ما بقي في البال من المشاركة التونسية في كأس العرب: لاعبون يخطفون الاضواء ..دق ناقوس الخطر في علاقة بحراسة المرمى

اسدل الستار على مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب للفيفا بانهاء السباق في المركز الثاني عقب هزيمته في النهائي امام الجزائر

بثنائية نظيفة تركت وراءها ردود فعل عديدة في الشارع الرياضي التونسي وحسرة كبيرة على ضياع لقب كنا نمني النفس بأن يدخل الفرحة لدى جمهور نسور قرطاج خصوصا ان منتخبنا لم يصعد على منصة التتويج منذ سنة احدى عشرة والفين بمناسبة كاس افريقيا للاعبين المحليين.
مشاركة نسور قرطاج في المسابقة العربية قد تكون سلطت الضوء على عديد السلبيات لكنها فتحت المجال امام عديد النقاط الايجابية الواجب استثمارها والعمل على تطويرها ليحالفنا النجاح في المواعيد القادمة واولها نهائيات كاس افريقيا للامم التي بدأ العد التنازلي لضربة بدايتها بعد اكثر من اسبوعين بالكاميرون رغم ما يزال يحيط باقامتهما من عدمهما من غموض قد تميط عليه الايام القادمة اللثام...
ازمة حراسة المرمى
كشفت مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب ل›الفيفا› ان حراسة المرمى من اهم المراكز التي جعلت نسور قرطاج يعانون في هذه الدورة رغم بلوغهم المباراة النهائية ....
قد تكون اخطاء حراس المرمى واردة في كرة القدم لكن حينما تكون الضريبة باهضة فذلك يطرح نقاط استفهام عديدة ،ومنتخبنا تضرر كثبر امن اخطاء حراسة المرمى التي ضربت اسمين ويتعلق الامر بفاروق بن مصطفى ومعز حسن.وشارك بن مصطفى في اللقاء الاول امام موريتانيا ومرت الامور بسلام لكن بدأت المتاعب مع الجولة الثانية مع المنتخب السوري اذ ارتكب خطأ مشتركا مع فرجاني ساسي، تسبب في اهتزاز شباكه، ثم اكتفى بالنظر لتسديدة سورية من محمد عنز في الشوط الثاني، ليخسر نسور قرطاج بهدفين دون رد، وسط تراجع لافت لفاروق بن مصطفى، احد ابرز الاسماء في تونس والعالم العربي.
ونسج زميله معز حسن على منواله في مباراة الدور النهائي امام الجزائر ، وارتكب خطأ قاتلا في الوقت بدل الضائع من وقت الشوط الإضافي الثاني، عندما ترك مكانه في حراسة المرمى، وتقدم للهجوم في ركنية في الدقيقة 120، على أمل إدراك التعادل، ولكن الكرة ارتدت بهجمة سريعة سجل منها ياسين براهيمي هدف الاطمئنان الثاني لمحاربي الصحراء امام شباك خالية.
اخطاء حراسة المرمى في المنتخب طرحت نقاط استفهام عديدة فإذا تراجع اداء بن مصطفى وكان معز حسن يعوزه نسق المباريات فلم يمنح الناخب الوطني المنذر الكبير الفرصة للحارس بشير بن سعيد وهو الذي تألق في مباريات البطولة المحلية مع فريقه الاتحاد المنستيري؟
لاعبون يخطفون الاضواء
في النسخة الحالية من كأس العرب يمكن القول إن اداء المنتخب في المجمل قد تحسن مقارنة بالمواعيد السابقة وقدم زملاء نعيم السليتي مردودا متميرزا في جل المباريات ولوحات كروية اشفت غليل الجمهور الرياضي،لكن هناك بعض الاسماء التي تمكنت من خطف الاضواء اكثر من البقية واولها حتما محترف مانشستر يونايتد حنبعل المجبري ،ابن 18 ربيعا لم يمنعه صغر سنه من اظهار روح قتالية كبيرة وعزيمة اكبر في المباريات جعلته ابرز اكتشافات الدورة.كما لا يمكن ان نمر دون الاشادة بتألق الظهير الايمن محمد دراغر والكل يتذكر انه التحق بالمجموعة قبل ساعات عديدة من لقاء الجولة الثالثة من الدور الاول امام الامارات ورغم ارهاق الرحلة الجوية شارك وشد الانتباه بحماسه وروحه القتالية.
