Print this page

كفى إسرافا...

• متى سيصدر القرار المحجّر للانتدابات ؟
• هل عطّلته المفاوضات الخاصة بحكومة الوحدة الوطنيّة ؟


الاحتراف هو صناعة و كل صناعة من شروط نجاحها عنصر التنظيم ... والاهم من ذلك احترام القانون ... ولما يكون لاحترافنا كراس شروط محترم تجوز المقارنات مع بلدان اخرى ... تحدث الرئيس المتخلي لنادي حمام الأنف عادل الدعداع فقال :«سئمت التسول من رجال الأعمال» والكلام يختزل الوضع المادي للنادي ومع ذلك نجده يتحدث عن مدرب اجنبي فاي تفسير لهذا التناقض... ؟
وللتاريخ فقد حقق الفريق جل نجاحاته مع المدربين التونسين واجمل الامثلة في الالفية الحالية كانت مع عمار السويح لما رفع معه الكاس ... كما حقق الكثير من المتعة مع نورالدين بوسنينة... ولم يخيب الظن مع معين الشعباني ... و هو ما يجعل الظن يصبّ في خانة المر كبات في وقت لا بد ان تلتزم فيه الرياضة التونسية بالمثل القائل «على قدر كسائي أمدّ رجليّ» كفانا اسرافا وتبذيرا جل انديتنا تتبجح بمثل هذه الانتدابات الاجنبية بشكل يعري سوء التصرف في ابشع مظاهره و هنا نستحضر مثلا شعبيا آخر يقول «اللّي يَعْمِلْ طاحونة يَعْمللْها دَنْدانْ» انديتنا غارقة في الديون و في تسول على طول الموسم وتتذمر من شح العائدات ولا موارد قارة لها... و لا جماهير تساهم في الميزانية من خلال اشتراكات الوفاء ... و مع ذلك تتحدث عن اللاعب الاجنبي والمدرب الاجنبي... هل وضعنا حدا لهذه المعزوفة سيما بعد ان قررنا و ضع حد للانتدابات الاجنبية إلا للفرق ذات الموازنات المالية غير المنخرمة والتي توفر التوازن بين التصدير و التوريد للعملة الصعبة.
متى سيصدر القرار المحجّر للانتدابات ؟
هل عطّلته المفاوضات الخاصة بحكومة الوحدة الوطنيّة ؟
الأمل أن يعجّل وزيرا الشباب والرياضة والماليّة بإصدار «النص المحجّر» للفوضى ؟
هل عيبا ان نقتدي بتجربة ناجحة حصلت في الجزائر و ببادرة من الجامعة ولا الوزارة في بلد له ما يكفي من الموارد الطبيعية لقوت اجيال واجيال مع فائض عملة صعبة يمكن نعته بالقياسي ونحن جامعتنا تبيح مثل هذه التصرفات ولم تنبس ببنت شفة في خصوص التحجير المرتقب و كأنها غير معنية بالاقتصاد الوطني وبقوت الشعب فالعملة الصعبة تحتاجها البلاد من اجل «البطون» و لا نظن ان الكرة ستشبعها و تسد رمقها او تطفئ ظمأها وما يتلاحق من فوضى هو تعميق لـ «خراب» تجربة الاحتراف في كرة القدم التونسية قدم عينات في باب المبالغات في خصوص رواتب اللاعبين مستشهدا بمشاكل النادي الافريقي الذي له ديون بالمليارات وبكل جراة قال الدعداع : «الكرة التونسية في نفق مظلم» والموقف لا يختلف حوله عاقلان وزاد الدعداع في القول :«اذا اردنا أن ننقذ كرتنا فعلى سلطة الاشراف ان تعي معنى الاحتراف الذي ابتعدنا عن معناه الحقيقي، فهناك عدد من الدول التي اتبعت تجربة الاحتراف في كرة القدم بعد تونس نجدها اليوم متقدمة علينا في هذا المجال على غرار الجزائر وليبيا وعدد من الدول الإفريقية.» و اذا نتفق في خصوص الابتعاد عن المعنى الحقيقي للاحتراف فان الجهة المعنية بالإصلاح هي الجامعة دون تأكيد ... و اذا اتفقنا ان الاحتراف هو مال بالاساس فما ضر اهل الاحتراف لو تركوا المال العام لغيرهم ... و هم بالتاكيد الهواة. فلا يجوز للمحترف ان يعول على المال العام ... والاحتراف هو صناعة و كل صناعة من شروط نجاحها عنصر التنظيم ... والاهم من ذلك احترام القانون ... ولما يكون لاحترافنا كراس شروط محترم تجوز المقارنات مع بلدان اخرى ... ابسط شروط الاحتراف هي الشفافية في المحاسبة ... و توفير ملاعب ذات مواصفات متفق عليها تأملوا في الجلسات العامة لأنديتنا التي ستتلاحق قريبا وسترون الكم من التعتيم في خصوص أرقام المعاملات ... وأما الصفقات فأرقامها كما يقول أهل القانون «كمشة مجهولة» والرئيس المتخلي لنادي حمام الانف عادل الدعداع في الطريق الى الرابطة الوطنية سيصبح من المقربين للجامعة (اذا نجح فريقه طبعا لان فريق شهاب بلخيرية له راي في الموضوع) لا بد ان يساهم في تصحيح مسار... وإذا نجح في تصحيح الجامعة فانه سيحقق اكبر نجاح ...
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال