اشتباه في مقتل «أبو بكر البغدادي» زعيم داعش الإرهابي: نهاية الجيل المؤسس، ومصير التنظيم مجهول؟؟؟

يرتبط مسار التنظيمات التكفيرية عادة بمسار قادتها الكبار، في البزوغ والأفول، وهو ما يتجلى في مسار القاعدة والتنظيمات التي سبقتها كما هو الحال اليوم في تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس عن احتمال مقتله في غارة جوية استهدفت مدينة الرقة في 28 ماي الفارط.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس عن تفاصيل الضربة الجوية التي شنتها طائراتها في 28 من ماي الفارط واستهدفت اجتماعا لقادة «داعش» الإرهابي، عقد في الضواحي الجنوبية من مدينة الرقة السورية، معقل التنظيم الرئيسي في سوريا. مشيرة الى احتمال مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

بينت وزارة الدفاع الروسية في منشور لها على صفحتها الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» إن الضربة الجوية شنت فجر 28 ماي الماضي بعد تلقي قيادة الوحدة العسكرية الروسية في سوريا « معلومات عن انعقاد اجتماع في الضاحية الجنوبية للرقة يشارك فيه قياديون من داعش». وقالت أن الاجتماع كان يهدف إلى تنظيم مواكب «لخروج المقاتلين من الرقة عبر الممر الجنوبي».

قالت الوزارة في بيان لها انه تم التدقيق في المعلومات عن مكان ووقت لقاء قادة «داعش» بواسطة الطائرات دون طيار قبل توجيه الضربات الجوية على مقر المجتمعين .في إطار المجلس العسكري لتنظيم «داعش» الإرهابي. مع ترجيح القضاء على حولي 30 من قادة التنظيم ونحو 300 مسلح تابعين لهم. والقادة المرجح مقتلهم أبو الحاجي المصري، أمير الرقة ، إبراهيم النايف وسليمان الشواح المسؤول الأمني لـ»داعش»، مع الاشارة الى ان المعطيات لدى الوزارة قيد التحقيق تفيد بمشاركة ابو بكر البغدادي في الاجتماع وهو ما يرجح القضاء عليه.

من ناحيته، امتنع التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس عن تأكيد تقارير بشان احتمال مقتل البغدادي في الضربة الروسية. وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون لوكالة «فرانس برس» ان التحالف «لا نستطيع أن نؤكد هذه التقارير في الوقت الحالي»، وذلك ردا على سؤال حول إعلان الجيش الروسي أنه يحقق في معلومات ترجح مقتل البغدادي.

معطيات جاءت بعد أسابيع عن انتشار معطيات تفيد بتنقل البغدادي من مدينة الموصل الى مكان مجهول عند الحدود العراقية السورية، وربطت هذا الانتقال بتقدم القوات العراقية على محور الموصل وقرب تحريرها من سيطرة «داعش»، الذي بات يعاني من خسائر فادحة في مقاتليه والأراضي الخاضعة لسيطرته.

هذا الانحسار تزامن مع مقتل كبار قادة التنظيم والصف الأول منذ 2014، واختفاء زعيمه ابو بكر البغدادي منذ 2015 بعد نشر تقارير إعلامية تشير إلى محاولة اغتياله من قبل شق في تنظيمه، اختفاء في مكان مجهول بالموصل اقترن بغياب تام لأية كلمات مسجلة من البغدادي لأتباعه، باستثناء تسجيل «مشكوك به» نشر في نوفمبر 2016 ودعا فيه مقاتليه الى الثبات في الحرب.

تسجيل لم يقع التأكد من صحته رغم مرور 7 أشهر، تعددت الفرضيات فيها بشأن مكان اختفاء البغدادي وهل هو على قيد الحياة ام مات اثر غارة أمريكية في 2015 قيل أنها استهدفت رتل سيارات كان يقله، فيما أشارت تقارير أخرى عن إصابته فقط.

للعود الى الحديث عن مقتل ابو بكر البغدادي/الذي كان يعرف بكنية «ابو دعاء» حينما اعلن الجيش الأمريكي في 2006 عن مقتله في غارة بالعراق استهدفت مخبأ للمسلحين من بينهم «ابو دعاء»، احد الاسماء الحركية التي كان يستخدمها البغدادي، ليتبين لاحقا الخطأ عندما تسلم البغدادي قيادة تنظيم «دولة العراق الاسلامية» في 2010. في العام نفسه، نظّم 60 عملية تفجير في يوم واحد ببغداد، ذهب ضحيّتَها 110 أشخاص على الاقل.

قبل ان يعلن تقدم عبد الله ابراهيم «أبي بكر البغدادي» بخطوات ثابته على منبر جامع الموصل ليلقي خطبة الإعلان عن تأسيس الخلافة وتنصيب نفسه «خليفة» للمسلمين. ليبزع نجمه أكثر بعد ان سطع في سجن «بوكا» العراقي، اين تولى إبراهيم عواد البدري مسؤولية اللجنة الشرعية في جيش أهل السن بعد قيام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» وتدرج في المهام الى ان تمت مبايعته في 2010 كأمير للتنظيم المبايع للقاعدة في تلك الفترة.

منذ ذلك التاريخ بات البغدادي في صدارة المطلوبين دوليا الى حين انشقاقه في 2014 عن تنظيم القاعدة وخلافه مع أيمن الظواهري على أحقيته في إمارة «الشام»، ليصبح المطلوب رقم واحد، بعد أن تمكن من احتلال مناطق واسعة من العراق وضعته عند تخوم بغداد وقرب الحدود مع تركيا والأردن في إضافة إلى احتلال ثلث سوريا في 2014.

مسار البغدادي ومحطاته كان لها الأثر البارز على مسيرة تنظيم «داعش» الإرهابي من النشأة والصدام مع القاعدة ليكون في كل المحطات مصير التنظيم مرتبطا كليا بمصير البغدادي من البزوغ إلى الأفول التدريجي الذي انطلق منذ انطلاق الحديث عن مقتل البغدادي في 2015.

سنة «الخسائر» التي تكبدها تنظيم «داعش» وفقد صفه الأول من القادة الذين ارتبطوا بزعيمه البغدادي، مما اثر على تماسكه وقدرته التكنيكية والحربية، وهو ما تجلى على الأرض بخسارة كل المعارك التي خاضها التنظيم منذ تلك السنة.
مقتل البغدادي الذي تحقق فيه القوات الروسية ان ثبت فهو إعلان نهائي عن نهاية التنظيم الذي فقد كل القيادات القادرة على خلافة البغدادي على رأسه، وهذا يعني ان التنظيم بشكله الحالي وهيكلته لن يكون له وجود بمقتل البغدادي وقد نشهد بروز تنظيم أكثر رادكالية من «داعش».

من أبرز قيادات التنظيم القتلى منذ 2014

ـ الحاج بكري، الذراع اليمنى لابي بكر البغدادي قتل في 2014
- ابو مسلم التركماني، نائب ابو بكر البغدادي، والماسك بملف الولاة، قتل في اوت 2015
- عبد العزيز الضويان الجزراوي، شرعي الولاية صلاح الدين.
- أبو دجانة المغربي، أمير كتيبة الانغماسيين.
- جعفوري العدناني الليبي أبو غرارة، أمني.
- فيصل الضالع أبو سفيان الجزراوي، أمير وحدات الانغماسيين.
- عبد العزيز سليمان الرشودي أبو عمر النجدي، أمير وحدات الانغماسيين.
- أبو نبأ السامرائي، مسؤول اعلامي.
- ابو قاسم الطرابلسي اللبناني، قاضي شرعي، ولاية صلاح الدين.
- أبو عبدالرزاق المشهداني، عسكري الولاية.
- ابو حذيفة العدناني الحارسُ الخاص لابو بكر البغدادي، قتل في غارة عراقية في محافظة/ولاية الانبار بمنطقة القائم
- عمر العبسي، خبير المتفجرات
- ابو قتيبة مفتي ولايةِ الفرات
- أبو الحاجي المصري، أمير الرقة
- إبراهيم النايف
- سليمان الشواح المسؤول الأمني لـ«داعش»
- ابو عبد الرحمن الشيشاني قائد لواء عسكري ينشط في سوريا

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115