بعد إقالة إلياس الغربي ..الأسماء المطروحة لخلافته وتغيرات في الأفق: النوري اللجمي رئيس «الهايكا» لـ«المغرب» : «الغربي كان المرشح الوحيد للحكومة... وطريقة التعامل مع الهياكا غير مقبولة ومرفوضة»

بالرغم من ان الامر لم يكن مستبعدا وكان متوقعا

الا ان قرار رئاسة الحكومة إقالة الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية إلياس الغربي من إدارة المؤسسة، وتكليف عبد المجيد المرايحي مؤقتا بتسييرها إلى حين تعيين مسؤول جديد وفق ما ينص عليه المرسوم 116 في ما يتعلق بالرأي المطابق مع الهايكا باغت الهياكل المعنية بالشأن الاعلامي على غرار «الهيكا» التي لم تقع استشارتها ونقابة الصحفيين.

تمت اقالة إلياس الغربي بسبب ما حدث من خطإ فادح ليلة الجمعة على اثر تأخر بث نشرة الأخبار الرئيسية والتي تم بثها على الساعة الثامنة والنصف بدل السابعة والنصف، قرار الاقالة جاء سريعا بعد ان قدم الغربي تقريرا حول الاسباب التي كانت وراء تأخر نشرة الاخبار والتي قال فيه ان مخرج النشرة تعرّض لنوبة قلبية وانه سيفتح تحقيقا في الغرض وان النشرة كانت جاهزة الا ان اسباب قاهرة حالت دون بثها في الوقت المحدد ، رئيس الحكومة يوسف الشاهد اعتبر تقرير الغربي «ضحكا على الذقون» واستخفافا برئاسة الحكومة خاصة وان الاخبار المتداولة تفنّد الرواية التى قدمها الغربي ولذلك قرر رئيس الحكومة اقالته على الفور ورفض الاتصال به.

رئيس الحكومة غير راض على المؤسسات الاعلامية العمومية
مصادر من رئاسة الحكومة افادت لـ«المغرب» ان رئاسة الحكومة وجهت امس للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ملف مرشحها لخلافة الياس الغربي وهي مديرة اذاعة شمس حاليا نجوى الرحوي والتى قبلت المهمة بعد تردد، ومن المنتظر ان يخلفها عماد قطاطة علما وان رئاسة الحكومة اقترحت على احد الاشخاص الاخرين والذي سبق وان عينه الشاهد في خطة كاتب عام بالتلفزة ورفضه الياس الغربي ان يتولى المهمة بالنيابة الى غاية تسوية المسالة وايجاد البديل الا ان هذا الاخير رفض تماما أي مسؤولية بالتلفزة بعد الحادثة التي جرت مع الياس الغربي عندما كان مديرا عاما للتلفزة ورفضه له .

تغيير على راس الاذاعة
رئيس الحكومة يوسف الشاهد غير راض على اداء أي مؤسسة عمومية اعلامية وفق نفس المصادر من مختلف الجوانب المالية أي المصاريف والمحتوى والتي تعرف سوءا في التصرف ، والتعيينات والبرامج ....ومن المنتظر ان تشمل الادارة العامة للإذاعة الوطنية تغييرا في الايام المقبلة وتعويض عبد الرزاق الطبيب باخر ، وكان هدف الشاهد هو تعيين كتّاب عامين بالاذاعة والتلفزة مراقبيين حسابات لكن تم رفض ذلك في التلفزة وانسحب الثانى من الاذاعة.

في السياق ذاته عبر رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري النوري اللجمي في تصريح لـ«المغرب» عن استغرابه من قرار رئاسة الحكومة إعفاء الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية إلياس الغربي ، حيث تم اعلام الهيكا من خلال مراسلة مقتضبة لم تتضمن مبررات هذا القرار او اسبابه .

