء على الصفحة الرسمية للاتحاد تناول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وتأزمه وكيفية تجاوز هذا الوضع، ذات المحور تمّ التطرق إليه في لقائه برضا بلحاج منسق حزب تونس أولا الذي كان يرافقه خميس قسيلة المكلف بالشؤون السياسية للحزب، كما كانت للطبوبي لقاءات أخرى مع كل من عامر المحرزي عميد المحامين بتونس واستعرض اللقاء الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد والصعوبات التي تواجهها تونس جراء غياب رؤية واضحة في العمل الحكومي وتعطل عديد الملفات، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، وتمّ التطرق إضافة إلى الأزمة الى كيفية المحافظة على السيادة الوطنية والاقتصادية للبلاد مع التأكيد على تقارب وجهات النظر بين المنظمتين حول أمهات القضايا وضرورة الخروج من الوضع الصعب الذي تمر به تونس وتجاوز كل الإشكاليات المطروحة .

الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أكد لـ«المغرب» أن اللقاءات مازالت متواصلة ومازالت الطلبات كثيرة وتأتي على خلفية الأزمة الموجودة في البلاد ولا بدّ من العمل على مجابهتها، مشددا على أنّ أغلب الأطراف الذين التقى معهم الاتحاد وجهات النظر لديهم متقاربة وخاصة بالنسبة لضرورة ضخ دماء جديدة في مفاصل الحكومة وهناك حتى من يطرح أقصى من ذلك وهو تغيير الحكومة برمتها. هذا وبالتوازي مع ذلك فإن الاتحاد يعكف على إعداد تصوره للأولويات المقبلة للحكومة من أجل أن يقدمه في اجتماع اللجنة المكلفة بصياغة خارطة الطريق التي عقدت يوم أمس أول اجتماع لها والذي كان ترتيبيا دون الدخول في التفاصيل وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع ثان يوم الاثنين 26 مارس الجاري بقصر قرطاج، تصور سيضمّ العديد من المقترحات التي تخص المضامين الموجودة في اتفاق قرطاج أو إضافة مضامين جديدة في مجال إصلاح التعليم العالي والصحة والتربية في ظل ضعف أداء الأحزاب التي توجه انشغالاتها نحو التعيينات أكثر من الإصلاحات.

تجمع وطني في الأفق قد يتزامن مع عيد الشغل
يستعدّ الاتحاد العام التونسي للشغل لتنظيم تجمّع عمّالي ضخم بولاية سوسة يوم السبت القادم دفاعا عن القطاع العام تحت إشراف الأمين العام نور الدين الطبوبي، وانطلق الاتحاد في الحشد له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، تجمع يريد من خلاله الرد المزلزل على الحملات «المغرضة» والمستهدفة للاتحاد وللقطاع العام . وفي هذا الصدد أكد الطاهري أن هذا التجمع يندرج في إطار الحملة التي كان قد أطلقها الاتحاد منذ فترة للدفاع عن القطاع العام وتجنيد العمال للدفاع عن مؤسساتهم وتثمين العمل والتصدي للخوصصة وإعادة تقديم مقترحات لإعادة الهيكلة والحوكمة والتسيير. كما أشار إلى أنه ينتظر أن تنتظم تجمعات أخرى في بنزرت وصفاقس وغيرها من الولايات على أن تتوج في الأخير بتجمع عام وطني، مازال تاريخه لم يحدد بعد لكن على الأرجح قد يكون بين موفى أفريل المقبل أو غرة ماي بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشغل. ويذكر أن الطبوبي كان يشدد في كل تصريحاته الإعلامية والمؤتمرات الجهوية على أن التفويت في القطاع العام 70 ألف خط أحمر ومن المستحيل التفويت في أي مكسب وطني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115