المغرب «الحصان الأسود» لمونديال 2022: دفاع حصين..جاهزية النجوم ولمسات الرقراقي الفنية

كسر المنتخب المغربي حاجزا رافق المشاركات الإفريقية والعربية في مختلف نسخ كأس العالم بعد أن وصل إلى نصف نهائي المونديال في حدث جعله محور الحديث عالميا

وقاريا وإقليميا بما أن الوصول إلى المربع الذهبي في كأس العالم ليس حدثا عاديا وذلك يوكد المنتخب المغربي ويعلن أن المستحيل ليس مغربيا وأن الطموح مشروع للباحثين عن النجاح شريطة الاجتهاد والعمل الجيد.
المغرب كان أول منتخب إفريقي وعربي يصعد إلى الدور ربع النهائي وذلك في مونديال 1986 وبعد ذلك نسج على منواله كل من الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010 وكان السباق في كتابة التاريخ حيث بات أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف النهائي في كأس العالم الحالية في قطر ويبقي الطموح كبيرا أن تتواصل المغامرة المغربية ولم لا الوصول إلى أبعد والحضور في النهائي العالمي خاصة أن خطورة وحيدة تفصل أسود الأطلس على تحقيق ذلك.
عوامل عديدة جعلت المنتخب المغربي يكون «الحصان الأسود» لكأس العالم 2022 ويحصد النتائج غير المسبوقة حيث سنبحث في مقالنا اليوم عن أسباب النجاح المغربية في المونديال الحالي.
مجازفة محسوبة
اختارت الجامعة المغربية لكرة القدم إنهاء التعاقد مع المدرب البوسني وحيد «حليلوزيتش» قبل أشهر من بداية المونديال وهو قرار اعتباره كثيرون أنه مجازفة غير محسوبة لرئيس الجامعة فوزي «لقعج» خاصة مع تعين مدرب محلي تمثل في «وليد الرقراقي» صاحبة الخبرة المحدودة لكن المتأمل في نهج الجامعة المغربية والنجاحات التي حققتها في السنوات الأخيرة وسيطرة الأندية المغربية على المسابقات القارية وحضورها الدائم في المحافل العالمية والقارية يؤكد أن المجازفة كانت محسوبة وأن «لقجع» حسب كل صغيرة وكبيرة.
العلاقة بين المدرب البوسني ونجوم المغرب كانت متوترة وصلت إلى إقصاء عدد منهم من الحسابات على غرار حكيم زياش كما أن العلاقة بين المدرب وأعضاء الجامعة المغربية توترت في ظل تصلب أراء الفني البوسني ليصل الخلاف إلى طريقة اللاعودة وتمنح الفرصة للمدرب الرقراقي لقيادة المنتخب قبل 5 أشهر من المونديال خاصة بعد نجاحاته مع الوداد وتتويجه برابطة الأبطال الإفريقية والدوري المحلي.
تنقية أجواء حجرات الملابس
نجح المدرب السابق للوداد البيضاوي في تقديم الإضافة لمنتخب المغرب منذ تعيينه خلفا للمقال البوسني وحيد حليلوزيتش واشتغل الوافد الجديد بشكل كبير على الجانب الذهني وهو ما أسهم بشكل كبير في تحسن الأجواء في صفوف منتخب المغرب بعد أن كانت متوترة في فترة المدرب البوسني واعتمد الرقراقي كثيرا على الحديث مع اللاعبين وخاصة النجوم فيما كانت تصريحاته الإعلامية دائم تمجد لاعبيه وتمنحهم الثقة وهو ما انعكس على المنتخب ومردود اللاعبين.
من الجهة الفنية قام مدرب المنتخب المغربي باختيارات ناجحة على مستوى طريقة اللعب والاختيارات الفنية مما جعل المنتخب المغربي يقدم مستويات قوية في مبارياته في فعاليا كأس العالم وصولا إلى الدور نصف النهائي.