لاعب اخر قدم درسا في التحدي وهو بلال العيفة والكل يدرك انه كان بعيدا عن اجواء المنتخب وفي فترة ليست بالبعيدة كان يعاني من الوزن الزائد وهو ما ابعده عن تشكيلة النادي الافريقي لفترة لكن العيفة عاد من بعيد ليفرض نفسه في حسابات فريق باب الجديد والمنتخب الوطني،مدافع الافريقي قدم اداء متميزا خاصة في المباراة النهائية امام الجزائر جعله محل تنويه من جمهور المنتخب بمختلف انتماءاتها.
وفي الحقيقة هناك عدة لاعبين يصح ان نطلق عليهم صفة المحاربين على غرار غيلان الشعلالي وفراس بالعربي ونعيم السليتي ومحمد امين بن حميدة ومنتصر الطالبي وكأننا بهم وجهوا رسالة الى الاطار الفني لحجز مقاعدهم في القائمة في الرهانات القادمة واولها نهائيات كاس افريقيا للأمم.
الكبير...اخطاء عديدة للمراجعة
في قاموس كرة القدم لا يمكن للخوف والحذر المبالغ فيه ان يقود الى النجاح او يصنع المعجزات وهذا الامر ينطبق على المدرب الوطني المنذر الكبير فهذا الاخير فشل في التعامل مع مستجدات بعض المباريات وفي بعض الاحيان ظهر عليه الارتباك في التغييرات فكان المنتخب اكبر الخاسرين.بعض العناصر كانت خارج نطاق الخدمة في اكثر من لقاء ومنهم الاسماء ذات الحبرة على غرار المساكني وفرجاني ساسي ولكن في الوقت الذي كان من المفروض ان يغيرهم فإنه اخرج لاعبين آخرين قدموا افضل ما لديهم ليجبر الشارع الرياضي على طرح اسئلة من قبيل هل انه هو من يختار التشكيلة ام هناك لاعبون هم اصحاب السلطة في المجموعة .الكبير قد يكون اختار عدم المجازفة في بعض المواعيد في حين ان ‹الخوف› او الحذر المبالغ فيه في كرة القدم يجعلك تمر في مثل هذه المواعيد بجانب الحدث ووصول المنتخب الى النهائي كان نتيجة تألق اللاعبين وبروز بعض الاسماء وليس بسبب›كوتشينغ› المدرب.
الكبير الذي لا نختلف في الاشادة باخلاقه العالية ،لكن نحن نتحدث عن مهمته كمدرب يفتقد لشخصية قوية يناقض نفسه في بعض الاحيان ونجده يذعن للضغوظ المفروضة عليها فبعض الاسماء لم يوجه الدعوة اليها الا عندما تم تداولها في الشارع الرياضي على غرار ياسين الشيخاوي او بلال العيفة.كما انه قرر التضحية برأس الحارس فاروق بن مصطفى بعد اول خطأ ارتكبه في لقاء سوريا رغم تصريحه سابقا بان بن مصطفى افضل حارس وهو الحارس الاول لنسور قرطاج واستبدله بمعز حسن الذي يظهر نسق المباريات.
كاس امم افريقيا على الابواب والوضع يتطلب من الكبير،ان تقرر بقاؤه في ظل تداول اكثر من اسم تفاوضه الجامعة، ان يعدل الاوتار ويصحح المسار حتى تكون المشاركة في نهائيات الكاميرون ناجحة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115