خاص: الباروميتر السياسي لشهر أوت 2017

%64.6: من التونسيين يرون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ
%81.7  راضون عن أداء يوسف الشاهد

خماسي المؤخرة:
سليم الرياحي: %7 نور الدين البحيري: %6 الهاشمي الحامدي: %6 برهان بسيس: %5 حافظ قائد السبسي: %5


قراءة وتحليل زياد كريشان
بعد نزول استثنائي لنسبة تشاؤم التونسيين في الشهر الفارط حيث قاربنا لأول مرة منذ سنتين ونصف التساوي بين المتشائمين (%52.1) والمتفائلين (%46) عاد التشاؤم إلى الارتفاع مجددا(%64.6) دون أن يؤثر هذا على الرضا على أداء رئيس الحكومة الذي بلغ عنده مجموع الرضا (الرضا الكبير + الرضا النسبي) رقما قياسيا جديدا %81.7 مقابل تراجع هذه النسبة بـ%7.5 عند رئيس الجمهورية ليستقر هذا الشهر مجموع الرضا عنده في حدود %50.4.

على مستوى الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية نجد ثنائيا في الطليعة : يوسف الشاهد وسامية عبو ب45 نقطة لكل واحد منهما وهما متقدمان على ثالوث يأتي في المرتبة الثالثة (عبد الفتاح مورو وناجي جلول وصافي سعيد ) بثلاث عشرة نقطة كاملة..
أما خماسي المؤخرة فيتكون من كل من سليم الرياحي ونورالدين البحيري والهاشمي الحامدي وبرهان بسيس وحافظ قائد السبسي .

تعود موجة التشاؤم من جديد لتطال حوالي ثلثي التونسيين (%64.6) الذين يرون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ ..وكأن التفاؤل النسبي الذي عمّ البلاد قبل شهر واحد في تفاعل واضح مع حملة الحكومة على الفساد قد تراجع كثيرا لأنّ التونسي لم يلمس خلال الأسابيع الفارطة ما يدعم هذا التفاؤل النسبي بصفة ملموسة في حياته اليومية ومحيطه العام ..
كالعادة تبقى القواعد الانتخابية للنهضة والنداء الأقل تشاؤما في البلاد (%58.3 للنهضة و%59.7 للنداء ) ولكن نسبة التشاؤم قد ازدادت عند الندائيين بحوالي 16 نقطة كاملة خلال شهر واحد ممّا يعبر عن نوع من خيبة الأمل أو من الانتظار الحذر جدّا للمستقبل ..

في هذا الشهرتعرف المناطق الغربية للبلاد ارفع نسب التشاؤم بـ%71.4 في ولايات الشمال الغربي (باجة وسليانة والكاف وجندوبة ) و%73.7 في ولايات الوسط الغربي (القيروان وسيدي بوزيد والقصرين ) و%70.7 لولايات الجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي )..
أما ولاية صفاقس فهي الأولى تفاؤلا هذا الشهر بأدنى نسبة تشاؤم مسجلة (%59.1) تتلوها ولايات تونس الكبرى (%60.4) والشمال الشرقي (بنزرت وزغوان ونابل ) بـ%61

وتبقى النساء، مرة أخرى ،أكثر تشاؤما نسبيا من الرجال (%66.5 مقابل %62.7) بينما أصبح التفاؤل ينمو طردا مع الوضعية الاجتماعية للمستجوبين فالطبقة الشعبية هي الأكثر تشاؤما بـ%71 مقابل %51.4 فقط للطبقة المرفهة..
ونفس الأمر نلاحظه عندما يتعلق الأمر بعامل السن حيث يبقى الشباب (18-25 سنة) هم الأكثر تشاؤما بـ%76.7 في حين تنزل هذه النسبة إلى أدناها عند الذين تجاوزوا الستين بـ%50.4..

على عكس العادة نلحظ ارتفاعا غير مسبوق للتشاؤم عند الأميين بـ%83.3 في حين أن أصحاب مستوى التعليم الابتدائي هم الأكثر تفاؤلا (%58.8) ويبقى أصحاب مستوى التعليم الثانوي والجامعي قريبين من المعدلات الوطنية..
هل أثّر الحوار الذي أدلى به زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى قناة نسمة يوم الثلاثاء الفارط على معنويات التونسين؟
سؤال هام ولكن الإجابة عنه صعبة جدّا لأن جلّ الاستجوابات تمت قبل بث هذا الحوار ولكن رغم ذلك لاحظنا عند الذين استجوبوا بعده تراجعا لافتا في مستوى التفاؤل (أكثر من عشر نقاط) ولكن العدد غير كاف لكي نستنتج منه معطيات إحصائية ذات قيمة ولكي نتمكن من ربطها بمضمون الحوار من عدمه.

الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية
للشهر الثاني على التوالي يحقق رئيس الحكومة نسبة رضا على أدائه مرتفعة جدّا بلغت هذه المرة %81.7 توزع كالتالي : %34.6 رضا كبير و%47.1 رضا نسبي كما أن نسبة غير الراضين بالمرة على أدائه قد تراجعت إلى %10.5
على عكس رئيس الحكومة تراجع الرضا عن أداء رئيس الجمهورية بـ%7.5 بعد أن شهد ارتفاعا ملحوظا في الشهر الفارط ليستقر الرضا عنه هذا الشهر في حدود %50.4 تقسم كالتالي : %13 رضا كبير و%37.4 رضا نسبي ويبقى حوالي الثلث (%29.5) غير راضين بالمرة عن أدائه..
الاستنتاج السياسي المباشر لهذه الأرقام هو أن يوسف الشاهد يبدو وكأنه وحيد في حربه على الفساد ،وهذا ما يفسر نسبة الرضا المرتفعة جدّا وكذلك الهشاشة الكبيرة لها إذ لم ترتبط بعد في ذهن التونسيين بسياسة دولة بقدر ما ينظر إليها كمبادرة شخصية من رئيس الحكومة.
وما يدعم هذا التحليل هو تطور نسبة الرضا عن رأسي السلطة التنفيذية خلال هذه السنة فبعد أن كان الفارق بينهما في حدود 13 أو 14 نقطة فقط إلى حدود ماي 2017 تجاوز اليوم 30 نقطة كاملة ..

