«هجرة» اللاعبين التونسيين إلى البطولات العربية و الخليجية: متطلبات الكرة العصرية في أوروبا ... هشاشة التكوين القــــــــاعدي و العامل ا لذهني أبرز العوامل

• بطولة بلا فرجة و لا روح... ودور هام لوكلاء الإعمال


في الوقت الذي تعدد فيه الكرة الجزائرية على سبيل المثال نجاح سفرائها في أبرزالبطولات الأوروبية نكتفي في الغالب بأمرين إما تجرع مرارة فشل اغلب لاعبينا في أوروبا وعودتهم بخفي حنين خطوات إلى الوراء نحو البطولة المحلية وفي أفضل الحالات ضمن فرق خارجية مغمورة أما الأمر الثاني فهو تسويق أسماء جديدة للبطولات العربية والخليجية في وقت حلمنا أن يتلألأ نجمها في أوروبا لكن كانت الوجهة غير المنتظرة لأسماء شابة عوّلنا عليها كثيرا لترفع أسهم الكرة التونسية خاصة انه لا تنقصها الموهبة... شادي الهمامي، يوسف المساكني ،أمين الشرميطي، يوسف المويهبي وآخرهم علي معلول المدافع الهداف الذي كنا نأمل أن يحلّق نحو تجربة أوروبية ناجحة ولكنه ا ختار البطولة المصرية وتحديدا الأهلي المصري.
«المغرب» فتح ملف «هجرة الأسماء التونسية إلى البطولات العربية والخليجية» ودوافعها مع بعض أهل الاختصاص فكان ما تقرؤون.

فتحي العبيدي:
«تغيّر خصائص «الطلب» الأوروبي...»
أكد المدرب فتحي العبيدي أن من أسباب توافد الأسماء التونسية على البطولات الخليجية هو تغير الطلب في البطولات الأوروبية الذي أصبح يتركز على اللاعبين ذوي المستوى العالي:«كما أن وكلاء اللاعبين لهم دور هام في هذه المسألة فهم الذين يسعون وراء خلق هذه العروض لقيمتها خاصة من الناحية المادية بالأساس. بينما في أوروبا فإن متطلبات الكرة العصرية تغيرت ولم يتمكن اللاعب التونسي من مجاراتها لذلك كانت الوجهة البطولات العربية و الخليجية حيث اللاعب التونسي قادر على فرض نفسه لأنها لم تبلغ المستوى الذي بلغته الكرة الأوروبية».

ويضيف محدثنا أن «متطلبات اللعب العصري تتلخص في 4 واجهات: تكتيكيا، بدنيا، بسيكولوجيا وفنيا والأمر هنا لا يتعلق بالفنيات الفردية التي لا يمكنها في بعض الأحيان تحقيق الإضافة لو غاب أسلوب اللعب و حسن التصرف في بعض الوضعيات .كما أن الأزمة المالية طغت اليوم على عديد الفرق الأوروبية فلم تعد تقبل على صفقات كبيرة بل باتت تبحث عن مواهب صاعدة بتكاليف أقل».

ولم يخف العبيدي أن التكوين القاعدي له دور مهم في ما آل إليه الوضع إذا لم يكن على أسس صحيحة ووفق ما تتطلبه كرة القدم العصرية ليس بطرق عشوائية لا يمكن أن تؤدي إلى أية نتيجة. «واستشهد محدثنا بتغير سياسة أجاكس امستردام الهولندي الذي كان في وقت مضى يقوم بصفقات هامة لكن في السنوات الأخيرة أصبح التوجه نحو انتداب لاعبي الأصناف الشابة من هولندا وخارجها لتكوينهم على أسس صحيحة مضيفا:«إذا كنا نريد أن يعود الطلب الأوروبي على السوق التونسية فذلك لا يكون الا بإعادة النظر في أساليب التكوين والتنقيب على المواهب لأنه في يوم ما ستتضرر الأندية الخليجية من الأزمة المالية وينقص الطلب على اللاعبين التونسيين...»

خالد التواتي:
«تكوين مختل بسبب سياسة المجاملات والمحاباة»
اعتبر اللاعب السابق للنادي الافريقي خالد التواتي أن السبب وراء ارتفاع عدد الأسماء التونسية في البطولات العربية و الخليجية «هو خلل في التكوين القاعدي وحتى أغلب اللاعبين الجزائريين مثلا المتألقين في البطولات الأوروبية فذلك يعود لتكوينهم منذ الأصناف الشابة في أوروبا وعلى أسس علمية صحيحة فمن المعلوم انه ما بين سن العاشرة والثانية عشرة يجب العمل على التكوين... أما التكوين في تونس فهو في الغالب بالمجاملات والتشكيلة الأساسية لمن يدفع وليه أو أن كان إبن احد المسؤولين الفاعلين في النادي.فضلا عن ذلك فإن ما يتم تخصيصه من مصاريف للأصناف الشابة لا يسمن و لا يغني من جوع و لا يمكن أن يسمح للمدربين بالعمل في ظروف طيبة إذا أضفنا إلى ذلك البنية التحتية التي تجعل بعض الفرق ضعيفة الإمكانيات على برمجة تمارين الأصناف الشابة في نفس التوقيت و بتجهيزات محدودة ...»
وأضاف التواتي «اللاعب التونسي تعوّد على «الدلال» ولم يتعود على مواجهة الظروف الصعبة لذلك عندما تواجهه المتاعب فإنه يفشل في فرض نفسه ويعود من حيث أتى....».

كمال الزواغي :
«اقتداء بالتجارب السابقة وتأمين المستقبل ...»
«اعتقد أن السبب الأول وراء الهجرة التونسية إلى البطولات الخليجية يتلخص في كون اللاعب التونسي رأى التجارب السابقة لبعض الأسماء في أوروبا و كان مآلها الفشل في المقابل لاحظ نجاح بعض الأسماء التونسية في البطولات العربية والخليجيةعلى غرار يوسف المساكني و عصام جمعة وأنيس بوجلبان وفوائدها من الناحية المادية خاصة لأنه يدرك أن مسيرته مربوطة بسن معينة ويجب أن يضمن مستقبله اثر الاعتزال ...أما السبب الثاني فلأن بطولتنا أصبحت عادية بلا روح أو نكهة في غياب الجمهور وحتى التغطية الإعلامية الكافية ومعلوم أن هذه الأخيرة سبيل وكلاء أعمال الفرق الأوروبية للتعرف على الأسماء المتألقة».

ويستطرد محدثنا: «لا يخفى على أحد أن التكوين ليس في أفضل حالاته ويفتقر إلى الأسس الصحيحة وربما ذلك فرضته قلة ذات اليد في بعض النوادي لأن التكوين حسب المواصفات العالمية يتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة و تجهيزات وبنية تحتية وهذا من الصعب أن يتوفر لأندية متوسطة الإمكانيات .ولو قارنا بين نجاح التجارب الجزائرية الخارجية في أوروبا وفشل أغلب لاعبينا فإن السبب الأساسي في التكوين منذ الأصناف الشابة حيث أن اللاعبين الجزائريين المتألقين تكونوا في أوروبا أما الأسماء التي تكونت في الجزائر فهي تتقارب في المستوى مع لاعبينا وهو ما كشفته بعض التجارب الاحترافية ا لجزائرية في البطولة التونسية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115