على خلفية غياب التعديلات وضبابية منهجية العمل: لجنة التشريع العام تعجز عن الانطلاق في مناقشة مشروع قانون المصالحة

لا تزال لجنة التشريع العام عاجزة عن التقدم في مناقشة مشروع القانون المتعلق بالمصالحة إلى حد الآن، حيث ما تنفك الخلافات تتكرر من اجتماع إلى آخر مع بعض المحاولات المتعمدة من قبل المعارضة من أجل تعطيله. الخلاف الأخير والذي تسبب في

تأجيل اجتماع يوم أمس كان نتيجة عدم جاهزية مقترحات التعديل المنتظر تقديمها من قبل الكتل، مع ضبابية المواقف حول منهجية العمل وكيفية تعاطي اللجنة وهو ما يطرح عديد التساؤلات حول مصير مشروع القانون.

كان من المفروض أن تستأنف لجنة التشريع العام مناقشة مشروع القانون المتعلق بإجراءات خاصة بالمصالحة في المجال الإقتصادي والمالي، مباشرة بعد انتهاء أسبوع الجهات أي في بحر هذا الأسبوع. استئناف يتزامن مع مناقشة التعديلات المقدمة من قبل الكتل البرلمانية ورئاسة الجمهورية، وذلك على خلفية الاتفاق بين اللجنة ورئاسة الجمهورية عقب الاستماع إلى مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي منذ أكثر من أسبوع. حيث تم التأكيد حينها على اقتصار اللجنة على مناقشة الفصل الأول من مشروع القانون على أن يتم تقديم مقترحات التعديل من قبل الكتل وجهة المبادرة لكي تقوم اللجنة باستيعابها وتقديمها إلى اللجنة في شكل جدول مقارنة بعد أسبوع الجهات.

غموض وتذبذب
لكن يبدو أن الأمور توقفت عند ذلك الحد، حيث لم تقدم كافة الكتل البرلمانية مقترحات التعديل، أو عقد أية جلسة توافقية في ما بينهم، وهو ما جعل اجتماع يوم أمس للجنة التشريع العام يؤجل إلى حين تقديم المقترحات والاتفاق حولها. غموض وتذبذب في مواقف أعضاء اللجنة، حيث كان من المفروض أن تكون مقترحات رئاسة الجمهورية جاهزة للنقاش ثم على أساسها يتم تقديم مقترحات الكتل ومناقشتها، وهو ما لم يحصل. هذا الأمر جعل نواب المعارضة يستغلون الفرصة من أجل رفض طريقة ومنهجية عمل لجنة التشريع العام، حيث رفضت المعارضة أن يتم تقديم مقترحات التعديل من الكتل في جدول واحد وتتم مناقشتها، باعتبار أن العادة جرت خلال مناقشة مشاريع القوانين أن تقع مناقشة مشروع القانون فصلا فصلا ثم تقدم كل كتلة مقترحا تتم مناقشته والتصويت عليه.
نواب المعارضة حاولوا جاهدين تعطيل أشغال اللجنة يوم أمس بحضور المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية رضا شلغوم، وذلك بالتشبث بمناقشة مشروع القانون فصلا فصلا، وليس من خلال تقديم التعديلات دفعة واحدة. في حين يرى نواب الائتلاف الحاكم وأهمهم كتلتي حركة نداء تونس والنهضة أنه يجب تضمين التعديلات في جدول واحد يتم عرضها على اللجنة في بداية الأسبوع القادم من أجل النقاش وتضمينها في مشروع القانون.

تمرير التعديلات لدى الكتل
من جهة أخرى، ومع تجدد الخلاف بين المعارضة والائتلاف الحاكم كلّما تمت مناقشة مشروع قانون، فإن مصير المشروع لا يزال غامضا إلى حد الآن، خصوصا وأن هناك من النواب من اعتبر أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خطابه أول أمس أجزم بأنه سيترك الخيار للجنة التشريع العام من أجل تعديل ما تراه مناسبا. هذا الأمر فسرته المعارضة بأنها خطة جديدة من أجل تقديم مقترحات رئاسة الجمهورية في شكل مقترحات تعديل مقدمة من قبل الكتل البرلمانية. وما يفسر هذا المنطق، هو الخلاف الثاني الذي جد صلب اللجنة، حيث لم يقتصر الخلاف حول كيفية تقديم .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115