أسباب نزول الملعب التونسي ...في عيون الفنيين: «تراكمات 4 مواسم ...صراع الكراسي و' المتمعـــــــــــشون ' أضروا بالنادي ...»

ليس جديدا صراع الملعب التونسي من أجل تأكيد البقاء في الرابطة الأولى لكن الجديد هذا الموسم أن فريق باردو لم يفلح فيما تجنبه المواسم الماضية فكان السقوط إلى الرابطة الثانية لأول مرة في تاريخ النادي منذ تأسيسه سنة 1948 ، و الأدهى من ذلك أن الفريق اختار الانسحاب من السباق

قبل 3 جولات من النهاية احتجاجا على القرارات الصادرة ضد لاعبيه على خلفية الاعتداء على حارس مستقبل المرسى يوسف الطرابلسي.

ما عاشه الملعب التونسي في المواسم الأخيرة من خلافات و صراعات بين رجالاته ارتفع مداه هذا الموسم ليأتي على ما بقي من صمود للأخضر و الأبيض في التمسك بعربة الرابطة الأولى فكان النزول إلى الرابطة الثانية بعد موسم للنسيان اكتفى فيه الفريق بالمركز الأخير بـ19 نقطة حصيلة 4 انتصارات، 9 تعادلات و 17 هزيمة 5 منها داخل القواعد واهتزت الشباك في 41 مناسبة ليكون ثاني أفضل الخطوط الخلفية فيما لم يفلح الخط الأمامي في تسجيل أكثر من 17 هدفا.
«المغرب الرياضي» حاول في الورقة التالية أن يبحث مع بعض الفنيين الأسباب التي أدت إلى نزول الملعب التونسي إلى الرابطة الثانية :

لطفي القادري :«رصيد بشري دائم التغيير ... واستمرارية مفقودة»
« ما آل إليه وضع الملعب التونسي ليس إلا نتاج تراكمات 3 أو 4 سنوات مضت خاصة أنه ليس هناك استقرار كما على مستوى الإدارة كما أنّ الرصيد البشري دائم التغيير فالملعب التونسي بات من الفرق التي تنتدب كثيرا و تتغير فيها المجموعة باستمرار وهو ما خلق عدم توازن وغياب الانسجام لذلك كان النزل إلى الرابطة الثانية نتيجة حتمية.»
و يضيف محدثنا:«يمكن وصف الملعب التونسي بالفريق الرحالة كثير التجديد ، رغم وجوده في منطقة تتوفر فيها المواهب في الأحياء القريبة في البطان و حي التضامن وغيرها لكن في السنوات الأخيرة عجز الملعب التونسي عن استغلال هذا العامل ...هذا دون أن ننسى التغيير الاداري و تداول 3 رؤساء في الموسمين الأخيرين و الجلسة العامة الانتخابية التي دارت تحت أضواء السيارات كلها أسباب تظافرت لتسهم في عجز الفريق هذا الموسم عن ضمان بقائه في قسم النخبة.»

كمال الزواغي :«عامل نفسي بدرجة أولى»
«لن أختلف كثيرا عن الأسباب التي طرحها جل الملاحظين فالفريق يتخبط في مشاكل ادارية و مادية وفنية منذ مواسم ولئن نجح سابقا في تجنب خطر الرابطة الثانية فإنه فشل في ذلك خلال هذا الموسم لأن المشاكل كانت أكبر حدة. وربما ما يعاب على عائلة الملعب التونسي أنها روجت منذ البداية رسالة سلبية للأحباء مفادها أن الفريق يعاني عديد المشاكل والرصيد البشري محدود خاصة مع خروج بعض الأسماء المؤثرة على غرار الياس الجلاصي ، كريم العواضي ، علي العابدي و ألاكس ...ورغم ذلك كان من المفروض أن تكون الإحاطة من المسؤولين ورفع المعنويات في بداية الموسم ليس ترديد اسطوانة المشاكل التي مررت موجات سلبية لكافة المجموعة وحتى الأسماء الجديدة التي انضمت إلى الفريق فإنها وجدت نفسها تنساق في هذا التيار مما منعها من تقديم الاضافة. كان على عائلة الملعب التونسي التركيب على الجانب الايجابي وتمرير الرسائل الايجابية التي كان يمكن أن تساعد الفريق على تجاوز مشاكله لكن العكس هو الذي حصل. زد على ذلك فإن مسؤولي الفريق اطنبوا في الظهور في المنابر الإعلامية وهي نقطة لم تعد بالنفع على الفريق بل أضرته...»

هشام الحاج قاسم :«خور و سمسرة قادت الفريق للمجهول..»
يقول اللاعب السابق والذي سبق له أن شغل منصبا فنيا وآخر إداريا كمرافق للأكابر في فريق باردو أن:» مشاكل الملعب التونسي بدأت منذ 10 سنوات وليس الآن، فالفريق يعاني ضعفا فادحا على مستوى الإدارة على مستوى القرارات و استغلال البعض منهم مناصبهم للتمعّش من النادي و‘السمسرة ‘ في اللاعبين والأزياء. هؤلاء الدخلاء و المتمعشون هم السبب في الوضع الحالي للملعب التونسي وحتى الأصناف الصغرى لم تسلم من تجاوزاتهم فالوجود في التشكيلة الأساسية بالرشاوي و المحسوبية وليس بالكفاءة ...ما أقوله نابع من تجربة سابقة جابهت فيها محاولات لازاحتي عندما حاولت كشف الخور و تلك هي الحقيقة فمن يسعى لخدمة الفريق دون حسابات تتم محاربته.»
و يضيف محدثنا :«الإدارة الحالية تفتقر للتجربة و الخبرة وقرارتها زادت الطين بلة ، فالفريق الذي راهن سابقا على المركز الخامس لأن التحضير كان بصفة مبكرة و في جو نظيف أما الآن فالوضع يسير إلى الأسوء وسط تجاذبات و صراعات على الكراسي و جلسة عامة تقام تحت أضواء السيارات و مسؤولون يشترون أصوات الناخبين ...حتى الرصيد البشري لم يعرف الاستمرارية ولم يتم تعويض الأسماء التي غادرت على غرار العواضي و ألاكس و الياس الجلاصي . ربما يكون النزول إلى الرابطة الثانية عبرة لتنظيف الخور المحيط بالجمعية و العودة إلى قسم الأضواء بأكثر قوة على غرار ما حصل لنادي حمام الأنف ذات موسم ومنذ ذاك الحين أمّن الفريق بقاءه في الرابطة الأولى.»

طارق الجراية :«المشاكل الإدارية هي السبب ..:
« قد لا تكون لي دراية شاملة بأجواء البطولة التونسية خاصة لأنها تجربتي التدريبية الأولى في تونس مع نادي حمام الأنف بعد العودة من فرنسا لكن أعتقد أن السبب الرئيسي لتخبط الملعب التونسي في الوضع الذي أدى به إلى الرابطة الثانية هو المشاكل الإدارية وغياب الاستقرار على مستوى الهيئة و الرصيد البشري دون أن ننسى البداية الصعبة و المتعثرة للفريق الذي اكتفى بـ10 نقاط في مرحلة الذهاب وهي حصيلة هزيلة وكان بالإمكان أن تكون أفضل، ولا يمكن إنكار تأثير تغيير المدربين على أداء الفريق حيث انهزم في 17 مناسبة داخل قواعده وخارجها...»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115