«حديثك يا هذا في النافخات زمرا...»

النهائي يبقى الموعد الأكبر للكرة التونسية ويزيد حجمه لما يكون «دربي» والنهائي جماهير ودخلة وروعته تزيد لما كان المنزه وقبله زويتن يفيض جمهورا. ولما جاءنا رادس زاد التطلع إلى الدربي في النهائي فمهما بلغت الجمل الكروية فوق المستطيل الأخضر فإنها لا تصل ذرة التنافس

فوق المدارج التي يموج فيها البشر كالسنابل وتردد الأهازيج كما لم نستمع إلى اكبر فنان.

ودربي النهائي ليس للترجي والإفريقي فهو لكل من يتعلق بفنون «الدخلة» وحتى «الخرجة» لها فنونها فالفائز» يشعلها أفراحا لكن لما نعلن غلق نصف المدارج فهل يعني أننا نريد أن تكون نصف الكأس فارغة؟ «سر وكمون» الكأس في جماهيرها وإعلان خواء نصف المدارج يعني القضاء على نصف المهرجان مسبقا في بلد مهرجان شعبه الكرة.

وان كنا في بلد المهرجانات المترامية في كل مكان فإنه أصبح يعز على المواطن «الغلبان» التفكير فيها هل يفكر في القفة أو في تذكرة المهرجان «الحارقة»؟. وإذا كان تعليل تحديد عدد الحضور في النهائي بـ30000 فقط بالأسباب الأمنية... فان الرياضة... والتظاهرات عامة تقهر الإرهاب ومشتقاته... تأكدوا أن الإجماع الحاصل في العالم أن الرياضة هي الحياة... وهي نقمة على الإرهاب... وكل أشكال تهديداته.
في ريو حاول الإرهاب التسلل في أكثر من مرة لكن الرياضة قهرته... بل قصمت ظهره...

الرياضة هي الحياة... ومن لا يعرف النهائي وأسراره عليه بجولة بين باب سويقة وباب الجديد ليرى الحركية الاقتصادية التي يضفيها.

والدربي ليس كرة فقط... فهو اقتصاد وثقافة... ومن يرم الدليل عليه أن ينصت إلى ما تجود به القرائح من أشعار بين غزل وهجاء... الدربي فنون... والدربي جنون ايضا... والدربي يحتاج إلى دراسات اجتماعية لما يفرزه من ظواهر ايجابية وسلبية أيضا... فهل وضعناه في مخابر التحليل الاجتماعي؟

حدثنا أهل الاختصاص عن مفهوم الدربي في المطلق لكنهم لم يبادروا بتحليل مضمونه التونسي... فالدربي التونسي «سر وكمون» الدربي النهائي من المفروض أن يكون مهرجانا للكبار والصغار وما ضر لو وفرت جامعة كرة القدم وهي المعنية بالتنظيم المدارج الفارغة لصغار لاعبي الترجي والإفريقي لتلقنهم من الصغر دروسا في التفاعل مع كبريات التظاهرات... فالدربي يحتاج النجوم فلماذا لا نجتهد في صنع النجوم من الصغر... اهل علم النفس أكدوا أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر... وقد تكون هذه النظرية في خانة «حديثك يا هذا في النافخات زمرا»... قد يكون؟

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115