الكرة التونسية بين الاحتجاجات والتهديدات...

• إلى متى تتهرب الجامعة من الحل ؟
لا تكاد تمر جولة واحدة حتى تقفز الى سطح الاحداث الاحتجاجات عن التحكيم الى حد التهديد بمقاطعة النشاط... وإن كان التهديد له اكثر من سبب ويبقى المال المنطلق الاول في دوري يدعي اهله الاحتراف... والتهديد بايقاف النشاط صدر عن رئيس الاتحاد وديع الجريء

الذي اكد انه في صورة استجابة وزارة الشباب والرياضة للطلبات المالية للفرق التونسية فان ايقاف النشاط وارد... وهذا التهديد اصبح يتكرر بشكل يجعل التاكد من اقامة النشاط من عدمه رهن ضخ المال... حتى في ظل وضع اقتصادي من الهشاشة بمكان... لكن لا يهم اذا اغرقنا اللاعبين في الملايين شهريا بل فيهم من بلغت صفقاتهم المليارات... وبما ان الفرق التونسية لم تع الوضع المالي للبلاد وتبيح لنفسها حرية إغداق المال على اللاعبين فكم وددنا لو رايناها في طليعة المنخرطين في انتشال البلاد بالمساهمة في واجب الجباية من خلال الخصم من المورد مع تحميل اللاعبين هذا الواجب. وبالتوازي مع التهديد بسبب المال نجد الكرة التونسية مهددة بانقطاع بعض الاندية عن النشاط بسبب التحكيم الى حد تبادل الاتهامات وهوما تلاحق في اعقاب مباريات الدفعة الثانية من البطولة حيث سجلنا عودة الإحتجاجات على مردود التحكيم و تبادل الإتهامات بين مختلف الأطراف. ومباراة نجم المتلوي والترجي الرياضي سبقتها شكوك ولحقتها احتجاجات حول تحكيم الصادق السالمي حيث هدد نجم المتلوي بالإنسحاب من البطولة.

كما تظلم النادي البنزرتي من تحكيم نصر الله الجوادي في مباراته مع النادي الصفاقسي والتي إنتهت بفوز الفريق الضيف بنتيجة هدف دون رد و إعتبرت هيئة بنزرت أن فريقها مستهدف من قبل لجنة التعيينات التي ساهمت في هذه المهزلة التحكيمية حسب تعبير الناطق الرسمي للفريق. وحتى المدرب محمد الكوكي الذي عرفناه بسلوكه الراقي لم يتردد في التاكيد على أن هزيمة فريقه أمام الترجي كانت بسبب القرارات التحكيمية الخاطئة للحكم الصادق السالمي. وقال الكوكي: «صراحة حرام أن تسرق جهودنا بسبب أخطاء تحكيمية وما أقوله لا ينقص من جدارة الترجي بالفوز». مدرب الاولمبي الباجي لم يفهم ما حصل واذا انهى الاولمبي الباجي الشوط الاول من مباراته مع الملعب القابسي متقدما بثلاثية كاملة فان الضيوف جاز لهم انهاء المباراة بالتعادل 3 – 3 بل حتى الانتصار دق بابهم وهوما جعل مدرب الباجي خواكين لوبيز مارتينيز يندهش من الطريقة التي فرط بها فريقه في الفوز وقال مارتينيز: «لا أدري ماذا حدث في الشوط الثاني، ربما اطمأن اللاعبون لنتيجة اللقاء وهو ما جعل الأداء يتراجع ونقبل ثلاثة أهداف كاملة فهذه الوضعية يصعب فهمها فطوال مسيرتي التدريبية لم يسبق ان كان فريقي متقدما في الشوط الأول بفارق ثلاثة أهداف وفرّط في الفوز».

وواصل: «تعادل اليوم من الصعب هضمه وليس اللاعبون وحدهم يتحملون المسؤولية بل أنا أتحمل قسطا كبيرا منها، علينا الآن مواصلة العمل بكل جدية من أجل تحقيق نتائج إيجابية في الجولات المقبلة». على الاقل... وجدنا مدربا يتحمل المسؤولية ولا يلقي بها كلها على كاهل اللاعبين او التحكيم... ولو ان الحكام ليسوا «ملائكة» ففيهم من يتعمد الخطأ... وهناك حديث حتى عن «التوجيه» وهذا ملف سيبقى محل تلميح ولا تنهيه الجامعة بشكل نهائي من خلال ضبط من يخطىء في حق الكرة... فنحن لا تهمنا نتيجة بقدر ما يهمنا الجو العام للكرة التونسية وانعكاساته على البلاد عامة...
والشرح يطول معه الحديث... وان يطل علينا اهل القرار بكلمات لا تؤشر للحل بقدر الفرار منه من طينة «هاتوا الدليل» والدليل اذا لا تمسك به الجامعة فمن سيفعل ذلك؟
اليست القرينة سبيلا الى الحجة؟
هذا راي قانوني... ولا نخال من هم من ذوي الاختصاص في الجامعة غير مدركين لما يمكن ان تقود اليه القرينة.

 

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115