وفرة الاختيارات وجاهزية النجوم
على عكس ما كان عليه الحال في البطولات السابقة يملك منتخب المغرب حلولا كبيرة في جميع المراكز مما جعل هامش الخيار كبيرا أمام المدرب وليد الرقراقي وأسهمت الأوراق البديلة بشكل خاص في الفوز التاريخي الذي حققه «أسود الأطلس» أمام بلجيكا حيث قدم البديلان عبدالحميد صابيري وزكرياء أبوخلال إضافة كبيرة بعد إقحامهما في الشوط الثاني ورغم الإصابات التي عانى منها عدد كبير من النجوم لم يجد مدرب منتخب المغرب صعوبة كبيرة في إيجاد الحلول البديلة.
ومكنت الاختيارات العديدة مدرب المغرب من لعب الأوراق البديلة في مباريات إسبانيا والبرتغال وكانت ناجحة ليؤكد أن وفرة الحلول والأسماء في المنتخب المغربي كانت سلاحا مهما في تحقيق الإنجاز التاريخي والوصول إلى نصف النهائي.
أظهر معظم النجوم في تشكيلة المنتخب المغربي جاهزية كبيرة على الصعيدين البدني والفني خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022 ويتعلق الأمر بجملة منهم وياتي في مقدمتهم رومان سايس وحكيم زياش وأشرف حكيمي الذين لعبوا دورا كبيرا في المسيرة الموفقة لمنتخب المغرب في دور المجموعات وتتطلع الجماهير المغربية لتأكيد كل هؤلاء النجوم لمستوياتهم المميزة خلال المباراة الصعبة التي تنتظر منتخبهم أمام إسبانيا في ثمن نهائي المسابقة.
في المقابل كان الثلاثي الأخر المتمثل في الحارس ياسين بونو والمهاجمان يوسف النصيري وسفيان بوفال في كامل الجاهزية حيث تألق الحارس بشكل كبير سواء في المباريات أو حصص ضربات الجزاء فيما قدم بوفال مباريات محترمة وخاصة أمام إسبانيا ليؤكد النصيري أنه يبقي المهاجم الناجح بعد أن أمن هدف الانتصار على البرتغال.
انضباط تكتيكي ودفاع رهيب
«عندما يكون لديك حارس بمستوى عال ومدافعين من الطراز الرفيع فاعلم أنك في مأمن من الإقصاء» جملة تكررت كثيرا في تحليل مردود المنتخب المغربي من مختلف وسائل الإعلام العربية في تأكيد أن المنتخب المغربي امتلك أسلحة قوية قادته إلى الدور نصف النهائي من بينها الحارس ياسين بونو الذي لم يقبل أي هدف في البطولة كما أنه تصدى لضربات جزاء ترجيحية في المقابل فإن الدفاع المغربي كان الأقوى بقبول هدف وحيد ليكون الأفضل إلى غاية اليوم وفي تركية منتخبات المربع الذهبي والبطولة ككل.
كما أشاد كافة المحليين بالانضباط التكتيكي الكبير للاعبي المنتخب المغربي وخاصة من الناحية الدفاعية حيث أكد الجميع أن اللعب مع دفاع المغرب ليس سهلا ويمكنك اللعب لأكثر من مباراة إلا أن التسجيل صعب ومعقد في إقرار للقوة التكتيكية للاعبي المنتخب المغربي.
الجمهور المغربي
من بين العوامل التي ساهمت في بلوغ المغرب نصف نهائي كأس العالم الجمهور حيث قدم لوحات رائعة من المساندة والتشجيع إلى أخر دقائق اللقاءات مع حضور رهيب في المدرجات زادت في حماسة اللاعبين والكل يتذكر مواجهتي إسبانيا والبرتغال أين فاق الحضور الجماهيري التوقعات وضرب درسا في الوفاء والتشجيع ككل بفرحة عارمة لم تنته إلى حدود اليوم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115