Print this page

فيضانات الجنوب الأضخم منذ 1962: معهد الرصد الجوي يؤكد أنه نبّه ونشر توقعات محيّنة ..

• وزارة التجهيز : مصالح الوزارة والحماية كانت مستعدة ولكن ما حصل استثناء

سجلت نهاية الاسبوع أرقاما قياسية لتهاطل الأمطار إثر التّقلبات المناخية التي شهدتها تونس خصوصا ببعض مناطق الجنوب حيث بلغ أقصاها بالزّارات 249 مم ومارث 221 مم وجرجيس 195مم ومدنين 184 مم، في وقت وجيز ادى الى حدوث فيضانات نتج عنها خسائر مادية وبشرية.

خلفت الامطار الغزيرة خسائر بشرية ذهب ضحيتها 4 اشخاص وهم رئيس مركز الحرس الوطني بمطماطة الجديدة وعامل بمنبت بمارث(62 سنة ) وشخص رابع (41 سنة ) جرفت السيول سيارته بمارث الى جانب معتمد مطماطة وهي حصلية لم تشهد تونس مثلها منذ زمن، الى جانب اضطرابات وانقطاعات في التيار الكهربائي وفي شبكة المياه وايضا في الطرقات، وقد تمكنت وحدات الحماية المدنية الى حد امس الاثنين من انقاذ 40 مواطنا من الغرق كانوا داخل وسائل نقل حاصرتها المياه واجلاء 34 تونسيا واجنبيين اثنين علقوا بسبب الامطار في قصر غيلان الى جانب القيام ب124 عملية ضخ مياه الامطار بعدد من المنازل والمحلات وازاحة 46 سيارة عالقة او معطبة بالطريق العام رفض اصحابها الامتثال لاشارات عدم مواصلة السير هذا مع وصول تعزيزات من الادارات الجهوية للحماية المدنية من ولايات القصرين وقفصة وسيدي بوزيد لمعاضدة مجهودات النجدة.

وأدّت التساقطات إلى فيضان العديد من الأودية ممّا انجرّ عنه انقطاعات ببعض الطّرق والمسالك الفلاحية وسبّب صعوبة على مستوى التدخّل، ولئن تمّ تسجيل انخفاض مستوى منسوب مياه الأودية منذ صبيحة يوم الأحد 12 نوفمبر 2017، إلا ان الفرق التّابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه واصلت التّدخل ميدانيا بالتنسيق مع اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث لإعادة تزويد المناطق بالماء الصالح للشرب في أقصر الآجال الى غاية يوم الامس .

كميات قياسية ..لكن المعهد نبه قبل يومين
عبد الرزاق الرحال مهندس بمعهد الرصد الجوي قال في تصريح لـ«المغرب» ، ان كميات الامطار التى عرفتها بعض مناطق الجنوب وخاصة بقابس ومدنين تعد ارقاما قياسية في شهر نوفمبر ولم تشهد المنطقة مثلها منذ سنة 1962، مشيرا ان معهد الرصد الجهوى نبه منذ يوم الخميس الماضي الى ان البلاد ستعرف نزول كميات هامة من الامتار وستكون معدلاتها قياسية وتم تحديد المناطق والجهات التى ستتجاوز فيها الامطار معدلات 80 مم و100 مم في وقت وجيز وقام المعهد بتحيين المؤشرات والمعطيات كل ساعة ونشر توقعاته بالنسبة للولايات التي شهدت هطول امطار غزيرة تجاوزت 230 مم في اقل من 24 ساعة بالترتيب وهو ما يدل على ان هذه الكميات غير عادية وقياسية.

المتحدث ذاته بين ان ما حدث في قابس وفي مدنين وفي الجنوب يتحمل مسؤوليته الجميع وان الحادث الذي ذهب ضحيته المعتمد والامني واشخاص ابرياء دليل على خلل ، واضاف ان مناطق مثل خليج قابس من بين المناطق التي يتوقع فيها نزول كميات هامة من الامطار وبالتالي كان اتخاذ التدابير اللازمة واجبا ، مشيرا الى ان ولاية قابس وغيرها من الولايات في الجنوب تتطلب انشاء سدود على غرار السدود التي تم انشاؤها في قفصة حتى لا تذهب كميات الامطار التى نزلت هباء ويصبح الغيث النافع نقمة ولم نستطع الانتفاع به. وبخصوص حالة الطقس قال ان التوقعات الجوية تبين انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة مع نزول كميات متوسطة فضعيفة من الامطار .

رئيس ديوان وزير التجهيز: ما حدث كارثة ولكن سيكون عبرة في المستقبل
من جهته بين خالد الدريري رئيس ديوان وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية لـ«المغرب» ان المصالح الجهوية للوزارة والحماية المدنية على علم وانهم مستعدون وهو ما يفسر سرعة تدخلهم لكن ان تفوق المعدلات اكثر من 200 مم في 24 ساعة فهي وضعية يصعب مجابهتها، وان ما حدث استثناء .
وافاد انه بالنسبة للطرقات تم فتح اغلبها وظل مسلك ام الشيخ ومصالح وزارة التجهيز ومختلف الاطراف الاخرى تعمل على فتحه مبينا ان لجنة مركزية توجهت الى الولايات المتضررة من اجل تحديد الاضرار التى لحقت بالطرقات.
وبخصوص استعداد الوزارة لمثل هذه الكوارث قال ان عملية بيضاء قامت بها مصالح الوزارة بجندوبة باعتبارها من الولايات التى عادة ما تشهد فيضانات وسقوط الثلوج ولكن ولايات الجنوب لم تبرمج لها مثل هذه العلميات البيضاء، ولكن ما حدث نهاية الاسبوع بالرغم من الكارثة التي حلت بالجهات وخاصة خسائر أرواح بشرية سيكون عبرة في المستقبل .

المشاركة في هذا المقال