وتقديم قائماتها الانتخابية، مازال المناخ الاجتماعي يتسم بالتوتر بالرغم من الانخفاض النسبي في موجة التحركات الاجتماعية مقارنة بشهر جانفي المنقضي، ولئن اختلفت أسباب الغضب بين رفض نتائج مناظرات الانتدابات على غرار ما حدث منذ شهر مع شركة فسفاط قفصة والاحتجاج ضدّ نتائج مناظرة انتداب 1700 عون تنفيذ، نتج عنها شلل تام في إنتاج الفسفاط وتوقف المجمع الكيميائي عن النشاط وكذلك ما حدث أمس في معتمدية المحرس من ولاية صفاقس والاحتجاج على نتائج مناظرة شركة البيئة والغراسات والبستنة، وبين المطالبة بعودة الأمن في إشارة إلى الرديف التي نفذت يوم أمس إضرابا عاما، وغيرها من الأسباب.
لئن مازالت أزمة الحوض المنجمي تلقي بظلالها في الساحة بسبب الاحتجاج على نتائج المناظرة، فإن معتمدية المحرس عرفت ذات التوترات ولنفس الأسباب أي التشكيك في النتائج، حيث عمد عدد من الشباب والعاطلين عن العمل إلى غلق سكة القطار وعدد من المؤسسات والمصالح على غرار مقر المعتمدية ومركز البريد والقباضة المالية والاتحاد المحلي للشغل احتجاجا على نتائج مناظرة شركة البيئة والغراسات والبستنة والتي بلغ عدد المقبولين فيها 300 شخص موزعين بين 200 شخص لفائدة معتمدية المحرس و100 شخص لفائدة معتمدية طينة.
غاز مسيل للدموع لفك الاعتصام
حالة احتقان وفوضى عرفتها أمس معتمدية المحرس، اضطرّت من خلالها قوات الأمن لاستعمال الغاز المسيل للدموع لفض الاعتصام واعتقال عدد من المحتجين، وحسب تصريح مراد التركي الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس لـ»المغرب» فإنه على اثر الاحتجاجات في هذه الجهة وتعمد أشخاص قطع حرية الجولان بالطريق العام وبالسكة الرابطة بين صفاقس وقابس وتعطيل حرية العمل بالمرافق الإدارية على غرار البلدية والمعتمدية والقباضة المالية، تمّ الإذن بإجراء الأبحاث من قبل الشرطة العدلية الجنوبية ضدّ مجموعة من الأشخاص شملت مبدئيا 16 شخصا تمّ الاحتفاظ بـ3 منهم على ذمة الأبحاث، مشيرا إلى أن سبب هذه الاحتجاجات يعود إلى نتائج مناظرة شركات البيئة والبستنة والأبحاث مازالت متواصلة. حالة الاحتقان في الجهة مازالت متواصلة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر ويطالب المحتجون بضرورة إعادة النظر في قائمة المقبولين، وهو ذات السيناريو الذي تشهده مناطق الحوض المنجمي.
توتر المناخ الاجتماعي من شأنه أن يلقي بظلاله على العملية الانتخابية في ماي القادم، ذلك أنه حسب المؤشرات الموجودة فإن ماكينة الاحتجاجات والإضرابات العامة عادت للدوران من جديد بعد هدنة مؤقتة لم تتجاوز الأسبوع، حيث نفذت أمس مدينة الرديف من ولاية قفصة إضرابا عاما للمطالبة بعودة الأمن بالنظر إلى تفاقم عمليات السرقة والجريمة، فالجهة دون مركز أمن منذ شهر نوفمبر المنقضي بسبب تعرضه إلى الحرق من قبل المحتجين خلال أحداث الاحتجاجات الفارطة. أغلب ولايات قفصة تشهد احتجاجات، في إشارة إلى مناطق الإنتاج الأربعة للفسفاط، المتلوي وأم العرايس والرديف والمظيلة، وقد طالب الاتحاد المحلي للشغل بمدينة المتلوي السلط الجهوية والمركزية بالتدخل لإيجاد حلّ لتواصل تعطل إنتاج الفسفاط. هذا وعبّر المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بقابس أمس عن «انشغاله الشديد للوضع المتردي الذي آل إليه المجمع الكيميائي التونسي بسبب التعطيل المستمر لتزويد وحدات الإنتاج بمادة الفسفاط». وأوضح في بيان له أنّ شللا تاما قد نجم عن تعطيل الإنتاج بهذه المؤسسة، إلى جانب تضرّر المؤسسات المجاورة التي أصبحت مهددة بالغلق، مما تسبّب في احتقان عمالي واجتماعي شديدي الخطورة، محذّرا من تأثير استمرار تعطل الإنتاج على الاستقرار الاجتماعي بكامل الجهة.
إضراب الأساتذة والشركات البترولية
من الإضراب في الجهات إلى القطاعات، حيث ينفذ الأساتذة الجامعيون على امتداد يومين، أمس واليوم، إضرابا عاما يشمل جميع ولايات الجمهورية للمطالبة بتفعيل اتفاقيات قديمة تتضمن منحا وأيضا الاتفاق حول مطالب جديدة تتعلق بالزيادة في الأجور نظرا لتدهور المقدرة الشرائية للأساتذة الجامعيين. ومن المنتظر أن ينفذ الأساتذة الجامعيون وقفة احتجاجية اليوم أمام مجلس نواب الشعب.
كما دعا الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين كافة منظوريه العاملين بشركة الخدمات بالجنوب في مختلف حضائر الشركات البترولية الكبرى في الصحراء، إلى إضراب حضوري طيلة 3 أيام انطلاقا من اليوم الأربعاء 21 فيفري. وتعود أسباب الإضراب إلى فشل الجلسة الصلحية وامتناع شركة الخدمات بالجنوب عن تلبية مطالب الأعوان المادية، وتحسين ظروف العمل، وتنفيذ محضر يعود إلى سنة 2014 يقضي بالزيادة في الأجور.