بعد زيارة الشاهد إلى سوق الجملة ببئر القصعة: مداهمات لأكثر من 100 مخزن تبريد في 17 ولاية وحجز أكثر 1300 طن من مادتي البطاطا والبصل

• حملات ضرب عمليات الاحتكار والتحكم في الأسعار متواصلة مع المتابعة اللصيقة واليومية

بعد الحرب ضدّ الإرهاب فالحرب ضدّ الفساد وأباطرة التهريب، حان وقت الحرب ضد الأسعار والمحتكرين من قبل حكومة يوسف الشاهد، حرب لئن جاءت متأخرة جدا بالنظر إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والغلال خاصة البطاطا والبصل والطماطم والفلفل نتيجة الاحتكار، ارتفاع بات يهدد قفة المواطن التونسي الذي لم يعد قادرا لا على شراء اللحوم الحمراء ولا الأسماك لتضاف إليهم الخضر، فإنها أفضل من لا شيء على أمل أن تساهم هذه الحملات والمداهمات في التخفيض من الأسعار وألا تكون مجرد «فرقعات إعلامية»، لأن في النهاية المواطن هو الذي يدفع الفاتورة أمام غياب أجهزة الرقابة.

أدى أمس رئيس الحكومة يوسف الشاهد زيارة إلى سوق الجملة ببئر القصعة محورها الحدّ من الاحتكار وتكثيف المراقبة على مسالك التوزيع حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن، زيارة وقف خلالها الشاهد على عديد التجاوزات من قبل المحتكرين داخل السوق خاصة لمادة البطاطا وتوزيعها بطريقة مخالفة للقانون والكشف عن أسباب ارتفاع الأسعار والمضاربة في مسالك التوزيع القانونية، وقد أكد الشاهد في تصريح إعلامي له أنه سيتم تكثيف عمليات المراقبة الاقتصادية لمكافحة ظاهرة احتكار ترويج منتوجات الخضر وحماية المقدرة الشرائية للمواطنين في وقت تشهد فيه أسعار بعض الخضر مثل البطاطا والفلفل زيادة مشطة في أسعارها. زيارة تزامنت مع المداهمات لعدد من المخازن في عدد من الولايات، والسؤال المطروح، هل الحكومة في حاجة إلى مثل هذه الحملات والمداهمات للوقوف على مثل هذه التجاوزات وارتفاع الأسعار؟

نتائج المداهمات
مكنت حملة المراقبة الاستثنائية التي أذن بها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في إطار التصدي للممارسات الاحتكارية و المضاربة على المنتوجات الفلاحية الطازجة خلال يومها الأول من حجز 1552 طنا من مختلف منتجات الخضر و الغلال منها 1352 طنا من مادتي البطاطا والبصل (أي 87 % من المحجوزات). وشملت هذه الحملة الاستثنائية التي ترفع شعار «الضرب على أيدي العابثين بقفة المواطن والتلاعب بالأسعار» 17 ولاية وغطت 103 مخازن تبريد وعاينت نحو 3572 طنا من الخضر والغلال. هذا، إلى جانب معاينة 1086 طنا إضافية من البطاطا تابعة للمجمع المهني للخضر.
هشام بن أحمد كاتب الدولة للتجارة الخارجية أكد لـ»المغرب» أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة فجر أمس إلى بئر القصعة تأتي في إطار الحدّ من عمليات الاحتكار والتحكم في الأسعار وتواجد بعض السلع، مشيرا إلى أن من الطرائف التي صادفناها خلال الزيارة وأمام رئيس الحكومة التفطن إلى بعض المحتكرين لبعض المواد على غرار البطاطا، وقد أعطى التعليمات للقيام بعمليات مداهمة في نفس الوقت لأكثر من 100 مخزن و18 نقطة بيع في 17 ولاية بواسطة فرق مشتركة من المراقبة الاقتصادية التابعة لوزارة التجارة والحرس الوطني وذلك لضرب عمليات الاحتكار والمتحكمين في الأسعار ورفع المخالفات وتحرير المحاضر والبحث عن آليات للحد من المضاربة والاحتكار والعمل فقط صلب مسالك التوزيع القانونية، كل هذه المداهمات لمخازن التخزين والتبريد والإجراءات المتخذة تهدف إلى الضرب على أيادي المحتكرين والمتحكمين في الأسعار الذين ألحقوا ضررا بقفة المواطن.

متابعة مستمرة ويومية ولصيقة
حملة المداهمات تأتي في إطار مواصلة الحملات العادية التي تقوم بها الحكومة منذ فترة سواء على مستوى التصدي للمهربين والتهريب أو إيقاف الأطراف التي تقف وراء عمليات الاحتكار، حملات لن تكون وقتية فقط بل ستكون هناك متابعة مستمرة ويومية ولصيقة لكل الأطراف التي تريد أن تلعب وتضرّ بقفة المواطن، وفق كاتب الدولة للتجارة، الذي أوضح أن حملات المراقبة ستغطي كافة نقاط البيع للخضر والغلال وخاصة مادتي البطاطا والبصل. هذا وبين هشام بن أحمد أن سوق الجملة ببئر القصعة يعدّ القلب النابض لتجارة الخضر والغلال والأسماك واللحوم الحمراء وغيرها ولذلك اختار رئيس الحكومة أن يكون هذا السوق نقطة انطلاق حملات ضرب الاحتكار والمضاربة، حملات تأتي مواصلة للإجراءات التي تمّ اتخاذها سابقا للحدّ من ارتفاع الأسعار والتي تتعلق خاصة بالتخفيض في عدد من المواد الاستهلاكية بالمساحات الكبرى.

حزمة من الإجراءات تمّ اتخاذها للحدّ من ارتفاع الأسعار وذلك من أجل أن تعطي أكلها على أرض الواقع، وكانت الانطلاقة بالتخفيض في هامش الربح بالنسبة للخضر والغلال بالمساحات الكبرى، سعر الاقتناء من أسواق الجملة مع إضافة هامش للربح بـ15 بالمائة فقط، وقد انطلقت الفضاءات التجارية في تطبيق ذلك ولذلك فقد انخفض سعر البطاطا إلى 1180 مليم بعد أن تجاوز الدينارين في فترات سابقة والبصل والطماطم كذلك، تخفيض من شأنه أن يشجع أسواقا أخرى على التخفيض في الأسعار، فالتخفيض في المساحات الكبرى يمثل ضغطا على الأسواق، تمثل حوالي 23 بالمائة من التجارة، حسب تعبير هشام بن أحمد. وبين أن وزارة التجارة تعمل على توفير كل المواد والسلع في كل الأماكن من أجل التقليص من الاحتكار وارتفاع الأسعار. كما أشار بن أحمد إلى أنه من المنتظر بناء على اتفاق بين رئيس الحكومة والمساحات الكبرى أن يتم الإعلان في غضون اليومين القادمين عن قائمة المواد الاستهلاكية التي سيتم التخفيض والتجميد في أسعارها في المساحات الكبرى لمدة 8 أشهر. هذا وشدد محدثنا على أن إجراءات الحدّ من الأسعار ستتواصل وستشمل في الفترة المقبلة اللحوم الحمراء والبيضاء. كما سيتم التخفيض في عدد من الماركات في المساحات التجارية.

القصرين:
مداهمة مخازن تبريد للخضر و الغلال ببعض مناطق الجهة
أكدت مصادر من الإدارة الجهوية للتجارة بالقصرين لـ « المغرب « أن فرق المراقبة الاقتصادية التابعة لها نفذت صباح أمس الأربعاء بمرافقة و حدات من قوات الأمن و ممثلين عن السلط المحلية و الجهوية مداهمات لبعض مخازن تبريد الخضر و الغلال المتواجدة ببعض مناطق معتمديات سبيبة وسبيطلة و جدليان شرق الولاية، وذلك في إطار التصدي لظاهرة احتكار الخضر مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل مشط أثقل كاهل المواطن ، هذا وقد تكتمت نفس المصادر عن حصيلة المداهمات وحجم الكميات التي تم حجزها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115