غابت فيها الشفافية والموضوعية ولم تحترم المقاييس والمعايير المعمول بها وحامت حولها شبهات الولاءات والمحاصصة، محملين مسؤولية تدهور الأوضاع لوالي سيدي بوزيد مراد المحجوبي.
كل إعلان أو صدور قائمة الاسمية للمنتدبين في إحدى شركات الفسفاط تنجرّ عنه حالة من الاحتقان والغضب وتعمّ الاحتجاجات الجهة المعنية وترتفع أصوات الرفض وتتعالى بسبب التشكيك في مصداقية المقاييس المعتمدة والتأكيد على أن النتائج لم تكن عادلة وتفتقد للموضوعية والنزاهة، وسيناريو المكناسي شبيه بسيناريو قفصة ومناظرة الانتداب في شركة فسفاط فقصة، وكأننا هنا أمام وضع فقد فيه الشباب الثقة في نتائج قائمة الانتدابات.
استقالة معتمد المكناسي
استقالة معتمد المكناسي مختار الخماري زادت الوضع احتقانا ورغم التعزيزات الأمنية فإن الحركة قد تعطلت في الجهة، بالنظر إلى تعمد مجموعة من الشباب المحتجين أمس غلق كل المؤسسات العمومية بالمعتمدية ومنع الجولان بالطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين ولايتي قفصة وصفاقس، ويبدو أن كل طرف يحمّل مسؤولية الاحتقان إلى الطرف الآخر.
وحمّل معتمد المكناسي المستقيل المسؤولية لوالي سيدي بوزيد مراد المحجوبي الذي قال انه لم يعد قادراً على مواصلة العمل معه، وبعض الأطراف حملت المسؤولية للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد والاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي غير أن هذا الأخير حمّل المسؤولية لمعتمد الجهة ووصف تصرفه في بيان له باللامسؤول وبمغالطته الرأي العام من خلال تحميله الاتحاد مسؤولية نتائج المناظرة، مشددا على أن الاتحاد لم يكن طرفا في اختيار هذه القائمة. كما طالب بإعادة النظر في مقاييس الانتداب في مناظرة العمل بمنجم الفسفاط بالجهة .
اتحاد الشغل يحذر..
قال بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالمالية والإدارة لـ«المغرب» إن الوضع في المكناسي محتقن بشكل كبير بسبب القائمة الاسمية للانتدابات بمنجم الفسفاط بالجهة، انتداب 100 عامل، التي صدرت أول أمس، فقائمة تمت بين وزارة التكوين المهني والسلطات الجهوية السابقة وقد حذر اتحاد الشغل منذ البداية بأن تكون مقاييس الانتدابات واضحة ويتم احترامها لكي يكون هناك تكافؤ في الفرص بين جميع الشباب العاطل عن العمل، مقاييس تكون مقبولة ومقنعة وليس فيها أي احترازات أو اعتراضات لكن يبدو أنه من خلال الأسماء الموجودة في القائمة حسب شباب المكناسي هناك تحفظات عليها فهي أسماء لا تتوفر فيها المقاييس ومعايير الانتداب المعمول بها.
وأضاف بوعلي المباركي أنه لم يتم تشريك اتحاد الشغل، الاتحاد الجهوي أو المحلي، في عملية اختيار الأسماء، وقد دعا الاتحاد في مناسبات عديدة إلى أن تكون الانتدابات قائمة على الشفافية والنزاهة والوضوح ويتم نشر المعايير والمقاييس كاملة كي تكون مقبولة من جميع الشباب ولا يشعر أي شخص بالتظلم أو أنه أفضل من الشخص الذي تمّ انتدابه، مشددا على أنه كان من المفروض أن تتم الانتدابات فور إصدار القائمة لكن تعالت أصوات الشباب العاطل عن العمل الرافضين لهذه القائمة والتي حسب تأكيدهم لم تحترم المعايير والمقاييس المعمول بها، حتى أن معتمد الجهة قدم استقالته أمس. وبين أنه تولى الاتصال بالسلط الجهوية والوطنية حتى يقع اعتماد مقاييس موضوعية وشفافة وتكون القائمة الاسمية للمنتدبين فيها كل مقومات الشفافية ليس في المكناسي فقط بل في كل الانتدابات.
أسماء لم تخضع إلى المقاييس المعمول بها
ووفق المباركي فإن الاتحاد المحلي بالمكناسي والاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد لم يكن لهما أي علاقة باختيار الأسماء لا من قريب ولا من بعيد بل بالعكس منذ البداية كانا يحذران من هذه المسألة وأن تكون الانتدابات حسب الأقدمية والوضع الاجتماعي وغيرها من المقاييس لكن يبدو أن بعض الأسماء لم تخضع إلى هذه المقاييس مما تسبب في احتقان الوضع بالجهة وتعطل الحركة تماما نتيجة غلق كافة المؤسسات والإدارات الحكومية.
«ديقاج» في وجه والي سيدي بوزيد
المحتجون رفعوا أمس شعار «ديقاج» في وجه والي سيدي بوزيد مراد المحجوبي الذي حاول رفقة عدد من نواب الجهة بمجلس نواب الشعب وعدد من المسؤولين الجهويين تهدئة الوضع لكنه فشل، وتعالت الأصوات مطالبة بتغييره لعدم قدرته على التحكم في الوضع وإطفاء نار الاحتجاجات والفوضى التي عمت الجهة والاحتجاج على تسييره الأمور وحلحلة الأوضاع وتوضيح المعايير والمقاييس التي تمّ اعتمادها لاختيار 100 عامل للمحتجين من العاطلين عن العمل، ذلك أنه حسب تعبيرهم، أهالي المكناسي يعرفون بعضهم البعض جيدا.