ضدّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمتجدد مع كل مؤتمر جهوي للاتحاد بلغ أشدّه في المؤتمر الجهوي الأخير لولاية تونس السبت المنقضي بقوله خاصة إن «المسؤول السياسي الناجح مطالب بالنتائج والمتأمل اليوم في النتائج يجدها كلها سلبية.. ونحن لا ننازعك في صلاحياتك «، جمع أمس لقاء بينهما بقصر الحكومة بالقصبة، لقاء لئن دام حوالي الساعة إلا أنه تمّ وضع النقاط على أغلب المسائل العالقة والتي كانت من بين أبرز الأسباب لتوتر العلاقة بين الشاهد والمنظمة الشغيلة التي تعدّ السند المهم له بعد أن فقد دعم عدة أحزاب، لقاء وصفته مصادر حكومية لـ»المغرب» بالايجابي وتمّ في أجواء ودية مع الاتفاق على منهجية عمل تشاركية للخروج بالبلاد من الأزمة والوضع الصعب الذي تعيشه سويا.
اللقاء وفق ذات المصادر الحكومية تمّ خلاله مناقشة الملفات الكبرى ومواصلة منهجية العمل التشاركية بين الحكومة واتحاد الشغل على قاعدة التوافق ووثيقة قرطاج إلى جانب مناقشة البرامج الاجتماعية التي أعدتها الحكومية وأبرزها برنامج الأمان الاجتماعي للفئات الهشة والضعيفة ومحدودة الدخل الذي كان قد أعلن عنه رئيس الحكومة خلال إحياء ذكرى 14 جانفي، كما تولى الشاهد خلال اللقاء اطلاع الطبوبي على ملف إصلاح الوظيفة العمومية خاصة فيما يتعلق ببرنامج المغادرة الاختيارية، هذا البرنامج الذي صدر بالرائد الرسمي الأسبوع الفارط والانطلاق في قبول الملفات لدى المصالح الإدارية الخميس المنقضي والتي ستتواصل على شهرين أي إلى موفى شهر أفريل المقبل.
تفعيل جميع الاتفاقات
رئيس الحكومة أطلع أيضا الأمين العام لاتحاد الشغل على برنامج التقاعد المبكر أي على كل البرامج التي أعدتها الحكومة لإصلاح الوظيفة العمومية، هذا الملف الذي يعدّ الشغل الشاغل للمركزية النقابية ومن بين أسباب توتر العلاقة بينهما فضلا عن ملف المؤسسات العمومية والرفض الشديد للمنظمة الشغيلة التفويت في هذه المكاسب الوطنية للقطاع الخاص، رفض ما فتئ يؤكده في كل التصريحات الإعلامية تحت قاعدة «التفويت في المؤسسات العمومية ألف خط أحمر»، حتى أنه أطلق حملة منذ أكثر من أسبوع للدفاع عن القطاع العام. هذا وأضافت مصادرنا أنه تمّ الاتفاق على إتباع منهجية تشاركية في الإصلاحات الكبرى مع الالتزام للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد سويا خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وكذلك تفعيل جميع الاتفاقات التي تربط اتحاد الشغل بالحكومة خاصة ذات النقاط ذات العلاقة بمحضر الاتفاق الذي تمّ إمضاءه مؤخرا بين الطرفين بعد اجتماع عدد من الوزراء بالمكتب التنفيذي للاتحاد المتمثلة بالأساس في معالجة آليات التشغيل الهش وخاصة عمال الحظائر والمفروزين أمنيا.
المنهجية التشاركية للعمل يجب أن تحظى بتوافق الأحزاب الموجودة في الحكم والمنظمات الاجتماعية حتى تعطي أكلها على أرض الواقع ولتحقق المكاسب ولاسيما تنقية المناخ الاجتماعي، وفق مصادرنا التي شددت من جهة أخرى على أن الاتصالات والمشاورات بالرغم من التوتر الحاصل لم تنقطع وتكاد تكون الاتصالات شبه يومية. من الملفات التي تمّ التطرق إليها أزمة شركة فسفاط قفصة وخاصة الإجراءات التي تمّ إقرارها خلال المجلس الوزاري المضيق يوم السبت المنقضي والتي تتمثل بالأساس في إيقاف جميع الانتدابات والمناظرات بشركة فسفاط قفصة إلى حين استئناف الإنتاج مع تتبع كل المخالفين للقانون وقد انطلقت النيابة العمومية بالجهة في هذه المسألة.
المكتب التنفيذي يجتمع اليوم
تكتمت المركزية النقابية على فحوى لقاء الطبوبي والشاهد إلى حين انعقاد مكتبه التنفيذي اليوم الثلاثاء 6 مارس الجاري والذي سيتم مناقشة وتقييم ما تمّ الاتفاق حوله في اللقاء وموقف المركزية النقابية من ذلك، والسؤال المطروح بعد «الحرب الكلامي» التي شنتها قيادات اتحاد الشغل ضدّ الشاهد مؤخرا والدعوة إلى إجراء تقييمات موضوعية وهادئة لعمل حكومته والتي حسب اتحاد الشغل النتائج كلها كانت سلبية وهناك جزء من الحكومة «مشلول» وكل وزير يغني على ليلاه، هل ينجح الشاهد من تخفيف غضب الاتحاد ويعيد حبل الود بينهما خاصة بعد أن سبق وأكد في تصريحه التلفزي الأخير على قناة الوطنية أنه لا يعتزم إجراء تحوير وزاري في الوقت الحاضر.