تداعيات حملة الحكومة على الفساد: آفاق تونس ينتقد الكل، والحزب الجمهوري ينتصر للشاهد

منذ انطلاقها في أخر ماي الفارط كان جليا أن الحملة على الفساد ستنعكس على المشهد السياسي برمته، ولاسيما الأحزاب المكونة للحكومة، التي برز على أدائها السياسي لخبطة وتخبط جعلها توجه انتقادات

حادّة لبعضها البعض وللحكومة، وابرز شاهد على ذلك ما عاشته الأحزاب البرلمانية الثلاثة الكبرى، حركة النهضة، حركة النداء تونس و آفاق تونس.

حملت تصريحات ياسين إبراهيم، رئيس حزب آفاق تونس، الشريك في حكومة الوحدة الوطنية الكثير من الدلائل على تململ أحزاب الحكم وتعدد قراءاتها للمشهد السياسي اثر الحملة التي أطلقتها الحكومة على الفساد. حملة قادها ياسين إبراهيم ضمنيا موجها نقده لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد الذي طالبه بمحاسبة المقربين منه أولا في حربه على الفساد.

تلميح إبراهيم لتورط وزراء في حكومة الشاهد في قضايا فساد، لم يكن هو جوهر النقد او التململ في حزب آفاق تونس بل ما تشهده العلاقة بين حركتي نداء تونس والنهضة من منحى جديد وتحالف ثنائي أعلن عنه صراحة. هذا يبرز في وصف للبيان المشترك بين الحركتين بتاريخ 6 جوان الجاري بـ»الفضيحة». مشددا على إنّ حزبه «اتخذ خطوة إلى الوراء من الائتلاف، وهي خطوة تقييمية لوجوده في هذا التوافق».

ليضف إلي هذا نقده الشديد الذي وجهه لنداء تونس الذي قال عنه «الحزب الأول في تونس له علاقة بشفيق جراية». معتبرا ان البيان الصادر عن النداء- الداعم لحكومة الشاهد ضد الفساد- بالبيان الفاقد للمعنى واللون. كما هو حال بيان حركة النهضة من وجهة نظره.

موقف آفاق تونس عبر عنه الناطق الرسمي باسمها عبد القدوس السعداوي، في تصريح لـ»المغرب» شدد فيه على ان حزبه يعتبر ان تحالف النهضة والنداء من اجل إحداث أغلبية صلب الائتلاف الحاكم يجعل حزبه بفقد الثقة فيهما. خاصة وانه لا يوجد داع للتحالف الثنائي من وجهة نظره.

وجهة نظر تعتبر أيضا ان بيانات النهضة والنداء لا تعبر بوضوح عن دعم مجهود الشاهد في الحرب على الفساد، وهنا شدد السعداوي على ان حزبه ليس في تحالف حكومي وإنما في حكومة وحدة وطنية معتبرا ان النداء الذي تحالفوا معه في 2015 ليس هو النداء الحالي.

انتقادات آفاق تونس يقابلها تشديد عصام الشابي على ضرورة عدم الخلط بين تقييم أداء الحكومة وبين أزمات تعصف بالائتلاف وبعض مكوناته خاصة وان «الحرب على الفساد في أوجها» مشيرا الى ان «اعادة طرح موضوع تقييم الحكومة في هذا الوقت سيء». ويلقي بالريبة على المشهد السياسي.

الامين العام للحزب الجمهوري قال ان حزبه لن يتخلى عن الحكومة في معركتها ضد الفساد او يتركها وحيدة مشيرا الى انهم كانوا ينتقدون الحكومة قبل اعلانها الحرب، وهو ما يبدو غير ممكن اليوم لان في ذلك ارباك للحزب وللحكومة التي قال انها تواجه ضغوطا شديدة.

التوقف عن انتقاد الحكومة اقترن ايضا بالتوقف عن انتقاد نداء تونس من قبل الجمهوري رغم اقراره ان حزبه يرفض ان يهدد رئيس الحكومة في المقالات بان يواجه مصير الصيد من قبل قيادي في النداء. وهنا اختار عصام الشابي ان ينتقد ياسين ابراهيم وتصريحه الذي اعتبره اطلاق نار ضد الحكومة. مشيرا الى انه لا يجب خلط الأوراق او استعمال اية مطية لكبح جماح حرب الحكومة على الفساد، وان ياسين إبراهيم كان عليه ان يوجه نقده للنداء مباشرة وليس لرئيس الحكومة.

تداعيات حملة الشاهد انعكست جليا على تموقع أحزاب الحكومة في المشهد السياسي، لتبرز اللخبطة في مواقفها وتقاربها، خاصة بعد ان أعلنت كل من النهضة والنداء عن تحالف ثنائي بينهما جعل بقية الأحزاب مخيرة بين ان تطحن في اتونه او ان تنتفض وتبحث عن تحسين موقعها صلب الحكومة او خارجها وفق ما تقتضيه مصلحتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115