وشدد اللجمي على رفضه للطريقة التي تم التعامل بها مع الهايكا التي تعد شريكا في مثل هذه المسائل وذكر اللجمي بان الغربي هو مرشح رئاسة الحكومة والتي اصرت على تقديم اسمه فقط بالرغم من اصرار الهيكا على تقديم اكثر من مرشح لكنها رفضت ولذلك اضطرت الهايكا في تلك الفترة التي كانت فيها التفلزة تعرف شغورا الى قبول ملف الغربي ، مضيفا ان رسائة الحكومة اليوم تعلم الهيكا بقرارها بعد ان تم تداوله في وسائل الاعلام ومراسلة خالية من أي مبررات او اسباب ولم تتضمن سوى قرار الاقالة .

وفق رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري فانه يجب انتظار نتائج التحقيق الذي قال الياس الغربي انه تم فتحه في الغرض وافاد اللجمي ان الهيئة شريك في التسمية وبالتالي يجب ان تكون شريكا ايضا في مثل هذه القرارات ، باعتبارها ضامنة لاستقلالية الاعلام العمومي فضلا عن وجود حق الدفاع عن راي الشخص والذي لم يحترم في هذه القضية، ولذلك فان ما قامت به رئاسة الحكومة غير معقول وغير مقبول ومقلق.

وضع غير مريح
ذكر ايضا اللجمي بالمراسلة التي وجهتها الهيئة الى رئاسة الحكومة في بداية السنة الجارية حول وجود تدخلات من رئاسة الحكومة كما اشار الى انه سبق وان طالبت الهيئة رئاسة الحكومة بان يكون هناك عقد اهداف ووسائل الى جانب ضبط مدة اربع او خمس سنوات تتضمن مخطط عمل لكل مترشح لهذه الخطط حتى يتسنى للحكومة محاسبة المسؤول ، لكن رئاسة الحكومة بعد ما وعدت بذلك منذ ان اقترحت اسم الياس الغربي لم تلزم بهذه الشروط الى غاية اليوم.

ووصف اللجمي الوضعية التى تمر بها المؤسسات العمومية وما حدث بغير المريح في ظل غياب الضمانات وإخلال السلطة التنفيذية بوعودها مقابل محاولتها لوضع يدها على هذه المؤسسات ومحاولات لإرجاعها مثلما كانت سابقا وهذا ما لوحظ خلال الفترة الاخيرة حيث اصبحت نشاطات الحكومة هي الحدث الابرز.

دور الهيئة ليس في استشارتها في التعيين فقط لكن دورها ايضا يكمن في استشارتها عند الاقالة والا فان الحديث عن دورها التعديلي ودورها كهيئة دستورية «مثل ذر الرماد على العيون» ، ليست المرة الاولى التى يتم فيها التغاضي عن اعلام او استشارة الهايكا فقد سبق وان حدث ذلك مع حكومة الحبيب الصيد عندها قامت الهيئة برفع قضية والتي مازلت جارية للنظر في الاصل .

مرة اخرى يقدم مرشح فقط
وانتقد اللجمي مواصلة رئاسة الحكومة اعتمادها نفس الاسلوب حيث قدمت للهيئة مرة اخرى اسم مرشح وحيد لخلافة الياس الغربي على راس التلفزة الوطنية وبالتالي ستجد الهيئة نفسها مضطرة اما لرفض ذلك و المؤسسة العمومية تعرف شغورا او قبول المرشح المقدم من الحكومة مثلما حدث مع الياس الغربي.

نقابة الصحفيين التونسيين انتقدت ايضا قرار رئاسة الحكومة واعتبرت إعفاء الغربي من منصبه وتعيين عبد المجيد مرايحي خلفا له بالنيابة يتضمن «مخالفة للمرسوم 116 ومواصلة لسياسة تهميش وإلغاء الدور التعديلي للهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)» مضيفة ان «الحرب التي تقول الحكومة أنها تخوضها ضد الفساد لن تكتسب أية مصداقية، طالما أن الفاسدين في قطاع الإعلام يرتعون بكل حرية، بل وتقربهم من دوائر قرارها وتجازيهم»،وفق نص البيان.

ودعت النقابة «الهايكا» الى فتح باب الترشحات الحرة لخطة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية استنادا إلى برامج إصلاحية لتطوير الإعلام العمومي مجددة موقفها المبدئي بعدم دعم مرشح. ومن المنتظر ان تجتمع الهايكا في بداية الاسبوع للنظر في الخطوات القادمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115