قانون اعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين في البطولة التونسية: نعمة لمحاربي الصحراء ونقمة لنسور قرطاج خلال كأس العرب؟

منذ أن بدأ تطبيق قانون اعتبار لاعبي شمال افريقيا لاعبين محليين في البطولة التونسية خلال فترة الانتقالات الشتوية لموسم 2019-2018،

أثار ذلك الكثير من الجدل خاصة أن بطولة تونس شكلت الاستثناء بعد ان استقر راي اهل القرار في الجامعة التونسية لكرة القدم على تبنيه في وقت لم يجد فيه من جامعات الجزائر والمغرب ومصر الا الصد.ومنذ أن دخل هذا القرار حيز التنفيذ باتت البطولة التونسية وجهة مفضلة لعديد الأسماء من بلد المليون شهيد لتنضم إلى الفرق التونسية.
في النسخة الاخيرة من كاس العرب للفيفا،كان التميز والتألق من نصيب الجزائر وبعد سنتين من فوزهم ببطولة امم افريقيا بمصر ،تمكن محاربو الصحراء من التربع على عرش الكرة العربية اثر فوزهم في نهائي المسابقة على نظيرهم التونسي بثنائية نظيفة واللقب كان نتاج عمل كبير من الاطار الفني مردود متميز من اللاعبين كانوا عاملا بارزا في تتويج منتخبهم باللقب خاصة الاسماء الناشطة بالبطولة التونسية والتي قدمت أفضل ما لديها من أجل بلوغ الهدف المنشود.
تألق لافت لمحترفي البطولة التونسية
اتفق كل الملاحظين على ان المنتخب الجزائري كان من اكثر المنتخبات جاهزية والافضل من حيث الاداء رغم غياب بعض الاسماء الاساسية،ولكن اللاعبين الذين عول عليهم المدرب مجيد بوقرة قدموا افضل مالديهم.ولعل المتابع لاداء محاربي الصحراء في المسابقة العربية لا يصعب عليه اكتشاف المساهمة الفعالة للاعبين الجزائرين الناشطين في البطولة التونسية في التتويج والامر يتعلق مثلا بكل من الياس الشتي وعبد القادر بدران وامين توغاي لاعبي الترجي الرياضي وحسين بن عيادة وزين الدين بوتمان والطيب المزياني المنتمين الى النجم الساحلي.هذا السداسي كان من الاسماء الأساسية في حسابات المدرب مجيد بوقرة وتفوقوا على منافسيهم في مراكزهم بل كانوا على اتم الجاهزية وصنعوا الفارق في اللحظات الحاسمة في المباريات فالشتي وبدران وبن عيادة وتوغاي مدافعون احتكوا بجل الاسماء في قائمة المنذر الكبير وفي الهجوم هناك الطيب المزياني محترف فريق جوهرة الساحل كما لا يمكن ان ننسى يوسف البلايلي وبغداد بونجاح الذين سبق لهما ان مرا بالبطولة التونسية ....هذا الامر يؤكد قيمة بطولتنا التي منحت مدرب الخضر مالا يقل عن ستة اسماء قادوه لتحقيق اول لقب عربي في تاريخ محاربي الصحراء.
الجامعة التونسية لكرة القدم في قفص الاتهام
من المعلوم انه قبل اكثر من سنتين وتحديد ا في الميركاتو الشتوي لموسم 2018-2019 قررت الجامعة التونسية لكرة القدم بداية اعتماد قانون اعتبار لاعبي شمال افريقيا لاعبين محليين وهو مقترح واجه تململا ورفضا في البلدان المجاورة على غرار الجزائر والمغرب ومصر...بمجرد انطلاق هذا القانون حيز التنفيذ باتت البطولة التونسية وجهة مفضلة لعديد اللاعبين الجزائرين ووجدت جل الفرق المحلية في السوق الجزائرية ملاذا من اجل سد نقائصها والبحث عن عصافير نادرة خاصة أن التجارب السابقة لممثلي الجالية الجزائرية في تونس سوقت كافضل ما يكون ،ومن نقصد هنا غير نجاح يوسف البلايلي سابقا مع الترجي وبغداد بونجاح محترف السد القطري حاليا مع النجم الساحلي في سنوات مضت وقبلهم تجربة ناجحة لعبد المومن جابو مع النادي الإفريقي نصّبته معشوق الجمهور الابيض والأحمر في تلك الفترة...وفي الوقت الذي من المفروض ان تكتفي الاندية بعدد محدود من لاعبي الجزائر حتى تمنح فرصة اكبر للاعب التونسي بات وجود الجالية الجزائرية بقوة في تشكيلة الترجي مثلا ومن بعده النجم الساحلي قبل فترة وجيزة ،ملحوظا ويطرح نقاط استفهام عديدة حتى ان وسائل الاعلام العربية تناولت باطناب تعويل الترجي على سبعة لاعبين جزائريين بالتمام والكمال في دربي الموسم الماضي امام الجار النادي الإفريقي...
قانون اعتماد لاعبي شمال افريقيا لاعبين محليين قد تكون استفادت منه الاندية لفترة وجيزة ذلك انها بعد فترة بدا غربالها يلفظ بعض الاسماء،لكن تضررت منه الكرة التونسية والمنتخب الوطني على وجه الخصوص وفي الوقت الذي كان من الاجدر التعويل على اللاعبين المحليين خاصة منهك الشبان واعطائهم فرصة فرض انفسهم واظهار امكانياتهم حتى يشقوا طريق النجاح وينتموا الى المنتخب الوطني وجدنا الفرق تسعى الى البضاعة الجاهزة في السوق الجزائرية وتزيد من اهمال العمل القاعدي المفتقر اساسا الى أسس سليمة.وعوض ان تكون الاستفادة لتونس وجدنا المنتخب الجزائري اكبر مستفيد من غزو لاعبيه للبطولة التونسية اذ وجد مدربهم الوطني اسماء قادرة على قلب المعطيات كيف لا وهي تشارك مع انديتنا على الصعيد المحلي والقاري.ويمكن القول إن الجامعة التونسية لكرة القدم جنت على المنتخب بقرار متسرع لا جدوى منه رفضته بقية بلدان شمال افريقيا بل تعدى الاكر ذلك الى التشكي الى الفيفا من قبل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم داعيا الى قرار يوقف تنقل اللاعبين الجزائريين إلى البطولة التونسية مبررا موقفه بأنه يضر بالكرة الجزائرية ومستجيبا لضغط الأندية الجزائرية التي أبدت تململا من هروب لاعبيها إلى تونس.
وجاء رد وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم حينها قويا إذ اعتبر أن قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا تمت المصادقة عليه بالإجماع خلال جلسات عمل اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم.
وبعد هذه البلبلة ،قرر المكتب الجامعي سن قانون جديد يجبر الأندية التونسية على الاعتماد على 5 لاعبين تونسيين على الأقل في مبارياتهم المحلية خلال الموسم المقبل، في خطوة تهدف للحد من الحضور الجزائري في الدوري التونسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115