بعد سنة من تأسيسه مركز «تونس البدائل» وتجربته في مركز التفكير، فضلّ جمعة خوض غمار التجربة السياسية والتي من خلالها سيحقق طموحا طالما سعى إليه حتى وهو يشغل منصب رئيس الحكومة وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في آخر حوار له على قناة «نسمة» بقوله «إن جمعة وبتأثير من الذين من حوله أراد الترشّح للانتخابات الرئاسية وعند العلم بنية جمعة، تمّ الاتصال بحسين العباسي الذي كان في القاهرة وإعلامه بهذا الأمر ليعود لتونس ويلتقي بمهدي جمعة الذي تراجع عن قرار الترشّح خاصة بعد أن أكّد له حسين العباسي أنّ هذا الأمر يُعد خرقا لخارطة الطريق وأنّه «كان هكا تو الناس الكل تترشح عاد»، ولعلّ تجربة تكوين حزب سياسي جديد ستمكنه من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
التفرغ للعمل السياسي والإعلان قبل نهاية مارس الجاري
بعد أشهر من التحضيرات والمشاورات واللقاءات والزيارات الميدانية لمختلف الولايات والعمل بعيدا عن أعين الجميع مع الكتمان الشديد لمعالم حزبه الجديد، أعلن جمعة خلال إشرافه على أشغال ورشة عمل حول «التحولات الرقمية» عن استقالته رسميا من رئاسة المركز تكريسا لمبدإ التداول على المهام و للتفرغ للعمل السياسي والإعلان قبل نهاية شهر مارس الجاري عن تفاصيل مبادرته السياسية الجديدة، مؤكدا أنها تهدف إلى مصالحة التونسيين مع مستقبل أفضل، هذا ولم يغفل جمعة عن استعراض أهم الدراسات التي أنجزها المركز ردا على الانتقادات الموجهة ضدّه، ذلك أن «تونس البدائل» ورغم مرور سنة من تأسيسها والفريق الموجود فيها لم تقدم أي دراسة منجزة للرأي العام، ووفق جمعة فإن المركز قد أنجز عددا من الدراسات في مختلف المجالات الحيوية من ذلك الإصلاح التربوي والإنتاجية والتنمية الجهوية واللامركزية والإدماج الاجتماعي والتحولات الرقمية وغيرها من المواضيع الرامية إلى بلورة السياسات العمومية ورسم الاستراتيجيات.
في انتظار الحصول على التأشيرة
اعتبر المهدي جمعة انه اختار بدء العمل السياسي عبر التمكن من المضامين والمحتوى لبلورة الرؤية والتوجهات الأساسية التي تحتاجها تونس، معبرا عن أمله في استمرار مركز التفكير في العمل والبحث وتجسيم الأهداف التي احدث من أجلها. هذا وأشارت مصادرنا إلى أن جمعة سيقدم ملف تكوين حزب سياسي إلى الإدارات المعنية في الأيام القليلة القادمة وفي ذات اليوم سيعقد ندوة صحفية للإعلان رسميا عن هذا الحزب والشخصيات الموجودة فيه واسمه والذي سيكون في علاقة باسم جمعيته على غرار «البديل» أو «البديل التونسي»، التحضيرات باتت في اللمسات الأخيرة من ناحية تركيز الفريق واختيار الشعار وتسمية الحزب، وفق مصادرنا التي أضافت أن لقاءات داخلية يومية تعقد من أجل تحديد الأرضية السياسية وميثاق الحزب وتوزيع المسؤوليات.