Print this page

أسامة الـملولي وميدالية الشفافية

بعد ان رايناه في «رحاب الشيخ راشد الغنوشي» وجدنا السباح اسامة الملولي في فضاء افاق تونس الذي اكد انخراط بطلنا الاولمبي ضمن صفوفه.

ومن يعرف اسامة الملولي عن قرب يعرف انه من جملة مرافقيه السباح السابق عادل ابراهيم وهو شقيق ياسين ابراهيم... وبما ان النجاح قد حالف تجربتهما الرياضية فقد برزت الرغبة في تجربة سياسية... سيما وان «الوزارة» تندرج في افاق الملولي الذي وشح صدره بمختلف الوان الميداليات اولمبيا وعالميا وها هو يزيد لونا جديدا سياسيا... وتجدني مستحضرا ما رسمه منصف المزغني بالكلمات في خصوص جولات الملولي في الاروقة السياسية من البلاط الى الرحاب وما تبعهما من مسالك تفتح الافاق وما سبق كل هذا من محطات تاريخية اصبح فيها اسامة فارقة باهداء تونس الذهب لتعشقه تونس قاطبة فاللون الجامع هو الاحمر والابيض والهلال هو الحاضن والنجمة هي المشعة.

فمع كل غطسة في المسبح ترتعش تونس من شمالها الى جنوبها ومع اعلان كل فوز جديد تهتز تونس دون اعتبار لاي لون سياسي فالرواق الجامع هو المؤدي الى نهج الافراح التي لم تقدر عليها جميع الاحزاب متجمعة... وهو ما جعل اسامة ابن تونس قاطبة لانه نجح حيث فشلت السياسة... وذهبه سيبقى محل روايات للاجيال التي ليس لنا ما نرويه لها من السياسة سوى ما غرقت فيه البلاد من تعاسة ولهذا رمنا ان يبقى الملولي ابن تونس دون تمييز سياسي فهو «سلطة اولمبية» (والقول للصديق المزغني) وعشق السياسة لـ«الزعامات الرياضية» فيه خطوات تذكرنا بايام تم فيها تجنيد النجوم بمن فيهم من تولى الوزارة وزعم انه كان في موقع المعارض... ومعرض الصحف يبقى شاهدا على الرغبة في تولي «بلاصة في البلدية» و اذا اختار الملولي السياسة فلا بد من الامتثال لقيودها ومن اهم شروطها ما يعتبره اهلها «الشفافية» والحالة تلك تجدنا من الواضعين لاسامة تاجا على الرؤوس لو طمان النفوس وقدم جردا في «الفلوس» التي انفقتها عليه الدولة طيلة سنوات طويلة نحن لا نشك في توظيفها التوظيف الامثل لكن السياسي لا بد ان يكون محل اقتداء... وما ضر اسامة لو استظهر بالفواتير حتى يحجب عن نفسه القيل والقال وكثرة السؤال... وبذلك يكسب ميدالية الشفافية.

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال