الانتخابات البلدية.. تاريخ 25 مارس 2018 بين التثبيت والتأجيل: أحزاب «الترويكا الجديدة» تقترح 13 ماي 2018 على أقصى تقدير

لا يزال موعد تنظيم الانتخابات البلدية محلّ تجاذبات واختلافات بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تتمسك بتاريخ 25 مارس 2018

وتستعد على أساسه ووفق الروزنامة التي أعدتها، وبين الأحزاب السياسية التي ترى أن هناك بعض العوائق التي تحول دون إجرائها في الموعد المقترح ولا بدّ من اختيار موعد آخر يحظى بإجماع جميع الأطراف دون استثناء وذلك لضمان أوسع مشاركة بعيدا عن لغة المقاطعة.

لئن طالبت الترويكا الجديدة، حركة النهضة ونداء تونس والاتحاد الوطني الحرّ، خلال لقائها الثاني التشاوري هيئة الانتخابات بضرورة عقد اجتماع تشاوري جديد مع الأحزاب السياسية، لتحديد موعد نهائي للانتخابات البلدية باعتبار أن موعد 25 مارس 2018 لم يحظ بالإجماع بين مختلف الفاعلين السياسيين ، فإن هيئة الانتخابات لم تتلق أي مراسلة رسمية في هذا الشأن وأكدت خلال انعقاد مجلسها أمس أن أبوابها مفتوحة للتشاور متى طلب منها ذلك رسميا وليس عبر وسائل الإعلام، وشددت على أنها هيئة مستقلة ولا تمتثل لقرارات الأحزاب فهي تتفاعل مع كل النقاشات ولكن لا أحد يفرض عليها أي قرار .

25 مارس لم يحظ بالإجماع
تنتظر أحزاب الترويكا الجديدة قرار مجلس هيئة الانتخابات بتحديد تاريخ اللقاء التشاوري، وفق ما أكده سفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة نداء تونس لـ«المغرب»، وأشار إلى أن التاريخ المقترح الجديد هو 13 ماي 2018 على أقصى تقدير لإجراء الانتخابات البلدية أي قبل شهر رمضان القادم، مشددا على أن تاريخ 25 مارس 2018 لم يحظ بإجماع الأطراف السياسية الموجودة في البلاد وهذه محطة سياسية وانتخابية مهمة باعتبار أنها أول انتخابات ديمقراطية بلدية تنظم في البلاد وستكون عرسا انتخابيا لتطبيق الفصل السابع من الدستور، وهذا العرس الانتخابي لا بدّ أن تكون جميع الأطراف السياسية مشاركة فيه أي أن الحزب يرفض أن تكون هناك مقاطعة من طرف بعض مكونات المشهد السياسي، وبالتالي فإن نداء تونس يرى أنه طالما ليس هناك توافق على التاريخ المقترح من هيئة الانتخابات، 25 مارس 2018، فإنه من المستحسن تأجيل الموعد مرة أخرى وبالرغم من تمسك الحزب بضرورة تنظيمها في أقرب وقت ممكن والوقت المناسب يكون إما 6 أو 13 ماي 2018، تاريخ يمكن أن تشارك فيه كافة الأطياف السياسية دون مقاطعة أي طرف.

بالنسبة لنداء تونس وحسب سفيان طوبال فالحركة جاهزة في كل التواريخ وأي تاريخ يتحدد لن يثير قلقها لكنه في المقابل ما يثير قلقها هو مقاطعة بعض الأطراف السياسية لهذا العرس الانتخابي، مشيرا إلى أن الحركة ترغب في أوسع مشاركة ولذلك تتجه رفقة بعض الأحزاب الى التأجيل لكن شريطة عدم تجاوز شهر رمضان المقبل وسيتم اقتراح ذلك على هيئة الانتخابات. وبالنسبة إلى مشاركة النداء في الانتخابات البلدية ومدى جاهزيتها، أفاد طوبال أن الحركة ستشارك بقائمات خاصة بها ومفتوحة في ذات الوقت مع بعض الشخصيات المستقلة التي يمكنها أن تقدم الإضافة على مستوى عمل بعض البلديات، مضيفا أن القائمات شبه جاهزة منذ فترة بنسبة 90 % والنسبة المتبقية تخصص للتعديلات الأخيرة.

هيئة الانتخابات.. «لا نمتثل لقرارات الأحزاب»
وفي المقابل فإن هيئة الانتخابات وحسب ما جاء على لسان أحد أعضائها عادل البرينصي فإن الدعوة لعقد لقاء تشاوري بين الهيئة والأحزاب السياسية جاءت من قبل الأحزاب الثلاثة، النداء والنهضة والاتحاد الوطني الحر، وقد علمت بها الهيئة عن طريق وسائل الإعلام حيث لم تتلق إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أي طلب رسمي لذلك. وأضاف البرينصي في تصريحه لـ«المغرب» أن اللقاء التشاوري لم تقترحه الهيئة، فالهيئة هي سيدة نفسها ولا يفرض عليها أي طرف عقد لقاء بل اللقاء يكون بطلب رسمي منهم وأبواب الهيئة مفتوحة على غرار ما قامت الأحزاب الـ10، حيث اتصلت بالهيئة وطلبت عقد لقاء وتمت الاستجابة لطلبهم وعقد اللقاء أول أمس بحضور 3 ممثلين عن الأحزاب. وشدد على أنها ترفض أن تجتمع أحزاب وتقرر فيما بينها لقاء تشاوريا مع الهيئة دون إعلامها رسميا وكأنهم بهذا التصرف افتكوا صلاحيات الهيئة ويريدون أن يحملوها قرارات يرغبون في اتخاذها، فالهيئة مستقلة ولا تمتثل لقرارات الأحزاب.

أبواب الهيئة مفتوحة وهي تواصل عملها والتحضير للانتخابات البلدية القادمة، وفق البرينصي، وشدد على أن الهيئة لم يقترح عليها تأجيل الانتخابات البلدية حتى خلال اللقاء الذي تمّ مع وفد ممثل عن الأحزاب الـ10، حيث تمّ فقط التشديد على ضرورة ضمان نجاح الانتخابات وتنظيمها في ظروف طيبة وهذا هو رهان الهيئة، كما أرادوا أيضا الاطلاع على مدى جاهزية الهيئة لتنظيم هذه الانتخابات في الموعد المقترح وكذلك بعض المعطيات حول الانتخابات في ألمانيا. وفيما يتعلق بالموعد الجديد المقترح، 13 ماي 2018، قال البرينصي إن لهم كافة الحرية باختيار ما يشاؤون ولكن حسب الصلاحيات الممنوحة لها فإن الهيئة هي التي تقترح التواريخ المناسبة، كل هذه المسائل تمّت أمس مناقشتها في مجلس الهيئة بما في ذلك مواصلة العمل والتحضير على أساس تاريخ 25 مارس 2018 وما يمكن التأكيد عليه هو أن الهيئة تتفاعل في النقاش وليس في فرض قرارات عليها، فهي لا تتبع لا الأحزاب الحاكمة ولا الأحزاب المعارضة .

اكتظاظ الأجندة الانتخابية
هذا وشدد رئيس حزب حركة النهضة، راشد الغنوشي على أن مصلحة البلاد تقتضي التعجيل بتنظيم الانتخابات البلدية في أقرب وقت ممكن وتجسيم ما ورد في الباب السابع من الدستور، الذي لا يزال معطلا بسبب «تردد بعض الأحزاب التي تفكر بمنطق فئوي»، معبرا عن خشية حزبه من وجود إرادة لعدم إجراء الانتخابات البلدية المقررة ليوم 25 مارس 2018، معتبرا أن تأجيل هذا الاستحقاق الانتخابي البلدي إلى موعد آخر سيصطدم مع جملة من المواعيد الأخرى الهامة التي من شأنها زيادة الاكتظاظ في الأجندة الانتخابية التونسية. وحث رئيس حركة النهضة في تصريح إعلامي له مختلف الأحزاب السياسية على التوافق قريبا من أجل تحديد موعد نهائي وقار للانتخابات البلدية، مذكرا بأن حزبه كان دوما مستعدا للمشاركة في استحقاق الانتخابات البلدية في مختلف مواعيدها التي تم اقتراحها سابقا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115