الثقة الكبرى في الشخصيات السياسية
نذكر مرة أخرى أن القائمة التي تجدونها في جداول الثقة في الشخصيات السياسية وفي مستقبلها السياسي إنما يتم إعدادها بناء على دراسة دورية (كل ثلاثة أشهر) نسأل فيها التونسيين حول الشخصيات السياسية التي يعرفونها (Enquête de notoriété) ووفق ذلك نعد قائمة بـ32 شخصية نقدمها للمستجوبين لكي يعطوا رأيهم في مؤشري الثقة والمستقبل السياسي ..

عادة ما نقتصر في قراءتنا لمؤشر الثقة على الثقة الكبيرة فقط لأننا هنا نكون أمام انخراط نفسي من المستوجب مع الشخصية السياسية المعنية بينما يكون مجموع الثقة (الثقة الكبيرة + الثقة النسبية) كتقييم سياسي للشخصية المعنية..
في مؤشر الثقة الكبيرة نرى تقدما لثنائي، واحد في الحكم ،يوسف الشاهد والآخر في المعارضة ،سامية عبو وبنفس النسبة 45 نقطة بينما يتأخر عنهما ثلاثي المرتبة الثالثة (عبد الفتاح مورو وناجي جلول والصافي سعيد) بثلاث عشرة نقطة كاملة..

والجدير بالذكر بان سامية عبو قد سجلت ارتفاعا هاما في رصيدها هذا الشهر بـ3.5 من النقاط ويعود ذلك ،على الأرجح، إلى تدخلاتها الأخيرة في مجلس نواب الشعب والى الصدى الذي وجدته في وسائل الإعلام الكلاسيكية وفي وسائل الاتصال الاجتماعي..
ثماني شخصيات تجاوزت عندها نسبة الثقة الكبيرة %20.تحدثنا عن خمس منها أمّا الثلاث الآخرون فهم محمد عبو (%29) والحبيب الصيد (%27) والباجي قائد السبسي (%26) ثم بعد ذلك نجد شرخا بثماني نقاط كاملة إذ نجد كلا من مهدي جمعة واحمد نجيب الشابي ب18 نقطة ليتمما بذلك عشاري الطليعة..

في المقابل هنالك 10 شخصيات في هذا الجدول لم تتمكن من تجاوز عتبة %10 من منسوب الثقة الكبيرة وهي محسن مرزوق (%9) والوزراء سمير الطيب وإياد الدهماني ومهدي بن غربية وزياد العذاري ب%8 يليهم سليم الرياحي ب %7 فنورالدين البحيري والهاشمي الحامدي %6 ثم ثنائي المؤخرة : برهان بسيس وحافظ قائد السبسي بـ%5..
نفس هذين الثنائيين نجدهما في مؤشر المستقبل السياسي حيث يتقدم يوسف الشاهد على سامية عبو في الطليعة (%46 مقابل %43) والاثنان في حالة صعود بينما ثنائي المؤخرة يتكون دوما من حافظ قائد السبسي (%5) وبرهان بسيس(%4) والاثنان في حالة نزول ..
والملاحظة الهامة هنا هي فقدان ناجي جلول لخمس نقاط كاملة وتدحرجه إلى المرتبة السادسة بعد أن ظل طويلا محلقا لوحده في الصدارة ..

عندما ننظر في مؤشري الثقة والمستقبل السياسي بالنسبة للقواعد الانتخابية الندائية والنهضوية نجد ان يوسف الشاهد قد بزّ كل منافسيه القدامى وأضحى المتصدر الأبرز للترتيب في المؤشرين عند القاعدة الندائية في حين أصبح ناجي جلول في المرتبة الثانية ومتأخرا عن صاحب الطليعة ب18 نقطة في المؤشرين معا وهو بعيد جدّا كذلك عن صاحب المرتبة الثالثة سعيد العايدي في حين لا يحظى حافظ قائد السبسي إلا بـ%8 من الثقة الكبيرة للناخبين الندائيين..

أما عند حركة النهضة فلا جديد يذكر إذ يواصل عبد الفتاح مورو تصدره للترتيب في المؤشرين معا متبوعا بكل من سمير ديلو وعلي العريض وراشد الغنوشي..

هذه صورة المناخ النفسي والسياسي اليوم في تونس ونحن على مشارف الانتخابات البلدية وببداية غربية إلى حدّ ما للسنة السياسية بعد الهجوم غير المسبوق النهضوي والندائي على رئيس الحكومة واستنكار رئاسة الجمهورية لما حدث وتجديد ثقتها في حكومة يوسف الشاهد..
الأسابيع القادمة ستأتي ولا شك بالجديد..

يتبع
في عدد قادم:
• نظرة التونسي وتقييمه للأوضاع
• الأولويات المنتظرة من الحكومة
• ثقة التونسي في المؤسسات والهياكل

الجذاذة التقنية للدراسة
العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي، مكونة من 971 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas)حسب الفئة العمرية، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
طريقة جمع البيانات: بالهاتف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
نسبة الخطأ القصوى: 3٫1 %
تاريخ الدراسة: من 29 جويلية 2017 إلى 2 أوت 2017
تونس - استطلاع للرأي أوت 2017

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115