بعد فشل جلسة المفاوضات مع المعتصمين في تطاوين: هل يؤجل يوسف الشاهد زيارته المبرمجة غدا إلى القيروان؟

يبدو أن فشل زيارته إلى ولاية تطاوين أمس وعدم القدرة على امتصاص غضب المحتجين ورفعهم شعار «ديقاج» في وجهه، قد يدفع رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى تغيير برنامج

زياراته الميدانية إلى الولايات المتبقية، بقيت 5 ولايات، القيروان والقصرين والكاف وتوزر وقبلي، في اتجاه أن تكون تنقلاته أكثر تنظيما وتنسيقا، حيث كان من المبرمج أن يتحول الشاهد يوم غد السبت 29 أفريل الجاري إلى القيروان لكن وفق بعض المصادر الحكومية قد يؤجل هذه الزيارة إلى موعد لاحق، لا سيما وحسب تصريح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان حسن الحدادي لـ«المغرب» فإنه لم يصل الولاية إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أي تأكيد رسمي.

لئن انتقلت عدوى الاحتجاجات وحالات الاحتقان إلى جهات أخرى على غرار بعض المعتمديات في ولاية قابس منها خاصة الحامة وغنوش وبعض المناطق في ولاية المهدية، ولايات ليست مبرمجة في الدفعة الأولى لجولة الشاهد، فإنها مازالت مستمرة في بعض الولايات في إشارة إلى ولاية القيروان التي تشهد حالات احتقان كبيرة منذ أكثر من أسبوع بلغت حدّ محاولة اقتحام مقر الولاية للمطالبة بالإعانات المالية، ذلك أن الوالي وفي محاولة منه لتهدئة الأجواء قام بتوزيع إعانات لشباب الجهة، محاولة نتجت عنها حالة من الفوضى والاحتجاج للحصول على هذه الإعانات.

تفعيل قرارات 17 ديسمبر 2015
تستمر الاحتجاجات والتوترات في ولاية القيروان وينتظر المحتجون الزيارة المرتقبة للشاهد التي من الممكن أن يتغيّر موعدها، لم يصدر إلى حد اليوم أي تأكيد رسمي أو تأجيل تاريخها، والأمر المؤكد وفق مصادرنا الحكومية أن الزيارات المبرمجة خلال الأسبوع الجاري لرئيس الحكومة إلى كل من ولاية تطاوين، أمس، والقيروان يوم غد السبت، ولكن بعد زيارة أمس وفشل المفاوضات مع المعتصمين ومطالبتهم بتشغيل 2000 فرد في الشركات البترولية، من الوارد جدا إعادة خلط الأوراق والعمل أكثر على الزيارات القادمة من أجل ضمان نجاحها. والجدير بالذكر أن ولاية القيروان قد شهدت يومي غضب، يوم 11 و22 أفريل الجاري مع تواصل المسيرات الاحتجاجية وذلك للمطالبة بالتنمية والتشغيل.

الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان حسن الحدادي أكد في تصريحه لـ«المغرب» أن الأوضاع مازالت مشحونة بالتوتر في الولاية وأن المطالب الأساسية لأهالي الجهة تتمثل في ضرورة التسريع بتفعيل قرارات المجلس الوزاري المنعقد في القيروان يوم 17 ديسمبر 2015 على غرار قرار إحداث مستشفى وإدارات جهوية على غرار إدارة تابعة لشركة توزيع المياه، حيث مازالت الولاية تتبع ولاية القصرين في هذا الشأن وكذلك إدارة تابعة للستاغ إلى جانب توفير الماء الصالح للشراب، فالولاية رغم مواردها المائية المهمة مازالت إلى اليوم تعاني من العطش، مشكلة لا بدّ اليوم من حلها خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان وفصل الصيف، ومن المشاكل التي تعاني منها الجهة وفق الحدادي والتي يجب أيضا إعطاؤها الأولوية، التصرف غير المسؤول في الموارد الطبيعية الموجودة في القيروان خاصة الفلاحة والتي من الممكن أن تتولد عنها صناعات تحويلية في ظل توفر اليد العاملة. وأضاف الحدادي أن ولاية القيروان لا تتمتع بالتمييز الايجابي المنصوص عليه في الدستور مثل بقية ولايات الجنوب فضلا عن غياب التجهيزات الصحية في المستشفيات على غرار آلة السكانار.

إعانات مالية من الوالي لتهدئة الأجواء
وفق الحدادي فإن الاحتجاجات تكاد تكون في كافة المعتمديات، مسيرة وإضراب عام في الوسلاتية وفي بوحجلة التنسيقية بصدد تحديد تحركاتها المستقبلية يمكن أن تكون في شكل إضراب عام وكذلك في مدينة القيروان التي مازالت تنتظر نتائج زيارة رئيس الحكومة وغيرها من المناطق علما وأن القيروان قد تعلن الإضراب العام في صورة عدم قدوم الشاهد، وقد تبنى الاتحاد الجهوي للشغل بالجهة هذه التحركات الاحتجاجية والمطالب الاجتماعية وهو يعمل على تأطيرها، مشيرا إلى أن عملية اقتحام مقر الولاية لا يساندها الاتحاد وأن العملية جاءت بعد أن قام الوالي في محاولة منه لتهدئة الأجواء المشحونة بتوزيع إعانات على عدد من شباب الجهة ولكن مجموعات أخرى من الشبان رأت أن لها حقا في هذه الإعانات وطالبت بالحصول عليها وبذلك فإن هذه العملية قد زادت الطين بلة وخلقت حالة من الفوضى أمام مقر الولاية نتيجة غياب المعايير الضرورية لإسناد هذه الإعانات. الزيارة المرتقبة للشاهد يوم السبت وفق الكاتب العام لم يتم تأكيدها بعد ولكن رغم ذلك فإن المحتجين مستعدون للتفاوض في أي وقت.

احتجاجات في قابس والمهدية
ولاية قابس تشهد هي الأخرى احتجاجات ومواجهات بين قوات الأمن وعدد من المحتجين من معتمدية غنوش، وقد تعمد عدد منهم إلى إغلاق الطريق المؤدية إلى معمل الغاز بالمنطقة الصناعية بقابس وطالبوا بالانتداب في شركة الغراسة والبيئة والبستنة. معتمدية الحامة بدورها تشهد تحركات احتجاجية وقد قام عدد من المحتجين مساء أول أمس باقتحام مقر المعتمدية والعبث ببعض محتوياتها وذلك على إثر إيقاف شاحنة تمّ ضبطها بمطماطة حيث قام محتجون بإغلاق الطريق الوطنية عدد16 واِقتحام مقر المعتمدية. هذا وتقوم الوحدات العسكرية بتأمين المعتمدية. ولاية المهدية التحقت أيضا بركب المناطق الغاضبة المطالبة بالتنمية والتشغيل، حيث شهدت أمس منطقة أولاد جاب الله من معتمدية ملولش احتجاجات من طرف الأهالي للمطالبة بالتنمية والتشغيل، وقد قاموا بغلق الطريق وإشعال العجلات المطاطية في الطريق الرابطة بين قصور الساف وجبنيانة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115