بعد تصعيد التحركات الاحتجاجية المطالبة بالتنمية والتشغيل في ولاية تطاوين، تصعيد أجبر رئيس الحكومة على تغيير روزنامة جولته الميدانية لتتم تسبقتها على ولايتي القصرين والقيروان، ينتظر أهالي الجهة بفارغ الصبر الزيارة المنتظرة للشاهد يوم غدّ والقرارات والإجراءات المتخذة لفائدتها، حتى أن التصريح الإعلامي لرئيس الحكومة أمس بأن الحكومة ستقدم حلولا واقعية وإجراءات قابلة للتنفيذ في آجال معينة وقوله «ماناش ماشين لتطاوين وايدينا فارغة»، قد ساهم في تهدئتهم قليلا وألغوا فكرة تنفيذ الإضراب العام في انتظار ما ستحمله هذه الزيارة المنتظرة، رغم أن فئة من المحتجين مازالت تتمسك بتنفيذه.
في الوقت الذي يؤكد فيه يوسف الشاهد أن زيارته إلى ولاية تطاوين ستكون مصحوبة بحزمة من القرارات والإجراءات، يتواصل اعتصام الكامور لليوم الرابع على التوالي مع شلل تام على مستوى حركة عبور شاحنات الشركات البترولية التي عبرت عن قلقها إزاء هذه التعطيلات وتطالب بضرورة إيجاد الحلول الضرورية لاسيما وأن جميع المنافذ إلى الحقول البترولية في الصحراء قد تمّ غلقها من قبل المعتصمين، وقد التحق عدد كبير من شباب الجهة بخيام المعتصمين.
وقفات احتجاجية يومية بساعتين
عبّر الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين إلى جانب عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنية عن مساندتهم للتحركات الاحتجاجية للمحتجين والشعارات التي رفعوها والمتمثلة بالأساس في التنمية والتشغيل، وقد دعا الاتحاد كافة النقابات الأساسية والعاملين في القطاع النفطي إلى تنفيذ وقفات احتجاجية يومية بساعتين مساندة لهذه التحركات الاحتجاجية، انطلقت يوم أمس، وقد أكد في هذا الصدد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين بشير السعيدي في تصريح لـ»المغرب» انه تمّ تنفيذ الوقفات الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد أول أمس في الشركات البترولية في إطار مساندة اعتصام شباب تطاوين الذي انطلق منذ الأحد الفارط، مشيرا إلى انه في صورة لم يتم اقتراح حلول جذرية من قبل رئيس الحكومة، فانه سيتم اتخاذ خطوات تصعيدية في هذا الشأن إلى حين الاستجابة إلى مطالب أهل الجهة. هذا وطالب عدد من
الأحزاب وفروع المنظمات المهنية بالجهة على غرار حركة النهضة والحزب الجمهوري وحركة الشعب وحزب التكتل وحزب العمل التونسي واتحاد الشغل بتطاوين واتحاد الأعراف وكوناكت واتحاد الفلاحة، في بيان مشترك، الحكومة بإيجاد حلول عاجلة لتشغيل الشباب المعطل ووضع حد لحالة الاحتقان التي تعيشها الجهة ورسم رؤية متكاملة لدفع عجلة التنمية الشاملة بالولاية، داعين المحتجين إلى النأي بحراكهم عن كل توظيف من أي طرف كان ولأي سبب كان، حسب نص البيان. الاتحاد العام التونسي للشغل يساند هو الآخر تحركات شباب الجهة، حيث صرح بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل على هامش إشرافه على أشغال الهيئة الإدارية الجهوية بمدنين أمس أن الاتحاد يساند التحركات الاحتجاجية السلمية وطالب الحكومة بضرورة التفاعل معها وإجراء حوار اقتصادي اجتماعي يشارك فيه جميع الفاعلين.
بين مساندة التحركات الاحتجاجية ودعم الحكومة
حركة النهضة بدورها أكدت في بيان لها بعد اجتماع مكتبها السياسي شرعية مطالب المواطنين في التشغيل والتنمية وأولوية الجهات في الاستفادة من ثرواتها، مجددة دعمها للحكومة في اعتماد سياسة الحوار وفي جهودها من أجل الاستجابة للمطالب الشرعية التي ينادي بها الشباب وعموم المواطنين في الجهات، داعية أحزاب الائتلاف الحاكم إلى مساندة الحكومة والمشاركة في الحوار مع المحتجين لترشيد تحركاتهم والى التهدئة والحفاظ على سلمية التحركات ورفض أي توظيف سياسي أو استهداف لاستقرار البلاد. حركة نداء تونس أيضا عبرت في بيان لها عن مساندتها للمطالب الشرعية لأهالي وشباب المنطقة المطالبين بحقهم في التنمية والعيش الكريمّ، وطالبت الحكومة بتسريع تفعيل الإجراءات المعلنة في الغرض. هذا وعبرت في ذات البيان عن انشغالها الشديد تجاه محاولات التوظيف السياسي غير المسؤول لهذه التحركات وتوجيهها نحو مسارات خطيرة تمس من الوحدة الوطنية وتعمل بوضوح على إضعاف سلطة الدولة كمدخل لإثارة الفوضى وتشويه التحركات الاجتماعية، حسب نصّ البيان.
تهيئة المنطقة الصناعية بتطاوين
ومن القرارات العاجلة التي سيتم اتخاذها لفائدة شباب الولاية، انتداب 1000 عاطل عن طريق عقود الكرامة إضافة إلى انتدابات في شركة البيئة والمصادقة على المشاريع الصغرى إلى جانب الانتدابات التي ستوفرها تمثيليات الشركات البترولية في الجهة إضافة إلى قرارات 10 افريل الجاري المتمثلة في تفعيل الاتفاق المتعلق برأس مال شركة البيئة والبستنة وتوسيع مجال تدخلها عبر الانتداب الفوري لـ 500 شخص متفق عليهم سابقا وتفعيل الاتفاق المتعلق بإعطاء الأولوية لانتداب أبناء جهة تطاوين في الشركات البتروليه على أن لا تقل نسبة المنتدبين عن 70 %، زيادة عن تكوين لجنة مشتركة تعد تقريرا كل ثلاثة أشهر لمراقبة تطبيق كافة التعهدات وفتح تمثيليات للشركات البترولية تحت إشراف الشركة الوطنية للأنشطة البترولية قبل موفى جويلية 2017 إلى جانب تعبيد 10كلم من طريق جبل ماطوس لتسهيل عبور المعدات والعمال والإمدادات وتكوين لجنة جهوية للنظر في منح بطاقات الصحراء المتعلقة بالتشغيل فضلا عن التسريع في تهيئة المنطقة الصناعية واستكمال أشغال مشروع غاز الجنوب المتعطل على مستوى قابس/ تطاوين ومصنع الاسمنت. هذا ومن المنتظر أن يتم الإعلان وفق ما أكدته بعض المصادر عن مشروع كبير في القطاع الفلاحي بتمويل أجنبي وفي حال عدم توفر ذلك فإنه سيمول من ميزانية الدولة ومشروع آخر في الطاقات المتجددة.