العروشية في تونس منذ 2011: أكثر من 30 قتيلا وحوالي 400 جريج حصيلة أحداث عنف عشائرية في تونس

أحداث عنف شهدتها ولاية سيدي بوزيد في الأسبوع الجاري لها صلة مباشرة بالعودة للعشائرية في تونس، وهو ما برز جليا منذ 2011 بعد أن كان يختفي في خبايا النفوس وأحداث لم تجد طريقها للإعلام، عودة للواجهة من بوابة أحداث عنف بسبب ضعف الدولة خلال السنوات الـ7 الأخيرة سبقه «تطبيع»

سياسي/انتخابي للعشائرية يعبر عنه بشكل صريح في القائمات الانتخابية خاصة في الولايات الداخلية.
قتيل وجرحى هي حصيلة مواجهات عنيفة بين «عرشين» بمعتمدية بئر الحفي بولاية سيدي بوزيد (انظر مقال كريمة الماجري)، لم يحل تدخل الأمن دون وقوعها، أحداث انطلقت يوم السوق الاسبوعية على خلفية مناوشة انتهت بمقتل شاب وجرح أخيه على يد ثالث ينتسب الى عائلة اخرى.

عند هذا الحد، رغم فضاعة الأمر، خلاف أدى إلى جريمة قتل لم يقع التوجه للأمن لتتبع الجاني وإنما إلى تغليب منطق «اخذ الحق بالقوة» الذي كان محركا أساسيا في إثارة النعرة العروشية التي خلفت إصابات طالت قوات الأمن وألحقت أضرارا بالممتلكات .
الخلافات «العروشية» التي أطلت برأسها في تونس عبر أحداث العنف لم تكن بئر الحفي اول مسرح لها، فقد سبقتها مناطق أخرى منها ما حصل بولاية قبلي من عنف بين أهالي قرية القُلعة وحيّ العبادلة من دوز، أحداث آدت لمقتل شخصين وإصابة العشرات بجروح إضافة الى تسجيل 11 إصابة في صفوف أعوان الأمن .

فمنذ 2011 سنة الثورة شهدت تونس أحداث عنف كان أولها بعد أشهر من سقوط نظام بن علي حيث جدت مواجهات حركها الوازع العشائري في منطقة المتلوي نجم عنها مقتل 13 شخصا وجرح اكثر من 100 شخص في احداث عنف بين «الجريدية» و»أولاد بو يحيي» بالمتلوي على خلفية صدور نتائج مناظرة الالتحاق بشركة الفسفاط.

في ذات الولاية وبين اهالي منطقتي السند والمتلوي أحداث راح ضحيتها 16 قتيلا وسجل فيها 130 جريحا، في ذات السنة وذات المكان وتحديدا السند أصيب أكثر من 30 شخصا في أحداث عنف من منطلق عشائري بين عليم والسند أثير بشجار بين تلامذة بالمعهد الثانوي. الوازع العشائري/العروشي استمر في إثارة أحداث عنف بين سكان مناطق متجاورة في الولايات التونسية، طوال السنوات الفاصلة بين 2011 و2015 لكن دون تسجيل اصابات خطيرة او شلل لمرافق الحياة في الجهة كما حدث في الاحداث السابقة او في الواجهات التي جدت في 2015 في ولاية قبلي انتهت بحرق مركز الامن واصابة ما لا يقل عن 30 شخصا. كما اصيب حوالى 79 شخصا في مواجهات بين أهالي قريتي «جرسين» و«بشني» من ولاية قبلي ، استخدمت فيها بنادق صيد وهراوات وسلاح أبيض وحجارة قبل أن تتدخل قوات الامن بالغاز المسيل للدموع للتفريق بين المتصارعين على قطعة ارض محل خلاف بين «عرشين».

أحداث عنف تورطت فيها «العروش» نجمت عن خلافات في المقهى ايضا كما هو الحال في منطقة جبنيانة من صفاقس، التي شهدت مواجهات عنيفة بين سكان جبنيانة وحي المساترية المتجاورين، وخلفت أكثر من 100 جريح.
احداث عنف نجمت عن عملية استغاثة فرد «بعرشه» لدعمه او لرد عنف سلط عليه، او الاحتماء «بالعشيرة» لضمان وظيفة او حق استغلال الأرض، تكشف ان الموروث القبلي اعيد احياؤه اليا في ظل اهتراء الدولة ما بعد الثورة ونمى في ظل غياب الثقة في اجهزة الدولة ومؤسساتها.

غول العروشية لا يزال حبيس القمقم لكن لا احد يعلم متى يطلق ليذر ما تبقى من ارتباط بالدولة، خاصة وان العامل السياسي له دور سلبي في هذا الجانب وبل ويستغل، قبل الثورة وبعدها، الرابط العشائري. خاصة في الانتخابات التشريعية، كما تم في 2011 و2014 وهو ما تكشفه جليا اغلب قائمات الاحزاب في المنطاق التي تعرف نسبيا تنامي المنطق القبلي.

• عدد الضحايا والقتلى وقع إحصاؤهم من ما نشر من صحف زميلة وبلاغات رسمية

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115