Print this page

في الذكرى السادسة للثورة التونسية : فشل محاولة التطبيع مع رموز النظام المفيوزي

اراد ان يكسب تعاطفا معه ومع اسرته ولكنه ومن حيث لم يحتسب، ذكّر بلحسن الطرابلسي، صهر بن علي، التونسيين بما كابدوه طيلة 23 سنة من حكم نظام مافيوزي، احتكر السياسة والمال والفضاء العام لصالح بضع افراد هم بالاساس من

عائلة الرئيس او عائلة زوجته ليلى الطرابلسي. لتسقط محاولة الظهور في ثوب المظلوم ومعها تسقط محاولة تقديم الثورة كـ « مؤامرة غربية » يحاول البعض تسويقها منذ 2012.

لاكثر من ساعتين والنصف من مساء يوم الاثنين الفارط، اطل بلحسن الطرابلسي صهر زين العابدين بن علي الذي اسقطت ثورة 17ديسمبر2010\ 14 جانفي 2011 نظام حكمه التسلطي الذي امتد على 23 سنة، تمكن من خلالها من احتكار الفضاء العمومي وجعله خاضعا لسلطته، قبل ان يتحول تدريجيا لنظام مافيوزي يحتل مركزه عائلته وعائلة زوجته التي احتكرت في 15 سنة الاخيرة من عمر النظام ابرز مجالات الاقتصاد التونسي قبل ان تولي وجهتها صوب الساحة السياسية وتبحث عن الهيمنة عليها.

هيمنة اقترنت بتجاوزات ادانها القضاء التونسي واصدر احكامه بشآنها، لكن في روايته يحرص بلحسن الطربلسي الذي كان يمثل احد اباطرة النظام السياسي، وابرز وجوه عائلة الطرابلسي، على الظهور في موقع الضعيف المظلوم الذي تعرض للتنكيل والعنصرية والتشفي، وهي عبارات استعملها الرجل كثيرا في حواره على قناة التاسعة.

وفي ظهوره الاعلامي الاول سعى بلحسن الى استعمال معجم عاطفي، ويبدو انه نصح بذلك، بهدف استعطاف جزء من الشارع التونسي، ليركز في الربع الاول من الحوار على ما الت اليه اوضاعه واوضاع اسرته، وليقارن بين ما تعرض له معارضو نظام بن علي من تعذيب وتنكيل وما يعيشه افراد أسرته في السجون. سجون كان بلحسن يعتبرها لن تغلق ابوابها على اي من افراد اسرة بن علي او اسرة زوجته، لكن ثورة اعتبرها هو «امر مريب» قامت بذلك.

ولذلك لم يغفر لها ولا لاهلها ما قاموا به، فبحث عن جعلها مجرد صراع في اجنحة الحكم وتواطؤ داخلي مع قوي خارجية، قررت ان تطيح بنظام بن علي، وقدم قراءة سياسية، تكررت منذ 2012 من قبل رموز نظام بن علي، قراءة تنطلق من ان النظام لم يكن لينهار لولا «انقلاب» شاركت فيه عناصر من داخل النظام، الذي اريد له ان يرحل ليكون نموذجا يسوق في المنطقة.

تصور يتسم بالصلافة ومحاولة تهميش دور الشارع التونسي الذي حسم خياراته واطلق شعاراته المركزية للثورة، «خبز وما وبن علي لا» و «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق»، شعارات تجد.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال