Print this page

بسبب التهميش وغياب التنمية وأزمة مصنع الكابل: أهالي الكاف ينفذون إضرابا عاما ومسيرة سلمية وسط التهديد بالتصعيد

نفذ أهالي الكاف أمس إضرابا عاما كانت قد دعت إليه التنسيقية الجهوية للمنظمات الوطنية المتكونة من اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الفلاحين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعمادة المحامين للمطالبة بحق الجهة في التنمية والتشغيل، إلى جانب تنظيم تجمع حاشد

أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف ومسيرة سلمية جابت كافة شوارع المدينة، عبر خلالها الأهالي عن استيائهم من الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى صفاقس والحال أن الإضراب العام قد نفذ في الكاف كما أنها تعيش منذ مدة حالة من الاحتقان وذلك على خلفية غلق معمل «الكوابل» في الجهة.

شعارات مختلفة رفعها أهالي مدينة الكاف، شعارات ولئن اختلفت في تفاصيلها فإن المطالب مشتركة وهي التنمية والتشغيل والتمييز الايجابي للجهة وتفعيل الاتفاقيات السابقة وليلوح المحتجون بخطوات تصعيدية إن لم تستجب الحكومة إلى مطالبهم وذلك من خلال التسريع في عقد مجلس وزاري مضيق بإشراف رئيس الحكومة يتم الإعلان فيه عن حزمة من الإجراءات العملية لفائدة الولاية، إجراءات قابلة للتنفيذ في آجال قصيرة على أرض الواقع ولا تبقى مجرد حبر على ورق مثلما تمّ مع الحكومات السابقة.

إضراب عام ناجح
وفق تصريح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف إبراهيم القاسمي لـ«المغرب» فإن الإضراب العام والذي شارك فيه عدد كبير من المواطنين كان ناجحا بنسبة كبيرة وقد انتهى بتنظيم مسيرة كبيرة جابت كافة شوارع المدينة والمطالب الأساسية تكمن فقط في التنمية وفي حال لم يتم الالتزام بذلك فإن التحركات الاحتجاجية لن تقف حدّ الإضراب العام بل سيتم تنفيذ تحركات تصعيدية أخرى، أشكالها سيتم تحديدها في إطار التنسيقية الجهوية للمنظمات الوطنية لتحقيق مطالب الجهة في التشغيل والتنمية. وأضاف القاسمي أنه لم تعقد أي جلسة تفاوضية أمس ولم يحلّ أي عضو من الحكومة للاستماع إلى مشاغل أهالي الجهة وقد تمّ قبل يوم الإضراب استدعاء التنسيقية لجلسة تفاوض ولكنها رفضت ذلك وطالبت بضرورة عقد مجلس وزاري يخصص للجهة تحت إشراف رئيس الحكومة. كما عبّر الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف عن استغرابه من الزيارة التي أداها الشاهد إلى ولاية صفاقس بينما الإضراب العام قد تمّ في ولاية الكاف. ويشار إلى أنه من المنتظر أن تعقد التنسيقية الجهوية للمنظمات الوطنية جلسة تقييمية للإضراب العام إلى جانب النظر في التحرّكات الاحتجاجية المستقبلية والتي قد تصلّ إلى حدّ العصيان المدني.

مدينة الكاف عرفت أمس شللا في كافة القطاعات بسبب الإضراب العام الذي نفذته أمس، حيث أغلقت كل المحلات التجارية والمؤسسات الاقتصادية والإدارات باستثناء أقسام الاستعجالي والمخابز والمطاعم الجامعية والضيعات الفلاحية والمعاهد التي تجري بها اختبارات التربية البدنية لمناظرة البكالوريا والصيدليات، ويعتبر مواطنو الكاف أن الحوار والنقاشات والوعود مرحلة وقع استيفاؤها ولم تعد تجد نفعا كما كان الحال طيلة السنوات الماضية، فالوضع التنموي للولاية يستدعي إجراءات تنفذ على أرض الواقع من خلال إحداث مشاريع تنموية تتماشى ومنتجات الجهة كالمطاحن والمعامل التحويلية وهي قادرة على توفير مواطن شغل.

بوادر ايجابية في ملف مصنع الكابل
وبخصوص أزمة مصنع «الكوابل» «كوروبلاست» بالكاف والتي كانت نقطة شرارة الاحتجاجات وحالة الاحتقان في الجهة، زادت الأزمة سوءا بعد تراجع إدارة المصنع يوم الثلاثاء المنقضي عن إمضاء محضر الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه كل الأطراف المشاركة في الاجتماع الذي التأم قبل يوم من الإمضاء المبرمج تضمن نقطة تنص على عودة كل العمال للعمل بشكل عادي، وتشبثها بطرد أحد العمال المرسّمين قبل عودة المؤسسة للنشاط وهو ما رفضه الطرف النقابي قطعيّا واعتبر أن عودة كل العمال للعمل بشكل عادي هو احد الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، فإن جلسات التفاوض مع إدارة المصنع مازالت متواصلة من أجل تجاوز الإشكال القائم والذي عطلّ إمضاء محضر الاتفاق، ووفق تصريح فؤاد بن عبد الله مدير عام تفقدية الشغل والمصالحة لـ«المغرب» فإن الجلسة الصلحية التي عقدت أمس قد تمّ رفعها على أن تستأنف اليوم الجمعة 21 أفريل الجاري من أجل مواصلة النظر في الملف ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن هناك بوادر ايجابية وهناك تقدم كبير في المفاوضات ومن المتوقع أن يتم فضّ جميع الإشكالات في جلسة اليوم وفي حال تمّ ذلك فإن المصنع سيستأنف أشغاله مبشرة بعد إمضاء محضر الاتفاق.

ويشار إلى أن الاحتجاجات مازالت متواصلة بدورها في ولاية تطاوين والمطالب هي ذاتها، التنمية والتشغيل، وسط التهديد بالتوجه في الأيام القليلة القادمة إلى محطة ضخ البترول والمنفذ الرئيس لشركات الصحراء نحو حضائرها وإغلاق الطريق أمام كل المركبات والشاحنات المتجهة إلى الصحراء، وذلك إلى حين تفاعل الحكومة والشركات البترولية مع طلباتهم، المتمثلة بالأساس في التشغيل في هذه الشركات.

المشاركة في هذا المقال