العملية الأمنية بالقصرين ومقتل «أميرين»: خسائر جديدة تعمّق عزلة الجماعات الإرهابية في الجبال

أعلنت وزارة الداخلية رسميا عن حصيلة عمليتها الأمنية في القصرين، مقتل إرهابيين خطيرين يحملان الجنسية الجزائرية،

اتضح لاحقا أنهما «أميران» في كتيبة عقبة بن نافع الموالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المصنفة كتنظيم إرهابي، بما يعني أن التنظيم تلقى ضربة جديدة موجعة في صفوفه مما سيدفع إلى الانعزال في الأسابيع القادمة في الجبال أكثر.

نفذت الوحدات الأمنية المختصة بالحرس الوطني في الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد الفارطين، عملية أمنية ضد مجموعة من الإرهابيين كانوا يتسللون الى منطقة تربخانة من معتمدية سبيطلة ومنها إلى جهة غير معلومة بدقة بعد. عملية أعلنت الوزارة أنها انتهت بمقتل عنصرين إرهابيين، وصفتهما بالخطيرين، وفرار ما بين عنصرين وأربعة إلى مخبئهم في الجبل، بعد اشتباك وحدة من الحرس الوطني معهم.

اشتباكات شدد الناطق الرسمي باسم الوزارة خليفة الشيباني على انها تمت في إطار كمين نصبته وحدات مختصة تتبع الحرس الوطني لعناصر المجموعة، بعد توفر معطيات عن نية المجموعة الإرهابية التسلل إلى المدينة، وهي معطيات كانت بحوزة الوزارة منذ أربعة أيام، خصصت القوات الأمنية ساعاتها للاستعداد ونصب الكمين على تخوم جبل سمامة.
حيث انتظرت وحدة مختصة تتبع الحرس الوطني مجموعة إرهابية، يعتقد انها تتكوّن من 4 الى 6 عناصر، الى حين نزولها مساء من جبل سمامة، بهدف رصد تحرّكات الدوريات الأمنية والعسكرية ومداهمة المنازل القريبة من الجبل للاستيلاء على المواد الغذائية، وفق ما اعلنه العميد خليفة الشيباني.

وبنزول افراد المجموعة ووصولهم لمكان الكمين أطلق أفراد الوحدة المختصة النار عليهم، لتندلع اشتباكات نارية مع المجموعة، لم تعلن الوزارة عن مدتها، ولكنها أعلنت أنها انتهت الى مقتل بلال القبي إرهابي خطير يحمل الجنسية الجزائرية، ويعتبر من «المقربين من زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي عبد المالك درودكال».
أهمية العنصر الإرهابي المقتول، تكمن في انه «مبعوث» درودكال الى كتيبة عقبة بن نافع المتمركزة بجبل القصرين، بهدف إعادة تنظيمها بعد الضربات الأخيرة التي تلقتها خلال السنة والنصف الفارطة.

مبعوث زعيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالتنظيم الإرهابي منذ سنة 1993، قبل ان يصبح خلال السنوات القليلة الفارطة، بعد 2012، قناة الربط بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيم القاعدة بليبيا وكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، كما تعلن وزارة الداخلية التي تشير لمح الى ان معطياتها مدققة بعد ان نسقت مع الأمن الجزائري.

المعطيات التي أفرجت عنها وزارة الداخلية على لسان المتحدث باسمها العميد خليفة الشيباني، تتضمن أيضا هوية العنصر الثاني الذي قتل في اشتباكات السبت، وهو البشير بن بن ناجي، جزائري الجنسية يُعرف بكنية «حمزة النمر» أو «المُر»، أرسله تنظيم القاعدة الى تونس سنة 2013 ليلتحق بصفوف كتيبة عقبة بن نافع، التي عين فيها أميرا لسرية جبل السمامة.
هذا الإرهابي اعتبرته الوزارة «صيدا ثمينا»، لا باعتباره قد التحق بصفوف القاعدة منذ 2003 ولا لمشاركته في كل العمليات الإرهابية التي قامت بها كتيبة عقبة منذ 2013، بل لأنه كان على معرفة بالمسالك الحدودية غير المراقبة بين تونس والجزائر، بما مكنه من التنقل بين البلدين سواء لحمل رسائل من التنظيم الإقليمي أو دعم مادي وبشري.

مقتل هذين العنصرين لا تخفي وزارة الداخلية «ارتياحها» له او اعتباره نصرا تكتيكيا على المجموعات الإرهابية بجبال تونس، خاصة الموالية لتنظيم القاعدة، بعد ان سبق لها أن وجهت منذ شهرين ضربة موجعة لتنظيم داعش الإرهابي وقادته في تونس. فمن وجهة نظر الداخلية مقتل عنصرين إرهابيين جزائريين، يعنى مقتل «أميرين» أي قياديين بارزين مما سيؤدي الى ارتباك في البنية الهرمية للتنظيم خلال الأسابيع القادمة، الى حين تدارك اثار الضربة الموجعة وتعويض «الأميرين» بآخرين سيكونان «جزائريين» بالأساس.

فالداخلية باتت تدرك ان هيكلة التنظيم الإرهابي المتمركز في تونس، تقوم على قاعدة أساسية وهي ان القادة «جزائريون» والبقية من التونسيين، أي ان مخططي العمليات وقادة الكتيبة والسريات التابعة لها والمنتشرة في الجبال في الغرب التونسي، جزائريون مرتبطون بشكل مباشر بزعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. قناة الربط هي «المر» الذي قتل في الاشتباكات، مما يجعل عملية التعويض ستأخذ وقتا اكثر من السابق، باعتبار ان الأخير كان «دليل الطريق» العارف بالمسالك غير المراقبة من الامن في تونس والجزائر.

أي ان الكتيبة وما يتبعها من سرايات ستتجه الى الانعزال في الجبال في انتظار المدد من التنظيم الاقليمي، ويبدو انها خلال هذه الفترة ستبحث عن «البقاء» دون الاتجاه لتخطيط وتنفيذ عمليات ارهابية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115