أزمة الحوض المنجمي مازالت تراوح مكانها: إنتاج الفسفاط لـم يتجاوز 160 ألف طن والخسائر تناهز 20 مليون دينار.. في انتظار نتائج المفاوضات

يبدو أن ملف الحوض المنجمي أصبح اليوم من أشد الملفات تعقيدا في ظلّ التوقف الكلي لإنتاج الفسفاط، توقف منذ 20 جانفي المنقضي

، وذلك احتجاجا على نتائج مناظرة انتداب 1700 عون تنفيذ، إلى جانب تزايد عدد المحتجين المطالبين بالتشغيل دون وجود إجراءات عملية في الأفق، وضع بات يتسم بالخطورة خاصة وأن المجمع الكيميائي التونسي بقابس قد توقف هو الآخر عن العمل لنفاذ مخزونه من الفسفاط ليعلن عن حالة «القوة القاهرة» أمام عدم قدرته على الإيفاء بتعهداته تجاه حرفائه بالخارج، أزمة الحوض المنجمي التي ما تكاد تنفرج يوما حتى تعود من جديد وأسوأ من ذي قبل، لقد باتت تستدعي بالضرورة إيجاد حلول عاجلة لها حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وتنهار الأوضاع تماما، وحسب تأكيد الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة رمضان صويد فإن الإفلاس نتيجة حتمية في صورة تواصل الإشكال.
لم تتمكن شركة فسفاط قفصة طيلة شهر ونصف إلا من إنتاج 160 ألف طن من الفسفاط والحال أن المبرمج كان 800 ألف طن، وفق ما أكدته مصادر من الشركة لـ«المغرب»، وشددت على أنه لم يتحول أي وفد حكومي إلى الشركة للتفاوض مع المحتجين الذين أصبح عددهم يعدّ بالمئات والكل يطالب بالانتداب في الشركة وكذلك أمام تواصل صمت الحكومة التي لم تقم بأي مبادرة لحلحة الأزمة واستئناف الإنتاج والذي يبقى رهينة المعتصمين. كما أوضح أنه تمّ تعليق قائمات المقبولين في مناظرة الانتداب وتلقي التشكيات والاعتراضات على مستوى لجنة التدقيق التي تمّ تشكيلها في الغرض. هذا وأشارت مصادرنا إلى أن الخسائر التي تكبدتها الشركة جراء توقف الإنتاج قد تجاوزت 20 مليون دينار وهي مرشحة للارتفاع مع كل يوم تعطيل جديد على مستوى الإنتاج.

المجمع الكيميائي في حالة «القوة القاهرة»
أكد المدير الجهوي للمجمع الكيميائي بقابس توفيق الجمل في تصريح لـ»المغرب» أنه لا جديد يذكر في ملف توقف المجمع عن العمل نظرا لتواصل التعطل في إنتاج الفسفاط في كافة أقاليم الحوض المنجمي، مشيرا إلى أن المجمع أعلن حالة «القوة القاهرة» في انتظار نتائج الاجتماع المشترك مع شركة فسفاط قفصة يوم غد السبت 17 فيفري الجاري من أجل النظر في الحلول الممكن اتخاذها على أمل حلحلة الأزمة. وبين أن استئناف العمل تمّ فقط على مستوى المقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة وليس في المناجم وهناك اجتماعات بصدد الانعقاد على مستوى رئاسة الحكومة والى حدّ الآن لا معلومات حول نتائج هذه المفاوضات. هذا وأشار الجمل بخصوص وضع المجمع إلى أن جميع وحدات الإنتاج متوقفة عن النشاط وما يمكن قوله انه حاليا في حالة انتظار لنتائج المفاوضات في قفصة.

الإشكال في خلاص الأجور الشهر القادم..
كما أكد توفيق الجمل أن المجمع يتكبد خسائر مالية تقدر بـ8 مليون دينار من رقم معاملاته يوميا، وهي مكاسب «ضائعة» على الدولة، وبالنسبة لقطاع الفسفاط بصفة عامة يتكبد خسائر بـ1 مليون دينار يوميا ، مضيفا أنه من الممكن خلاص أجور الموظفين لهذا الشهر لكن الإشكال في الشهر المقبل في حال تواصل الوضع على ماهو عليه ولم يتم رفع الخيام المنصوبة على مستوى الطرقات المؤدية إلى مقاطع الإنتاج. وشدد على أن المجمع يدعو الحكومة إلى ضرورة التدخل العاجل لحلحلة الأزمة في أقرب الآجال الممكنة.
ويذكر أنه تمّ أمس استئناف العمل بالمقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة تزامنا مع نشر الشركة القوائم الاسمية للناجحين في مناظرة شركة فسفاط قفصة. وأفاد الكاتب العام المساعد لنقابة الإطارات العليا للشركة محمد جلولي وكاتب عام نقابة أعوان المقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة، أن القرار جاء تبعا إلى جملة الإجراءات المنبثقة عن اجتماع المجلس القطاعي. هذا وعبرت النقابات عن رفضها للحلول الترقيعية مطالبة بالتعجيل في تكوين خلية أزمة بمشاركة الأطراف الاجتماعية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115