لئن عبرت النقابة العامة للتعليم الثانوي عن استعدادها للتفاعل الايجابي مع مقترحات المكتب التنفيذي في محاولة لإلغاء قرار تعليق الدروس لكنها لن تتراجع عن مطلب إقالة جلول، فهذا المطلب بالنسبة لها ليس محلّ نقاش ولن تتعامل مع هذا الوزير طالما بقي يواصل مهامه على رأس الوزارة، وزير كثيرا ما أهان بتصريحاته المربين، حسب تعبير أعضاء النقابة، قرار تعليق الدروس يبدو أن النقابة ماضية فيه، فكيف سيتصرف الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي مع هذا الملف المعقد وكيف سيحاول من ناحية تهدئة الأجواء وإرضاء نقابيي التعليم الذين لن يرضيهم غير إقالة الوزير؟
النقابة ماضية في تعليق الدروس ..
فخري السميطي الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الثانوي أكد لـ«المغرب» أنه مبدئيا ليس هناك جديد في الملف حيث مازالت الأمور على حالها إلى حدّ كتابة هذه الأسطر والنقابة ماضية في قرارها بتعليق الدروس بداية من 27 مارس الجاري، وهي حاليا بصدد الاستعداد والتحضير لما تمّ الاتفاق عليه خلال لقاء الجهات المنعقد يوم الأحد 12 مارس الجاري، مشددا على أن قرار لقاء الجهات لا يستدعي برقية إضراب. وأوضح السميطي أن النقابة ماضية في قرار تعليق الدروس بالرغم من عدم موافقة المكتب التنفيذي لكن المشاورات معه مازالت متواصلة والأمور يمكن أن تتغير إلى حين حلول تاريخ 27 مارس الجاري والحديث يمكن أن يكون ايجابيا مع المكتب التنفيذي بناء على المقترحات المقدمة والتي من شأنها أن ترضي القطاع التربوي، وفي هذه الحالة فإنّ النقابة ليس لها أي مشكلة في التفاعل الايجابي وفي الحوار مع أي طرف كان، فالنقابة لم تغلق باب الحوار.
ومازال المكتب التنفيذي لم يقدم مقترحات جديدة للنقابة العامة للتعليم الثانوي في انتظار عقد اجتماع آخر ومواصلة الحوار، وفق السميطي الذي أشار أيضا إلى أنه في انتظار ذلك تستعد الهياكل التابعة للنقابة لتطبيق قرار الجهات، وعن مطلب النقابة في إقالة وزير التربية ناجي جلول، قال السميطي انه لا تراجع عن هذا المطلب ولا نقاش فيه، فهذا المطلب هو مطلب الاتحاد وليس مطلب النقابة فقط إذ لا بدّ من إيجاد بدائل على رأس وزارة التربية وهو ما يعني حتما تغيير الوزير، فالنقابة لا يهمها تكليف جلول بمنصب آخر بل ما يهمها أن ناجي جلول يجب ألا يبقى في وزارة التربية. وبالنسبة إلى مسألة سحب الملف النقابي من مهام جلول، بيّن السميطي أنّ هذه المسألة تخص رئيس الحكومة والوزير وهي مسألة ثانوية وبالنسبة للنقابة فوزير التربية هو وزير التربية وهذه العملية كأن فيها نوع من الاستخفاف، وما يمكن التأكيد عليه هو أن مطلب إعفاء جلول ليس محلّ نقاش مطلقا مع أي كان.
كاتب دولة لدى وزير التربية مكلف بالإصلاح التربوي مطروح
مصادر من المكتب التنفيذي للاتحاد أكدت لـ«المغرب» أن الوضع تحت السيطرة وأنه لا سبيل إلى موافقة المكتب التنفيذي على قرار تعليق الدروس، مشيرة إلى أنه خلال الاجتماع الذي جمع أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي تمّ تدارس كافة المسائل الخلافية بين الطرفين وهناك حديث على أن النقابة ستعود إلى قواعدها وأعضاء هيئتها الإدارية للتشاور واتخاذ القرارات ومن المرجح أن تتم مناقشتها اليوم السبت 18 مارس الجاري للخروج بموقف موحد في محاولة لتجاوز كافة الإشكاليات المطروحة. هذا وأكدت مصادرنا أن هناك إمكانية لإيجاد بدائل على رأس وزارة التربية، بدائل لا يقصد بها إقالة الوزير من مهامه، كل النقاط سيتم توضيحها في غضون الأيام القليلة القادمة، فالمهم بالنسبة للمركزية النقابية هي مواصلة السنة الدراسية ونجاحها مع ردّ الاعتبار للمربين والمحافظة على كرامتهم. هذا وقد أكدت مصادر أخرى أن فكرة تعيين كاتب دولة لدى وزير التربية مكلف بالإصلاح التربوي باتت تطرح بقوة في الفترة الأخيرة من أجل تخفيف حدة التوتر بين النقابات والوزارة.