تمثل نقلة جديدة في الحرب على الإرهاب بتونس التي تدخل عامها الخامس. انتقل فيها الإرهابيون من عمليات تستهدف الأفراد الى محاولة احتلال مدن والاستعداد لجعل الحرب أطول أمدى.
لطالما كان لدخول أسلحة جديدة حيز الاستعمال في الحروب تأثير في نتائج المعارك، حتى وان كانت الأسلحة الوافدة حديثا على ساحة المعركة قديمة، بل ان جلّ الجيوش توقفت عن استعمالها، لتفاجأ بعودتها الى الواجهة مع الجماعات الإرهابية، مرورا بأفغانستان واليمن والسودان والعراق لنصل الى تونس.
واليوم ظهرت في تونس، هذه الأسلحة، ليعثر يوم امس بمدينة بن قردان الحدودية على 24 صاروخ «إستريلا 2 » وهي التسمية الروسية للصاروخ الذي يعرفه حلف الناتو بصاروخ «سام- 7 »، هذا ظهر لأول مرة في 1968 بالاتحاد السوفياتي، من خصائصه النظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري، حيث يبلغ مداه 3.7 كلم فيما يصل ارتفاعه إلى 1.5 كلم بسرعة تتجاوز 1548 كلم في الساعة.
امتلاك الإرهابيين لهذه الصواريخ يعكس توجّـهات جديدة لديهم في تعاطيهم مع تونس، وهي توجهات استنسخت من تجاربهم السابقة بأفغانستان والعراق، أين باتت الأسلحة التقليدية/ تكتيكية ورقة إستراتيجية في حرب المدن. فالجماعات الإرهابية نقلت الحرب الى المدن أين تصبح ترسانتها من الصواريخ الأرض/جو والرشاشات ومضادات المدرعات والمتفجرات والعبوات الناسفة، ذات فاعلية اكبر من الأسلحة الحديثة.
فصاروخ «سام - 7 « بعد أن فقد قيمته في الحروب النظامية/التقليدية، ولم تبرز قيمته إلا في حروب المدن، أين تستبدل الطائرات المقاتلة بالهيلكوبتر التي تعتبر صيدا سهلا لصاروخ سام -7 . وهو ما حدث مع سلاح الجو الأمريكي في العراق، حيث استهدفت الهيلوكبتر الـ«بلاك هوك» بهذه الصواريخ منذ 2007 لتتغير المعادلة الميدانية، وتتحول سماء العراق الى ما قالت عنه مجلة نيوزويك، المختصة في الشأن الأمني «مجال جوي مُـميت».
هذه اللمحة عن خصائص الصاروخ، تبين هدف استعماله، ففي العراق استخدم في المدن لصيد طائرات الهيلكوبتر ومنعها من تنفيذ عمليات او تقديم تغطية جوية للعناصر على الأرض او نقل الإمدادات وسحب الأفراد. ومكنت في النهاية الجماعات الإرهابية التي سيطرت على المدن من الحفاظ عليها لمدة أطول، وجعل عملية تحريرها صعبة ومكلفة.
خاصية صواريخ سام -7 التي تعتبر سلاح دفاع، تبين ان الجماعات الإرهابية في......